17/11/2008

أعلنت المنظمة العربية للإصلاح الجنائي وجمعية حقوق الإنسان لمساعدة السجناء أمس نتيجة أول مسابقة صحفية وإعلامية في مجال حقوق الإنسان في احتفال إعلامي كبير عقد بمناسبة اليوم العالمي للتسامح الذي يوافق إصدار منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة للإعلان الدولي لمبادئ التسامح في 16 نوفمبر من كل عام وحضر الاحتفال رؤساء المنظمات الأهلية لحقوق الإنسان وأعضاء مجلس الشعب والشورى وأساتذة الجامعات والصحفيين والإعلاميين ونشطاء المجتمع المدني .

تقدم للمسابقة الصحفية 79 عملا صحفيا منشورا بالصحافة المصرية في خمسة مجالات تضم التغطية الإخبارية والتحقيق الصحفي، والحوار الصحفي ، والحملة الصحفية ،والكاريكاتير ، من إحدى عشر مؤسسة صحفية وجريدة ومجلة مصرية تشمل الأهرام، والجمهورية، وآخر ساعة بأخبار اليوم، والمسائية، والمصري اليوم، ونهضة مصر، والأهالي، والكرامة، ووطني ، والوطني اليوم، بالإضافة إلى عدة لقاءات إذاعية أجرتها الإذاعة المصرية.

تناولت الأعمال الصحفية تغطية قضايا حقوق الإنسان المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومفاهيم التسامح والمواطنة والإشكاليات التي تواجها في مصر واقتراحات الحلول لها لتعزيز حركة حقوق الإنسان ووسائل تطوير دور مؤسسات الدولة والوزارات من خلال علاج السلبيات وأوجه القصور في عملها بقضايا حقوق الإنسان وكذلك دور وأنشطة المنظمات غير الحكومية في العمل الميداني والتحديات التي تواجهها وطرق خلق تشبيك وتعاون بينها وبين الأجهزة الحكومية من أجل إعلاء قيم حقوق الإنسان ونشر الوعي بها بين المواطنين والرأي العام عن طريق التناول الصحفي والإعلامي لهذه القضايا.

قرار لجنة التحكيم
وأكدت لجنة التحكيم للإعمال الصحفية التي تم تشكيها من كبار الصحفيين وأساتذة الإعلام بالجامعات وخبراء المجتمع المدني وحقوق الإنسان أن غالبية الصحف المصرية بدأت في الاهتمام بنشر مساحات واسعة عن قضايا حقوق الإنسان في متابعاتها اليومية والأسبوعية لأنشطة المنظمات والجمعيات الأهلية وهو ما يثمل تغيرا نوعيا ملحوظا في السياسات التحريرية بالصحف المصرية.

وأضافت اللجنة في تقريرها لفحص الأعمال الصحفية إن الصحف القومية التي ضمت الأهرام ، والجمهورية، والمسائية، ومجلة أخر ساعة، بدأت في الاهتمام التدريجي بنشر قضايا حقوق الإنسان رغم أنها ظلت من بين القضايا التي يقل اهتمامها بها وجمعت المعالجات الصحفية بين وجه نظر الأجهزة الحكومية والمجتمع المدني معا وهو نفس ما حرصت عليه جريدة الوطني اليوم.

وأوضحت لجنة التحكيم أن معالجات الصحف الحزبية التي شملت الوفد ، الأهالي ، الكرامة ، تميزت بزيادة المساحات المخصصة لقضايا حقوق الإنسان ونشرها في مقدمة الصفحات والاهتمام بشرح وتفسير المشاكل التي تعانى منها والتجاوزات والانتهاكات

وقالت اللجنة أن الصحف المستقلة والتي ضمت المصري اليوم ، ونهضة مصر ، تميزت في تناولها لقضايا حقوق الإنسان وانتهاكاتها بعرض وجهات النظر المختلفة وإتاحة الفرصة لها للتعبير عن رأيها مما أعطت توازنا في النشر دعم قواعد الحياد والمصداقية.

