31/8/2005

المشهد الراهن فى مصر الان ” يحاول عشرة مرشحين يتنافسون على منصب رئيس الجمهورية عن طريق الانتخابات الحرة المباشرة طبقا للقانون رقم 174 لسنة 2005 والذى حدد مدة الدعاية الانتخابية بثلاثة أسابيع تنتهى فى 7/9/2005 الموعد المزمع ليوم انتخابات الرئيس ” .

وخلال الفترة الفائتة منذ بدايه مرحله الدعايه الانتخابيه للمرشحين وحتى صدور هذا التقرير تلقى مركز الأرض تقارير وملاحظات ميدانيه عديدة من الباحثين بالمحافظات المختلفة ولضيق الوقت فإن المركز يعرض بعض هذه الملاحظات على ان يقوم بإصدارها كاملة بعد تبويبها وتحليلها فى وقت لاحق .

ويهم المركز ان يطلع الرأى العام فى مصر على هذه الملاحظات لإمكانية تدارك او تلافى بعضهما من أجل ضمان نزاهة الانتخابات الرئاسية فى مصر المحروسة .

وتشير التقارير الميدانية للمركز انه ومنذ بداية الحملة الاعلامية لمرشحى رئاسة الجمهورية فى مصر انطلقت الصحف والنقابات المهنية والعمالية ورجال الادارة فى محافظات مصر المختلفة من العمد وأعضاء الجمعيات التعاونية الزراعية والإنتاجية بالمشاركة فى مولد الدعايه والتأيد للمرشحين

وانتشرت اللافتات فى كافة ميادين الجمهورية وعلى واجهات مبانى النقابات ومراكز الشباب والجمعيات بالمحافظات المختلفة وأنتشرت حمى المبايعة للرئيس حسنى مبارك فى القرى والمدن على حد سواء وتشير التقارير الميدانية لباحثى المركز من محافظة المنيا انه تم تشوين الفلاحين من قرى المركز للاشتراك فى زفة المبايعة عند زيارة رئيس الجمهورية الاسبوع الماضى للمحافظة وغطت لافتات مبايعة الرئيس ميادين وشوارع مراكز المنيا وقراها بشكل عبثى

ولم تترك مساحة فارغة على الجدران والحوائط فى ميدان لاباس وأمام مبنى مقر الحزب الوطنى بمدينة المنيا دون تغطيتها من مؤيدى ومبايعى الرئيس حسنى مبارك

كما افادت تقارير أخرى من محافظة بنى سويف وسوهاج لتؤكد اشتراك كافة القيادات المحلية والعمد والمشايخ ورجال الادارة والنقابات الفرعية والمهنية الاشتراك فى مولد المبايعة لمرشح الحزب الوطنى

وذكرت التقارير ان بعض اللافتات لمرشحى الرئاسة الأخرين لم تظهر حيث أحيطت من كل الجوانب بعض لافتات لنعمان جمعة مرشح حزب الوفد وأيمن نور مرشح حزب الغد بلافتات تأييد لمبايعة مبارك ” الزعيم والقائد والأب من القلب وللأبد نبايعك يا مبارك”

وفى ملاحظة للباحثين بينها أحد المواطنين لهم انه لا يعرف الان الفرق بين المبايعة والانتخابات والاستفتاء

وفى هذا الاطار لفتت التقارير الميدانية للباحثين عن مفارقة عجيبة وعبثية فى نفس الوقت حيث يعانى الفلاحين فى الريف من سياسات الحزب الوطنى الحاكم والتى ادت الى افقارهم وتدهور اوضاعهم بعد تراكم ديون بنك التنمية عليهم وحبس الألاف منهم وبعد تدنى دخولهم بعد طردهم من أراضيهم بسبب تطبيق قانون الأرض وانعدام الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية وعدم وصول المياه الى أراضيهم والصرف الصحى والمياه النظيفة الى منازلهم

الا ان شعارات الحزب الوطنى مازالت تتغنى بإنجازات رئيس الجمهوريه لحل مشاكل الفلاحين فى مصر وأنه على علم بمشاكلهم مع بنك التنمية وسوف يعمل على حلها

مع ان ديون الفلاحين لا تزيد عن عدة مئات من الملايين فى الوقت الذى تعدم فيه البنوك اكثر من 15 مليار جنيه بسبب مراعاة ظروف عملاء البنوك الهاربين بأموال الفقراء ” على حد تعبير احد الفلاحين من محافظه قنا ” والذى تسأل أليس من حق الفلاحين المتعثرين فى سداد عدة الاف او مئات من الجنيهات وقف حبسهم بسبب هذه المبالغ التافهة واعدام ديونهم ؟

وتؤكد التقارير من محافظه الدقهليه بانه واثناء زياره السيد الرئيس لمدينه المنصورة ذكر بانه سوف يتيح لكل أسرة فى الريف حيازة وزراعة 10 أفدنه

ويتسال بعض الفلاحين لباحثى المركز كيف سيوفر رئيس الحزب الوطنى حتى للمتضررين من تطبيق قانون الأرض رقم 96 لـ 92 والذى يقدر عددهم بحوالى مليون فلاح ( 5.6 مليون فرد ) ” على اقل الاحتمالات ” ويحتاجون طبقاً لهذا التصريح الى عشرة مليون فدان ؟

ويتسأل مركز الارض هل تملك مصر مساحات مستصلحة تقدر بهذه المساحات الشئ الذى يبين كيف ان تصريحات المرشحين تتسم بعدم الموضوعيه والمبالغه

وتفيد التقارير الميدانية لباحثى المركز من مركز شربين بمحافظة الدقهلية ” ان ألاف المرضى فى المستشفيات بدون رعاية والآلاف من مرضى الفشل الكلوى يعانون من عدم وجود أجهزة سليمة للغسيل و الآلاف من مرضى الكبد الوبائى والسرطان لا يبايعون ولا يشاركون ويحتاجون فقط للعلاج لمواصلة الحياة

فمن يبايع الرئيس على كل هذه الأوضاع ” حسب مقابلات مع اهالى قرى مركز دكرنس واجا ”

وتؤكد التقارير وحسب تصريح لعبد العليم صقر من قرية جيزاية بمحافظة الجيزة ” ان الحقول تمتلىء بالآلاف من الفتيات العاملات بشروط أقل ما توصف أنها غير آدمية .

