12/5/2007

تزايدت خلال السنوات الأخيرة حالات الاحتقان بين الطرفين المكونين لنسيج المجتمع المصري – المسلمين والأقباط – والتي تبدو مقلقة للغاية لاسيما أنها تمس مواطنة أحد الطرفين وتعبر في الوقت نفسه عن تهديد حقيقي للأمن القومي لمصر وكان أخرها إصابة عشرة مسيحيين على الأقل وإضرام النار في أربعة منازل يملكها مسيحيون أيضا أمس الجمعة 11-5-2007 في اشتباكات طائفية في قرية “بهما” بمركز العياط في محافظة الجيزة بعد انتشار شائعات عن بناء كنيسة بدون ترخيص حكومي.

واشار المركز إلى أن هذا الحادث سبقه أزمات عديدة اتسمت بسوء الإدارة وعدم الاستفادة من نتائجها من أجل منع تكرارها في المستقبل حيث تعاظم خلالها الدور الأمني وعدم تكامله مع الدور السياسي والشعبي إضافة إلى المعالجة الإعلامية السطحية للحدث من خلال التأكيد على شعار الوحدة الوطنية وأن الدولة تقوم بالواجب!

ويعتبر أن مثل تلك الأحداث ناتجة عن التعصب والشعور بالتهديد المتبادل فضلاً عن غياب الثقة والشك المتبادل في النوايا وتشويه الصورة لدى كل طرف عن الطرف الآخر؛ فيتحدث طرف عن استئساد الأقباط وعدم وجود سقف محدد لمطالبهم ودعمهم من الخارج ويتحدث الطرف الآخر عن استبداد الأغلبية المسلمة وأن موجة “الأسلمة” لا تعني سوى استبداد أشد وطأة!.

ويرى المركز أن التعصب وغياب التسامح هو عرض ظاهر – يتخفى وراء الطائفية – لمرض كامن في جوهره سياسي واجتماعي يتمثل في غياب الحريات وعدم وجود مشروع سياسي يستنهض همم الجميع لكي يوظفها لصالح النهضة والتقدم المشترك.

وإذ يجدد المركز دعوته إلى الانتقال من المقاربات الأمنية والمعالجات السطحية لهذه الأحداث إلى مقاربات أعمق بالتنسيق بين أجهزة الثقافة والإعلام والأجهزة التنفيذية والأمنية والشعبية فإنه يطالب بالتعاون بين قادة الرأي من الجانبين من أجل مزيد من التقارب والتواصل وتلاقي الأفكار الأمر الذي يخدم القضية الوطنية ويؤدي إلى تجاوز ضعف الثقة والشك في النوايا والانتقائية في قراءة الأدبيات المختلفة للجماعة الوطنية.

كما يدعو إلى تكليف المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بدراسة الشائعات ودورها في تصاعد الأحداث وأسباب ظهورها واحتمالات استخدامها كسلاح سياسي لضرب المجتمعات من الداخل, والعوامل التي أدت إلى زيادة الاحتقان في المجتمع المصري وحولت عقل المواطن إلى مرتع خصب لأفكار التعصب وإقصاء الآخرين.

وأخيرًا يطالب بضرورة إيجاد تصور متكامل للتعامل مع هذه القضية التي باتت تهدد ” الأمن القومي ” لمصر، وتشكيل إدارة خاصة بالأزمات الداخلية تستخدم الاستراتيجيات الخاصة بالتعامل مع الأزمة وتعمل على منع تكرار مثل هذه الأحداث.

ولإطلاع علي مزيد من الأخبار يرجي زيارة الموقع علي http://www.sawasya.com