14/11/2007

أصبح منع نشطاء حقوق الإنسان من السفر في سوريا من الأمور المعتادة لدي السلطات السورية ومن استراتيجياتها الثابتة الراسخة، فلا يكاد يمر يوم إلا والسلطات تمنع أحد النشطاء من السفر لحضور ندوة أو مؤتمر في الخارج أو حتي تسلم جائزة حقوقية، ناهيك عن الملاحقات القانونية والأمنية وأوامر الاعتقال، في مشهد شبه يومي متكرر، وبالأمس منعت السلطات الأمنية الناشط/ راسم سليمان رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا من السفر إلي تركيا للمشاركة في الملتقي العالمي للقدس والذي ينعقد في المدة ما بين 15:17 من الشهر الجاري ويشارك فيه ممثلون من مؤسسات المجتمع المدني من كافة بقاع العالم.

إن البرنامج العربي لنشطاء حقوق الانسان وهو يتابع هذه السياسة ويناهضها منذ سنوات عشر يبدي دهشته الشديدة من إصرار السلطات السورية عليها رغم مخالفتها لكافة المواثيق الدولية التي وقعت وصدقت عليها ومن ثم صار هناك التزاما دوليا ملقي علي عاتقها بضرورة احترامها وتطبيق قواعدها القانونية علي اراضيها ورعاياها، لا أن تكون مجرد واجهة تواجه بها الأسرة الدولية ومفرداتً تستخدمها في خطابها الرسمي والإعلامي وتحرم النشطاء منها، خاصة وأن الحق من التنقل هو من الحقوق الشخصية التي لا يجوز النيل منها حتي في الأحوال والظروف الاستثنائية، وهو يعد حق مكفول بنصوص وأحكام الدستور السوري ذاته.

إن البرنامج العربي يطالب السلطات الأمنية السورية برفع يدها عن نشطاء المجتمع المدني السوري وضرورة أن تتوفر لهم الحماية المناسبة أثناء ممارستهم لأنشطتهم السلمية الرامية الي الأرتقاء بحقوق الانسان ونشر ثقافتها وقيمها في المجتمع السوري، كما يطالبها بضرورة التوقف الفوري عن سياسة منع النشطاء من السفر إلي الخارج، وإطلاق سراح النشطاء الموجودون رهن الاعتقال أو المحاكمة.

كما يناشد البرنامج العربي مؤسسات المجتمع المدني العربية والدولية بضرورة التضامن مع نشطاء سوريا فيما يتعرضون له، حتي يتمتعوا بحقوقهم وحرية ممارستها بعيدا عن القمع الأمني المتواصل الذي يتعرضون له من جراء استمرار اعلان حالة الطوارئ منذ العام 1963 حتي اليوم بدون توقف.