ان عمال التراحيل يملئون الكبارى وأرصفة الشوارع فى المدن والقرى الكبيرة بحثا عن فرصة عمل لسد رمق الاسرة ” ويضيف حمدان قط من محافظة الفيوم ” ان الآلاف من الأطفال المنحرفون يملئون الشوارع بحثاً عن رغيف خبز او عدة جنيهات لتوفير السكن ومستلزمات المعيشة لأسرهم ” ويسخر غيطانى محروس من كفر البطيخ بمحافظة دمياط يقول “ المولد يا بيه فيه كل حاجة …

مساكن وأراضى ومدارس يا بيه مجلس الشعب أيه ورياسة أيه واحنا سمعنا ان فيه مرشح هيوفر لكل مواطن طربوش وفيه ناس تانية بتقول هنوزع فول على بطاقات الزراعة مولد وزفة ومبروك عليك يا مصر ”

ومن جانب اخر تشير التقارير الميدانيه ان مرشح الحزب الوطنى للرئاسه طرح فى مؤتمر المنصورة خلال الاسبوع الفائت حل مشكلة البناء على الاراضى الزراعية ومركز الارض يتسأل كيف سيدعم الحزب الوطنى الفلاحين فى ممارسة حقهم فى بناء مساكن لابناءهم وحل هذه المشكله بمعنى ما هو البرنامج لوقف اهدار الارض وكفاله الحق فى بناء مساكن الفلاحين ؟

فى نفس الوقت الذى يقوم فيه بحماية الرقعة الزراعية ويعلق أحد الفلاحين من قريه الاحمر ” بين يوم وليله يا مصر كل مشاكلك هتتحل ، حلوة أوى يا بلادى على رأى المغنية أهى ديه الانتخابات ياولاد ” .

ان مضمون التقارير الميدانيه لباحثى المركز يؤكد ” ان الفلاحين فى زفة المبايعة يعلمون مقدار المبالغه فى الوعود البراقة التى رفعها المرشحون خاصة رئيس الجمهورية مرشح الحزب الوطنى فبداية من شعار بناء ألف مصنع وتشغيل ملايين العاملين لانه فى الواقع العملى يتم غلق المصانع وتشريد العمال وتسريحهم لضمهم لطابور البطالة وفى الانتخابات يصرح مرشح الحزب الوطنى بتسليم الفلاحين 10 أفدنه مستصلحة فى الوقت الذى يطرد فيه الفلاحين من الارض والسكن بسبب قوانين حكومة الحزب الوطنى ، ان الموطنين فى الريف لا يعرفون ماذا يفعلون حيث

يؤكد جمعة عبد العاطى من محافظه بنى سويف فيقول ” ان مقاطعة الانتخابات هو عزوف عن المشاركة السياسية والمشاركة فى المولد المبارك هو مشاركة فى تزيف وعى المواطنين

ان قضايا الوطن وهمومه الداخلية والخارجية أصبحت طرفاً بعد ان تم توريط مصر فى النزاعات الاقليمية (فلسطين – العراق) فى نفس الوقت لم يخرج علينا احد المرشحين فى الزفة برؤى فى مثل هذه القضايا ” وتؤكد التقارير الميدانيه

ايضاً ان بعض المواطنين يتمنون الحريه لابناءهم حيث تذكر بعض التقارير حوار للحاجة زينب من محافظة سوهاج عند سؤالها حول مراحل الدعايه والمرشحين اكدت ان ابنها مقبوض عليه منذ أكثر من خمسة عشر سنه رغم صدور احكام ببرائته وانها سوف تموت ولن تراه فهل يستطيع احد المرشحين ان يريها ابنها قبل موتها

ويقول سالم محمود من محافظة المنيا ” اصبح توفير فرصة عمل لائقة ومسكن امن هى أسمى مطالبنا فى مصر فهل يوفرها اى من المرشحين للموطنين فى المحروسة بعد انتهاء زفة المولد المبارك المعروفه نتائجها مسابقاً “.

ومن جانبه فان مركز الارض سوف يقوم بإعادة صياغة التقارير والملاحظات الميدانية التى تلقاها من المحافظات المختلفة لتحليل رؤية الفلاحين والملاحظات على متابعته لمرحلة الدعاية للانتخابات الرئاسية المزمع اجراءها يوم 7/9/2005 وسوف يقوم المركز بتوثيق ما ورد بهذه التقارير من معلومات وذلك لضمان انتخابات حرة ونزيهة فى مصر المحروسه .

لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالمركز

—————————————————
عنوان مركز الارض / 122 ش الجلاء برج رمسيس -القاهرة – الدور السابع
تليفون وفاكس / 5750470
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net
lchr@lchr-eg.org
Website www.Lchr-eg.org