26/11/2007
منذ عدة سنوات و الساحة السياسية في مصر تشهد مناقشات موسعة حول أفضل السبل التي من شأنها تعزيز الممارسة الديمقراطية وتعميقها والتي تجسد بصورة موضوعية وبعيداً عن الشكلية ـ مبدأ التعددية ، ومن هذا المنطلق بدأت مؤسسات المجتمع المدني مساهمتها الجادة والفاعلة في المجتمع جنباً إلى جنب مع المؤسسات والأجهزة الحكومية ، في العمل علي تأكيد ذلك المبدأ و في واحدة من هذه المساهمات جاء مشروع ( المدارس الديمقراطية ) كفكرة عملية لإرساء مبادئ الديمقراطية بالمدارس ، بداية من توعية الاخصائيين الاجتماعيين بضرورة دورهم ومرورا بعمل يوم انتخابي للطلاب ، كمشاركة عملية لتوكيد قيم الممارسة السليمة للديمقراطية.
ففي إطار تنفيذ احدي مراحل مشروع ( المدارس الديمقراطية ) جاء اليوم الاثنين الموافق 26/11/2007 والذي يعد اليوم الانتخابي و هو أحدى مراحل تنفيذ المشروع حيث كانت البداية بمدرسة وجيه بغدادى الثانوية بنات والكائنة بمنطقة المنيب بمحافظة الجيزة واشرف عليها الأستاذ / صفوت جرجس مدير الجمعية المصرية للمشاركة والتنمية المستدامة . ففي صباح اليوم تم توزيع الأوراق الخاصة بالعملية الانتخابية علي جميع الفصول واشتملت على ( نموذج لبيان رقم اللجنة ـ وكشف بالمقيدين فى اللجنة ـ محضر فتح اللجنة ـ بطاقات أبداء الراى ـ بيان إعلان النتيجة ـ ونموذج مندوبى المرشحين ـ ونموذج مراقبة الانتخابات – بيان الفرز – محضر غلق اللجنة ) علي الطالبات وبدأت فاعليات اليوم الانتخابي في 25 لجنة انتخابية هى عدد فصول المدرسة .
وقد تم قبل ذلك تدريب الطلبة المشرفون علي كيفية إدارة العملية الانتخابية ، حيث كان منهم القضاة و مراقبي الانتخابات وأمناء السر ومندوبى المرشحين وكذلك تدريب الطلبة المرشحون علي كيفية عرض البرامج الانتخابية الخاصة بهم وكذلك معرفتهم بمراحل العملية الانتخابية .
وبدأت عملية التصويت بعمل محضر فتح اللجنة ثم قامت كل طالبة بالتوقيع أمام اسمها في كشف الأسماء والذي حدد من لهم حق التصويت في هذا الفصل (اللجنة الانتخابية ) وقام الطالبات بالتصويت في سرية تامة ثم وضع بطاقة أبداء الرأي في الصندوق المعد لذلك وبعد الانتهاء من عملية التصويت تم تحرير محضر غلق اللجان وقامت اللجنة المشرفة علي العملية الانتخابية بالقيام بعملية فرز الأصوات ثم إعلان أعداد الأصوات التي حصل عليها كل مرشح و إعلان اسم المرشحة الفائزة .ومن المفارقات حدوث إعادة بين مرشحان فى فصلين بعد أن تساوا فى عدد الأصوات وتمت الإعادة ونجح احدهما وأعلنت النتيجة على اثر ذلك .
أن نموذج الانتخابات التى قام بها الطالبات فى مدرسة وجيه بغدادى هى إعلان عملى بان التجربة الديمقراطية التى يمارسها الطلاب فى المدارس ستسمح لهم بمعرفة أهمية المشاركة فى القضايا العامة وخصوصاً فيما يتعلق باختيارهم لمن يدير لهم شئونهم بتفويض منهم وان اراداتهم وحدهم هى الضمانة الأساسية لتحسين أختيارهم بارداتهم الحرة ، ويوم الثلاثاء الموافق 27/11/2007 ستكرر التجربة بمدرسة أبو الهول الإعدادية بنين ، وهذة دعوة مفتوحة لجميع المهتمين بالمشاركة وخصوصاً الصحفيين و الاعلامين . وتأمل منظمات المجتمع المدنى القائمة على المشروع الجمعية المصرية للمشاركة والتنمية المستدامة والجمعية المصرية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وجمعية شموع لرعاية المعاقين وحقوق الإنسان والمعهد الديمقراطى المصرى و معهم المجلس القومى لحقوق الإنسان بتوسيع نطاق التجربة لأعداد جيل يعرف كيف يختار من يدير لهم شئونهم ويحسن لهم أحوالهم ؟!!