24/9/2009

تخلد شعوب العالم، وفي مقدمتها الحركة الديمقراطية والحقوقية، المناهضة للعولمة الليبرالية المتوحشة، وللحروب والاحتلال، اليوم العالمي للسلم(21 شتنبر) واليوم العالمي للتعبئة ضد الحرب والاحتلال(27 شتنبر).

والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، باعتبارها جزء لا يتجزأ من الحركة الديمقراطية والحقوقية العالمية، واستنادا إلى مرجعيتها الدولية في مجال حماية حقوق الإنسان والنهوض بها، فإنها تخلد هاتين المناسبتين العالميتين تحت شعار”جميعا ضد الحروب والاحتلال ومن أجل عالم آخر ممكن”، في أجواء عامة، تتسم، على المستوى الدولي، بتوسع وتعمق العولمة الليبرالية المتوحشة بما لها من انعكاسات وتداعيات مدمرة لحقوق الإنسان، حيث تفضي، بشكل مباشر، إلى انتهاك حقوق الشعوب،

وعلى رأسها حقها في تقرير مصيرها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، سواء من خلال استنزاف ثرواتها واقتصادها عبر الشركات الكبرى متعددة الاستيطان، أو عبر التدخل، المباشر وغير المباشر، في الشؤون الداخلية للدول، وخاصة، التابعة لنفوذ الدول العظمى، والتحكم في رسم سياساتها الداخلية بما يخدم مصالح هذه الأخيرة من خلال المؤسسات المالية والتجارية الدولية، أو عبر استنزاف ماليتها من خلال المديونية وخدماتها والاتفاقيات التجارية غير المتكافئة، والصفقات الخيالية في مجال التسلح، أو عبر عودة الاحتلال العسكري المباشر للدول وقلب أنظمة الحكم فيها وتعويضها بأنظمة موالية، كما وقع في العراق وأفغانستان، أو عبر التحكم في المناطق الإستراتيجية والغنية بالبترول من خلال الاستمرار في دعم احتلال إسرائيل لفلسطين، أو عبر تعميق حالات عدم الاستقرار في العديد من بقاع العالم، من خلال خلق المزيد من بؤر التوتر والنزاعات والحروب بين العديد من الدول (السودان – تشاد، الصومال ـ إثيوبيا، الهندـ الباكستان، الكوريتان الشمالية والجنوبية..) أو داخل الدولة الواحدة (الصومال، السودان، اليمن،

الباكستان..)، وهو ما ينتج عنه، على الخصوص، انتهاك الحق في الحياة والحق في الأمان الشخصي والحق في السلامة البدنية لملايين المواطنات والمواطنين وضمنهم الأطفال والعجزة ومختلف الفئات الهشة، فضلا عن المساس المباشر بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تزداد تدهورا في ظل هذه الأوضاع المأساوية.

إن المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وهو يستحضر هذه الأوضاع، في ظل تخليد هاتين المناسبتين العالميتين، فإنه:
– يؤكد استمرار انخراط الجمعية، من جهة، في الحركة العالمية المناهضة للعولمة الليبرالية المتوحشة بسبب ما ينتج عنها من حروب واحتلال وتوتر ونزاع دولي، ومن انتهاكات سافرة لحقوق الإنسان والشعوب، ومن جهة أخرى ، في النضال العالمي من أجل عالم بلا حروب وبلا احتلال، حيث يسود التعاون والتضامن بين جميع شعوبه التواقة إلى الحرية والسلام.

– يطالب بتطوير ميثاق الأمم المتحدة ودمقرطة أجهزتها، ورفع هيمنة الدول الكبرى عنها ووضع حد لسياسة الكيل بمكيالين التي تنهجها، لكي تلعب الدور المنوط بها في نشر السلم والأمن العالميين وتوفير شروط التنمية المستدامة عبر التعاون الدولي في إطار الاحترام التام لحقوق الشعوب وسيادتها.

– يدين، وبشدة، امتلاك العديد من الدول لأسلحة الدمار الشامل بما في ذلك النووية والكيماوية والبيولوجية وغيرها، كما يدين التسابق المحموم نحو المزيد من التسلح عبر إنفاق أموال ضخمة في سبيل ذلك، على حساب التنمية المستدامة للشعوب، مطالبا بحظر امتلاك هذه الأسلحة وتدمير الموجود منها ووقف جميع أنواع التسلح.

– يجدد دعم الجمعية للنضالات المشروعة التي تخوضها الشعوب في العديد من بقاع العالم من أجل حقوقها العادلة، وعلى رأسها حقها في تقرير مصيرها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وحقها في السيادة على بلدانها.

– ينادي جميع مكونات الحركة الديمقراطية في العالم وفي مقدمتها الحركة الحقوقية، بتكثيف الجهود وتوحيدها بما يسمح بعولمة النضال المشروع ضد الامبريالية، وخاصة الأمريكية، لما ترتكبه من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب، وذلك من أجل فرض وقف الحروب والنزاعات الدولية في مختلف أنحاء العالم، وجلاء الاحتلال الأمريكي عن العراق وأفغانستان، والاحتلال الصهيوني عن فلسطين، والاحتلال الإسباني عن مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين.

المكتب المركزي