وأشارت اللجنة إلى اهتمام الصحف الحزبية والمستقلة معا بذكر المعايير الدولية والنصوص القانونية المحلية المرتبطة بقضايا الانتهاكات والتجاوزات التي تحدد أوجه التجاوز كما اهتمت بطرح وسائل المواجهة وهو ما ينعكس على زيادة وعى المواطن بها وطريقة التصدي لهذه الانتهاكات في حالة تعرضه لها وهو ما اتبعته جريدة وطني.

تحليل مضمون الأعمال الصحفية
وجاء في تحليل مضمون الأعمال الصحفية التي قامت بها لجنة التحكيم أنه تبين اهتمام الصحف القومية بالعناوين التقليدية واستخدام لغة صحفية محافظة في تناول قضايا حقوق الإنسان ولم تهتم باستخدام الصورة الموضوعية للقضايا والأحداث بكثرة باستثناء صحفية المسائية التي لجئت إليها أحيانا بينما حرصت صحف الأهرام والجمهورية على نشر صور شخصية للمصادر الصحفية مقرونة بالأخبار في بعض الأحيان وغلب عليها نشر أنشطة المنظمات الأهلية في سياقها وزمن وقعها دون خلط للرأي مع الخبر أو تلوين له.

أما الصحف الحزبية والمستقلة التي ضمت الوفد والوطني اليوم والكرامة ونهضة مصر والمصري اليوم فقد اهتمت بالصورة الصحفية والعناوين اللافتة الرئيسية في صدر صفحتها والعناوين الفرعية المساعدة لتوضيح مضمون الخبر وجذب القارئ إليه وإبراز عناصره كما أن هذه الصحف حرصت على تدفق المعلومات من مصادرها التي تنوعت بين الحكومية والمجتمع المدني والمواطنين وشهود العيان وعدم حجبها لها وجمعها بين الأخبار والموضوعات الصحفية.

وجاءت الصحف القومية تليها الصحف الحزبية في الاهتمام بالتوعية المباشرة بحقوق الإنسان بينما اهتمت الصحف المستقلة بالتوعية الغير مباشرة والمباشرة في شرحها لقضايا حقوق الإنسان بسبب التوجيهات الليبرالية لها. كما جاءت قضايا الانتهاكات والمواطنة والأقباط والبهائية والانتخابات المحلية والطلابية في مقدمة اهتمام الصحف المستقلة والحزبية والتي شملت المصري اليوم ونهضة مصر والوفد والكرامة ووطني واهتمت بنشر تحقيقات وحوارات عنها تليها اهتمامها بالتغطية الإخبارية للمؤتمرات والندوات بينما لم تهتم الصحف القومية بتناول الانتهاكات واهتمت بنشر الأخبار عن أنشطة الجمعيات ومجلس حقوق الإنسان فقط.

نتيجة المسابقة الصحفية
ففي مجال التغــطية الإخباريــة فاز بالجائزة الأولى: الصحفي عماد حجاب بجريدة الأهرام عن موضوع العلاقة بين مفاهيم التسامح حقوق الإنسان وتميز بالمتابعة الجيدة لتفاصيل العلاقة بين هذه المفاهيم ومدي ارتباطها ببعضها وبالدقة في التناول والمصداقية للإعلانات والمواثيق الدولية.

وفاز بالجائزة الثانية: الصحفي محمد فخري أبو العينين بجريدة الجمهورية عن موضوع الخارجية والقوى العاملة تتخلى عن 20 سيدة رفضن السخرة والمسخرة وتناول قضية العمالة المصرية بالخارج والتعاقد معها في أعمال غير مقبولة تمس كرامة الإنسان.

كما فازت بالجائزة الثالثة: الصحفية أنجيل رضا فريد بجريدة وطني عن موضوع شهادة المرأة في المحاكم تستحق المساواة شرعاً وقانوناً وتناولت المساواة بين الرجل والمرأة في قضايا الأحوال الشخصية والتفسيرات المغلوطة للنصوص التشريعية وضرورة إعادة تفسيرها بصورة مستنيرة وتميز الموضوع الصحفي بالحداثة والجرأة في تناول الحقوق الإنسانية للمرأة.

