22 مايو 2004

رقم القيد 110/5/2004 لم تكن حملات القمع والإرهاب والترويع والبلطجة والتشهير والحصار لنشطاء ” الفجر ” وليدة هذه المرحلة .. وسواء أكان جنودها ضباط شرطة وأجهزة أمنية .. أو عملاء لتلك الأجهزة من بين صفوف النخب المحلية أو من أرباب السوابق والمجرمين لم يختلف الأمر كثيراً ..

فمنذ أن كانت ” الفجر ” مجرد مشروعاً لم يتبلور بعد، كانت الحملات المسمومة التي مارسها العملاء للتشهير بالرموز ليتواكب ذلك مع حملات قمعية عنيفة وملاحقات أمنية دؤوبة طالت هذه الرموز. ومع تبلور مشروع ” مركز الفجر ” ككيان على الأرض تصاعدت الحملات المسعورة ضد نشطائه ورموزه .. من جانب الأمن .. ومن جانب عملائه أيضاً ..

فبدءاً من المسعى للتضييق على النشطاء إلى الحصار وإرهاب جمهور المواطنين، إلى المسعى لتقطيع أواصر أية علاقات ناشئة مع الكيانات والهيئات الأخرى، إلى الاتهام بالتطرف وجر اليسار على أرضية الصدام مع السلطة، إلى التشهير المنظم الذي وصل إلى حد إصدار مطبوعات للتهجم على رموز الفجر، إلى تخريب أنشطته .. ثم محاولات دؤوبه لتخريب صفوفه ..

بل كان التعذيب على يد جلادي سجن طنطا العمومي صباح 23 ديسمبر 1994 كمحاولة بائسة لتحطيم جدار الصمود والإصرار ..

وكانت المطاردة البائسة وبلطجة الشرطة التي طالت الرفيق عاطف الجبالي وأفراد عائلته عام 9719 واقتحام مقر المركز، ثم التهديد علناً في عرض الشارع بما هو معتاد .. وذلك موثق في بلاغ مقدم لمعالي وزير الداخلية آنذاك، ودور العملاء في هذه الوقائع معلوم .. ثم الزج بالبلطجية لتلفيق اتهامات ” جنح ضرب ” مدعمة بالتقارير الطبية المفبركة ضد الرفيق عاطف الجبالي رئيس المركز ..

وجاءت مرحلة تالية وانطلاقة جديدة لمركز الفجر مع افتتاح مقره الإداري بالمحلة الكبرى الجمعة 14 مايو الجاري لتتطور معها أساليب المواجهة وتعيد إلى ذاكرتنا دور ما أسمي بـ ” الجماعة الإسلامية ” المدعومة من نظام الرئيس الراحل السادات وأجهزة أمنه ..

فعقب افتتاح المقر الإداري لمركز الفجر بساعات بدأ دور عناصر جماعة متأسلمة تطلق على نفسها ” الجماعة السلفية ” استثمرت ارتيادها أو سيطرتها على مساجد وزوايا في عدة مدن متباعدة ومحافظات مختلفة للهجوم على ” مركز الفجر ” ووصف نشطائه بالملاحدة والزنادقة والفُجَّر (بضم الفاء) وأعلنت إهدار دم قياداته ورموزه ..

من مسجد ” المجمع الإسلامي ” وزاوية التوحيد وعدد من الزوايا مجهولة التسمية بتقسيم ” بهاء ” في مدينة طلخا بمحافظة الدقهلية، إلى مسجد ” الطاهرات ” في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية.

من التحرش بالرفيق عاطف الجبالي في مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، إلى محاولة الاعتداء والتهديد لثلاثة من نشطاء العمال وبرنامج مناصرة حقوق الإنسان بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية ..

ومساء الثلاثاء الموافق 18 مايو الجاري فوجئ الباحث أحمد صبري السيد علي الناشط البارز بمركز الفجر بحشد من عناصر ” الجماعة السلفية ” يتربص به أمام مركز خدمات إنترنت ” اقرأ ” كائن بمنطقة المجمع الإسلامي ” الروضة الشريفة ” الموازية لطريق شربين – بمدينة طلخا – محافظة الدقهلية ..

قطعوا عليه طريقه وأعلن متحدث باسمهم يدعى / أحمد إسماعيل أن الجماعة قررت إهدار دمه و ” أن أهل السُنَّة سينتصرون”، وجرت محاولات لاستفزاز الباحث الشاب ودفعه بالأيدي وسبه واتهامه بالإلحاد والزندقة، ثم تحذيره من أية علاقة بشباب مدينة طلخا أو مروره في شوارعها وخاصة منطقة نفوذهم ” المجمع الإسلامي ” .. ثم دعوه للتوبة بقطع علاقاته مع مركز الفجر وبرنامج مناصرة حقوق الإنسان ..

لم تكن تلك المرة الأولى التي يتعرض فيها الباحث الشاب أحمد صبري لتهديدات وإرهاب الجماعة السلفية .. ففي غضون عام 2001 م حاول المدعو أحمد ممدوح – طالب بجامعة بيروت بالإسكندرية – وعدد من مرافقيه اقتحام حرم مسكن أحمد صبري ووجه إليه نفس التهديدات .. والتي كان ضمنها علاقة الشيخ / أحمد ممدوح – زعيم الجماعة بمدينة طلخا – الوطيدة بمباحث أمن الدولة وتبعات ذلك ؟؟

ونقلاً عن عناصر منضوية تحت لواء هذه الجماعة المتأسلمة .. وكذا مصادر وثيقة الصلة بالجماعة .. أن قياداتها وثيقة الصلة بجهاز مباحث أمن الدولة، بل وصلت التقديرات إلى أن ” الجماعة ” صنيعة هذا الجهاز وتوجه من خلاله لخدمة أهدافه وسياساته ..

فمثلاً .. وحتى ثلاثة أعوام مضت بلغ نفوذ أحد عناصرها داخل حرم جامعة المنصورة .. وهو ” الشيخ ” علي قاسم أحد طلابها بكلية الآداب قسم اللغة العربية .. توجيه حرس الجامعة للقبض على الطلاب وتأديبهم علناً ..
حتى خطيب الجماعة وملهمها فضيلة الشيخ محمد حسان محل إجلال وإمامة ومرجعية لعد كبير من ضباط الأجهزة الأمنية .. والاعتكاف على يديه في شهر رمضان المعظم بمسجد الجمعية الشرعية بمدينة المنصورة .. وغض الطرف عن هجومه على الأخوة المسيحيين دون اعتبار لوجود كنيسة مجاورة للمسجد .. حسب زعم سكان المنطقة ..
إن مركز الفجر .. إذ يعي جيداً ما يحاك ضده وكل القوى اليسارية والديمقراطية في مصر جراء مواقفها في مواجهة الاستبداد والقهر وسياسات التجويع والإفقار وقمع الحركة الجماهيرية، ومساندتها ودعمها للمقاومة الشعبية الباسلة في فلسطين والعراق، وجراء مناهضتها للصهيونية والإمبريالية ..

يضع أمام كافة الفعاليات والقوى الديمقراطية في مصر والعالم ما آلت إليه أساليب المواجهة مع مركز الفجر والتي لابد أن تطال قوى ديمقراطية أخرى يعتقد ضرورة حشد الجهود لمواجهة هذا الإرهاب المتأسلم وفضحة وفضح مخططيه وداعميه.