21/5/2008
الأمم المتحدة: دعمت الدول الأعضاء فى منظمة الأمم المتحدة المعايير التى تم تأسيسها بالنسبة لمجلس حقوق الإنسان الحديث النشأة ، وذلك من خلال عدم إعادة انتخاب سريلانكا لعضوية هذا المجلس. وكان ناشطو حقوق الإنسان المحليين والدوليين قد دعوا إلى معارضة إعادة انتخاب سريلانكا فى هذا المجلس قائلين بأن التصويت بعدم إعادة انتخابها يمثل انتصاراً لمعايير حقوق الإنسان ولضحايا انتهاك هذه الحقوق فى سريلانكا. وكان قد تم شغل 15 مقعداً من المقاعد البالغ عددها 47 فى مجلس حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة خلال اجتماع الجمعية العامة ، حيث تنافست 6 دول على المقاعد الأربعة المخصصة للدول الآسيوية فى هذا المجلس. وقامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بانتخاب اليابان بـ 155 صوتاً ، وكوريا الجنوبية بـ 139 صوتاً ، وباكستان بـ 114 صوتاً ، والبحرين بـ 142 صوتاً. وفشلت سريلانكا فى هذه الانتخابات ، إذ حصلت على 101 صوتاً فقط ، فى حين فشلت كذلك الدولة الناشئة حديثاً فى تيمور الشرقية لحصولها على 92 صوتاً فقط. وكانت الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة قد طلبت من أعضاء مجلس حقوق الإنسان عند إعادة تكوين هذا الجهاز القائد لحقوق الإنسان فى هذه المنظمة الدولية فى عام 2006 أن يحافظوا على معايير حقوق الإنسان وأن يتعاونوا بشكل كامل مع هذا المجلس. وكانت سريلانكا إحدى الدول التى تم انتخابها بدايةً لعضوية مجلس حقوق الإنسان فى عام 2006 ، ولقد حرصت على القيام بحملة نشيطة وقوية لإعادة انتخابها هذا العام فى كل من نيويورك وجنيف وغيرها من عواصم العالم. وقال ستيف كراوشاو ، مدير برنامج الحماية فى منظمة هيومان رايتس ووتش والمتحدث الرسمى باسم تحالف المنظمات غير الحكومية من أجل مجلس حقوق إنسان فعال ، بأن علينا توجيه التحية إلى الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة لرفضهم السماح لدولة تنتهك حقوق الإنسان بأن تستغل عضويتها فى مجلس حقوق الإنسان ليس من أجل خدمة ونشر هذه الحقوق ، ولكن لكى تحمى نفسها وغيرها من المنتهكين من الملاحقة والمتابعة والتدقيق. وأضاف بأن هزيمة سريلانكا هذا العام وهزيمة بيلاروسيا العام الماضى سوف تساعد على عدم تشجيع باقى منتهكى حقوق الإنسان على السعى إلى الترشيح للفوز بعضوية هذا المجلس. ولقد نشأ تحالف من المنظمات غير الحكومية السيريلانكية بهدف الاعتراض على إعادة انتخاب سريلانكا فى هذا المجلس. وقال هذا التحالف بأن الحكومة السيريلانكية استمرت فى القيام بانتهاكات شديدة والإبقاء على درجة عالية من التدهور فيما يتعلق بحماية حقوق الإنسان منذ اكتسابها لعضوية مجلس حقوق الإنسان ، كما أنها استغلت عضويتها فى هذا المجلس لحماية نفسها من الملاحقة والمتابعة والتدقيق. وكان تحالف آخر من المنظمات غير الحكومية من مختلف أقاليم العالم قد اتهم سريلانكا بالتسبب فى حالات كثيرة من الاختفاء القسرى والقتل خارج إطار القانون والقيام بالتعذيب والفشل فى التعاون مع خبراء حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة. وكان ثلاثة من حاملى جائزة نوبل للسلام هم القس دزموند توتو من جنوب أفريقيا ، وأودولفو بيريز أسكويفل من الأرجنتين ، والرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر قد دعوا الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة إلى معارضة إعادة انتخاب سريلانكا فى هذا المجلس. (http://www.hrw.org/english/docs/2008/05/19/slanka18868.htm). وقد نجح تحالف المنظمات غير الحكومية أيضا فى معارضة انتخاب بيلاروسيا لعضوية مجلس حقوق الإنسان فى عام 2007 ، حيث هزمتها البوسنة