وفاز بالجائزة الثالثة مكرر بين كل من الصحفي محمد غنايم طه والصحفية مروة صالح بجريدة المسائية عن موضوع 200 ( ألف شاب يطالبون بفك القيود عن “المدونات” الإلكترونية) وتناولت مشاكل حرية الرأي والتعبير على شبكة المعلومات الدولية والمدونات الجديدة وحجم تأثيرها والحراك السياسي والاجتماعي الذي آدت اليه والقيود المفروضة عليها وطبيعة المسئولية الاجتماعية لعدم استغلال استخدامها وتميز الموضوع بالتنوع في المصادر الصحفية التي تم تغطيتها.

وفي الحــوار الصحفي فاز بالجائزة الأولى: الصحفي محمود بسيونى بجريدة نهضة مصر عن سلسلة حوارات نشطاء وأزمات التى تناول فيها أهم التحديات التي تواجه المنظمات في عملها وأزمات التمويل والإدارة والتعامل النظام السياسي مع المنظمات والضغوط التي تواجهها والمشاكل والصراعات التي تعترضها وتميز بالموضوعية في التناول الصحفي وجمعه بين الفكر الحقوقي والاجتهاد والصحفي .

وفازت بالجائزة الثانية: الصحفية هدى رشوان بجريدة المصري اليوم عن حوار مع السفيرة مشيرة خطاب حول فتاوى ختان الإناث وتناولت العادات والتقاليد المرتبطة بالفتاوى الدينية غير الصحيحة وطرق التعامل معها من خلال الحوار والمواجهة وتميز الحوار بمناقشة قضية هامه تباينت فيها آراء المجتمع وارتبط الحوار بقضايا وفاة البنات صغيرات السن أثناء عمليات الختان واستخدام لغة صحفية متماسكة وعبارات مباشرة.

وفاز بالجائزة الثالثة: الصحفي هاني دانيال بجريدة وطني عن حوار مع الدكتور بطرس غالي عن تحويل إعلان حقوق المواطنة لواقع ملموس وتميز الحوار في البحث بجدية عن أمكنية إيقاف إحداث العنف الطائفي والمعالجات الأبنية الخاطئة لها والصعوبات التي تواجه تفعيل إعلان المواطن.

وفي التحقيــق الصحفــي فاز بالجائزة الأولى: الصحفي خليل العوامى بجريدة الوفد عن ملف ازدواجية وزارة التضامن الاجتماعي فى التعامل مع الجمعيات الأهلية ومنظمات حقوق الإنسان في قضايا التمويل وتميز بترابط الأفكار الفرعية مع الأفكار الرئيسية ووضوح الفكرة والحياد في تناول ألأفكار المختلفة أثناء تعامله مع قضية رئيسية يعانى منها المجتمع المدني واهتم بطرح مقترحات لتطوير قانون الجمعيات الأهلية بما يحقق الغرض من الموضوع .

وفازت بالجائزة الثانية: الصحفية أمنية طلال بجريدة الأهالي عن ملف البهائيين في مصر أقلية بلا هوية وتميز بالاهتمام بالجانب التاريخي والعمق في معالجة قضية البهائيين وتنوع مصادر الدراسة التاريخية. وفاز بالجائزة الثانية مكرر: الصحفي علاء عبد الخالق حجاب بمجلة أخر ساعة بأخبار اليوم عن التسامح في ريف مصر وتناول قضية العلاقة بين المسلمين والأقباط داخل قري مصر وتعانق الكنائس والمساجد وتولى المسحيين لمنصب العمده في قري مسلمه وتميز بطرح مفاهيم التسامح وربطها بالواقع في ظل اهتمام المجلة بمحافظات مصر وقضاياها وتفردها عن باقي المجلات الأسبوعية في هذا التخصص.

وفاز الجائزة الثالثة: الصحفي يوسف شعبان بجريدة الوطني اليوم عن الوحايد ماتت قبل أن يسقط عليها الجبل وتميز بتناول القصة الإنسانية بشفافية في عرض المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها بشفافية .

وفاز بالجائزة الثالثة مكرر: الصحفي عبد النبي طحيوة بجريدة المسائية عن مكافأة العاملين بمصنع جوت بلبيس لا تكفى لشراء مقبرة وتميز بتناول الحقوق الاقتصادية للعمال بعد بيع المصنع بصورة معلوماتية ورقمية جيدة دعمت القضية .

