9/9/2007

من منظور حقوقي بحت يتابع البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان ما يجري علي الساحة العراقية منذ بدء الاحتلال علي يد القوات الامريكية والانجليزية عام 2003 باستياء وقلق شديدين لما آلت اليه الأمور في هذا البلد العزيز فإلي جانب القتل اليومي للمدنيين العراقيين والاطفال والنساء بالمئات والآلاف في ساحات الشوارع وفي الاسواق وعلي المقاهي وزرع الألغام والأفخاخ للعراقيين البسطاء والذين لا حول لهم ولا قوة ولا دخل لهم في تلك اللعبة السياسية التي حولت العراق الي مسرح للتنافس الإقليمي والدولي وإلى ساحة للتيارات الإرهابية والاستعمارية علي حد سواء لازال النهب المنظم لثرواته واقتصاده يمارس بمنهجية مدروسة بصورة جعلت هذه الانتهاكات الجسيمة والمخالفة للشرعة الدولية لحقوق الإنسان والتي تحدث في العراق اليوم هي أمتداد أكثر شراسة وجسامة لما شهده العراق طوال خمس وثلاثين عاما هي زمن صدام حسين مع الفارق أن انتهاكات الحاضر يرتكبها جميع الأطراف اللاعبة في العملية السياسية العراقية فقوات الاحتلال تمارس الانتهاكات وكذلك الحكومة العراقية ممثلة في وزارة الداخلية والمليشيات الطائفية المسلحة والجماعات الأصولية وتنظيم القاعدة، الجميع يقتل ويمثل بجثث العراقيين في خرق واضح لاتفاقيات جنيف الأربعة وعلى رأسها الاتفاقية الخاصة بحماية المدنيين في النزاعات المسلحة.

أن البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان ومن منطلق شعاره لعام 2007 “نحو أدوار أكثر فعالية لنشطاء حقوق الإنسان” إذ يدين كافة الانتهاكات التي تمارس ضد الشعب العراقي بمختلف طوائفه، وكذلك كافة الانتهاكات الإنسانية التي تجري على الساحة العراقية من قتل وخطف وتمثيل بالجثث فإنه يتوقف كثيراً عند موقف المنظمات الدولية والمجتمع المدني والمنظمات الحقوقية في كافة أرجاء المعمورة متساءلاً حول هذا الصمت، وهذا التجاهل لحمامات الدم التي تراق يومياً في العراق الأمر الذي نتج عنه وضعاً إنسانياً مأسـاوياً يحتاج إلى تدخل عاجل وسريع من المجتمع الدولي سواء كان حكومي أو غير حكومي، ويتوقف البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان أيضاً عند هذه الجرائم الإنسانية التي تحدث في العراق وسياسة الإفلات من العقاب وينبه ويهيب العالم بأسره بضرورة تقديم مرتكبي تلك الجرائم إلى المحاكمة وضرورة إعمال مبادئ المحكمة الجنائية الدولية – بصرف النظر عن توقيعها من عدمه.

ويتوقف البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان أيضاً حول هذا الموقف الهزيل من الأمم المتحدة والتي أصبحت تراوح مكانها وتدور في فلك أصحاب المصالح السياسية في العراق.

أن البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان إذ يحمل قوات الاحتلال تبعة تلك الجرائم الإنسانية ومسئولية ما يجري على الساحة العراقية فإنه لا يستطيع أن يعفي أطرافاً أخرى من المسئولية مثل زعماء الطوائف العراقية المتناحرة وحكومات الدول المجاورة للعراق والتي تسعى بالتمويل والدعم لإبقاء العراق في هذا المستنقع الدموي. أن البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان لا يتعرض لمجريات العملية السياسية لكنه يتصدى لنتائج ومخاضات تلك العملية التي نجم عنها هذا الوضع الإنساني المريع والذي يوصف باعتباره كارثة إنسانية على جميع المستويات، عجزت الأجهزة الرسمية عن وضع حلول ناجعة لها، ومن ثم فلم يتبقى للبرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان سوى اللجوء إلى الشعوب في جميع أنحاء العالم فكما حاولت تلك الشعوب الوقوف في وجه الحرب بتنظيم المظاهرات المليونية تستطيع الآن أن توقف ما يجري في العراق، وأن تكون الأمل الأخير للبسطاء العراقيين الذين لم يقتلوا حتى الآن.

The Arab Program for Human Rights Activists (APHRA)
18 Seibawih El Masri St; branch from El Tayaran St; Behind Raba’ah El Adawaya Mosque, Nasr City, Third floor, flat No 6
18 ش سيبويه المصري _ متفرع من ش الطيران – رابعة العدوية – مدينة نصر – الدور الثالث – شقة 6
Fax:- 202 24020178 Tel:- 00202 24041185 — 00202 24044906
E mail : aphra@aphra.org
wepsite : www.aphra.org