والهرسك فى الاقتراع الثانى الذى تم فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى تلك السنة. وقال مايك أنتونى ، مدير برنامج مفوضية آسيا لحقوق الإنسان فى هونج كونج ، إن رفض إعادة انتخاب سريلانكا بعد الحملة الدولية ضدها يمثل دعماً ومساندةً قوية لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان ويوجه رسالة قوية وواضحة إلى الحكومة السيريلانكية فى هذا الشأن. وأضاف إننا نأمل أن يؤدى ذلك إلى فتح حوار دولى جديد مع سريلانكا يشجعها على وقف الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التى تقوم بها قوات الأمن لديها ، وأن تقبل مساعدة مراقبى حقوق الإنسان الموفدين من الأمم المتحدة. وقال أيضا أن الحركة الانفصالية لنمور التاميل ترتكب هى الأخرى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ، ولكن ذلك لا يعطى تبريراً لانتهاك الحكومة لهذه الحقوق. وقال بأن شعب سريلانكا سوف يستفيد كثيراً من مراقبة الأمم المتحدة لهذين الطرفين فى هذا النزاع. ولقد تم إجراء انتخابات تنافسية على المقاعد المخصصة لإقليمين آخرين من المجموعات الإقليمية الخمسة للأمم المتحدة فى هذا المجلس. وقامت الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة بانتخاب المملكة المتحدة وفرنسا لتمثيل أوربا الغربية والمجموعات الأخرى ، فى حين فشلت أسبانيا فى النجاح فى هذه الانتخابات. وتم انتخاب كل من سلوفاكيا وأوكرانيا لتمثيل أوربا الشرقية ، فى حين فشلت صربيا. وكانت هناك قائمة محددة مغلقة للدول المرشحة من المجموعة الأفريقية أدت إلى نجاح كل من بوركينا فاسو ، والجابون ، وغانا ، وزامبيا عبر حصولهم على الأغلبية المطلقة المطلوبة لشغل المقاعد الربعة لأفريقيا فى هذا المجلس. ونجحت الدول الثلاث الأخرى من أمريكا اللاتينية وهى البرازيل ، والأرجنتين ، وشيلى بعد أن خاضت الانتخابات دون منافسة لشغل المقاعد الثلاثة لإقليم أمريكا اللاتينية والكاريبى. وقال فرانك كامونجا من المنتدى الديمقراطى الأفريقى فى نيروبى إننا نتمنى لو كانت هناك انتخابات تنافسية فى كل الأقاليم الخمسة كما كان مأمولاً عند تأسيس مجلس حقوق الإنسان. وأضاف بأنه على أى حال فإن الدول التى تم انتخابها هذا العام لديها إمكانية أن تقدم مساهمة حقيقية للدفع بحقوق الإنسان ، والشئ الأهم هنا الآن هو أن يقوم الأعضاء الجدد فى مجلس حقوق الإنسان بوضع الاعتبارات والتحالفات السياسية جانباً ، وأن يستخدموا مواقعهم فى المجلس بشكل واعٍ ومسئول من أجل حماية ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان. وفى حين لم يتخذ ” تحالف المنظمات غير الحكومية من أجل مجلس حقوق إنسان فعال” مواقف محددة حول إذا ما كان يجب انتخاب باكستان والبحرين لعضوية مجلس حقوق الإنسان ، فإن هذا التحالف قد دعا بشكل محدد حكومتى هاتين الدولتين إلى تطبيق إصلاحات داخلية فى مجال حقوق الإنسان والانخراط بشكل بناء فى تعاون مع الحكومات الأخرى من أعضاء المجلس. وقالت جولييت دى ريفيرو ، مديرة برنامج منظمة هيومان رايتس ووتش فى جنيف ، أن على باكستان والبحرين الآن أن ترتفعا إلى مستوى المعايير الموضوعة لعضوية مجلس حقوق الإنسان. وأضافت أن عليهما أن يعملا على تقوية قدرة المجلس على حماية ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان فى كل مكان بالعالم بدلاً من السماح بحماية الحكومات التى تنتهك حقوق الإنسان من الملاحقة والمتابعة والتدقيق. لقراءة المزيد من التفاصيل حول الحملة ضد إعادة انتخاب سريلانكا ، يمكن زيارة الموقع التالى: ولمزيد من المعلومات ، يمكن الاتصال بكل من: فى نيويورك فى جنيف فى هونج كونج فى ليما فى كمبالا فى واشنطن فى نيروبى |