وفاز بالجائزة الثالثة مكرر: الصحفي محمد أمين عبد الله بجريدة المسائية عن مستشفى الزقازيق العام تحول إلى منطقة موبوءة للأمراض المعدية وتميز بشرح الحقوق الصحية في صورة إنسانية وربطها بلأوضاع المتردية بالمستشفي.

وفاز بالجائزة الثالثة مكرر: الصحفي رأفت عبد القادر بجريدة المسائية عن المواطنة شعار وتميز بتناول مبدأ المواطنة بعد التعديلات الدستورية وإمكانية إصدار تشريعات قانونية مكملة لها حتى لا يتحول مبدأ المواطنة لشعار فقط غير واقعي وتميز الموضوع بالجمع بين الرؤى والتحليل والواقع.

الحمــلة الصحفيــة فاز بالجائزة الأولى: الصحفي وائل على بجريدة المصري اليوم عن أزمة دير أبو فانا وتميز بمتابعة التقارير التي أصدرتها المنظمات ومجلس حقوق الإنسان بشفافية ومتابعة القضية بكافة تفاصيلها وإنفراده بجانب كبير من أخبارها والتوقعات بالحل وذكر للروايات المتعلقة بالوقائع اليومية للقضية.

وفازت بالجائزة الثانية: الصحفية حنان فكرى بجريدة وطني عن شادية وبهية تدفعان ثمن مأساة عمرها نصف قرن وتناولت اتهام سيدتين بالتزوير في الديانة بعقد الزواج رغم اعتراف والدهما بتغيرها وتحمله المسئولية وتناولت في سلسلة تحقيقات الرأي القانوني والحقوقي فيها وتميزت بالإصرار على إيجاد حل لإنصافهما والتعامل مع القضية بمصداقية شديدة.

وفازت بالجائزة الثالثة: الصحفية فاتن زكريا بجريدة المسائية عن زيادة مرتبات أساتذة الجامعة وتناولت بداية الأزمة وتصاعدها بين وزير التعليم العالي وأندية أعضاء هيئة التدريس ومجلس الوزراء ومجلس الشعب ورفض الأساتذة لمشروع الوزير وتميزت بالموضوعية والحياد في المعالجة.

وفي مجال الكاريكاتير فاز بالجائزة الأولى: الصحفي عمرو محمد حمدي عكاشة بجريدة الوفد عن حقوق الإنسان الضائعة في تعاملاته مع الحكومة وتميز بدقة الخطوط والمباشرة في الفكرة

وفي المسابقة الإذاعية في مجال التغطية الإخبارية فاز بالجائزة الأولى مشتركة بين المذيع يحيى محمد حسن والمذيعة مها أحمد عادل بإذاعة صوت العرب عن برنامجيهما أخر كلام ولقاء اليوم وتميز بالجراءة في تناول قضايا حقوق الإنسان وربطها بالمفاهيم ومشاكل المجتمع والاستقلالية في العمل.

وقررت المنظمة العربية للإصلاح الجنائي وجمعية حقوق الإنسان لمساعدة السجناء استمرار المسابقة للعام الثاني على التوالي اعتبار من يناير المقبل 2009 في مجال التسامح بجميع التخصصات الصحفية والإذاعية والتليفزيونية ودعوة الصحفيين والقنوات الفضائية والأرضية ومحطات الإذاعة للتقدم للمسابقة بالإضافة إلى رفع قيمة الجوائز في العام الجديد وعقد المسابقة بصورة سنوية تقديرا لدور الصحافة ووسائل الإعلام في نشر ثقافة حقوق الإنسان والتسامح باعتبارها أحد المحاور المؤثرة في توجه المجتمع نحو الإصلاح والتطور.

وتوجه المنظمة العربية للإصلاح الجنائي وجمعية حقوق الإنسان لمساعدة السجناء الشكر للسادة الصحفيين والإعلاميين الذين شاركوا في المسابقة الصحفية والإعلامية لعام 2008 لإيمانها بأهمية دور الإعلام في نشر ثقافة حقوق الإنسان ومواجهة الانتهاكات والتجاوزات والتعبير عن رغبة المجتمع في التغيير من أجل حياة أفضل.

المنظمة العربية للإصلاح الجنائي
جمعية حقوق الإنسان لمساعدة السجناء