26/4/2006

ادت التفجيرات التي وقعت يوم الاثنين الموافق 24أبريل بمدينة دهب بسيناء المصرية والتي راح ضحيتها 23 قتيل و 85 مصاب معظمهم من المصريين إلي معاودة فتح ملف الارهاب من جديد سواء على المستوي المحلي او الدولي.

والمركز إذ يدين تلك العمليات الاجرامية فإنه يؤكد على تكرار انفجارات واحزان دهب في حياتنا اليومية والتي نشاهدها في حزن الامهات بسبب حرمانهن من رؤية أبنائهن الغائبين الذين فقدوهم للأبد بسبب هذه التفجيرات والتي لا ذنب لهم فيها !ونسمعها في نبرة اصوات الشباب الطموح- الذي عجز عن العمل بسبب اصابته أثناء بحثه عن لقمة العيش على ضفاف البحر الاحمر في مقاهي السياح‍ .

‍و‍نراها في معركة القضاة الذين يبحثون عن استقلالهم في شارع عبد الخالق ثروت بعيداً عن المحاكم وملفات القضايا‍ في مواجهة تعنت السلطات لمطالبهم .

ونراها بين سطور الشكاوي و التظلمات التي تقدم من ضحايا حقوق الانسان لمكتب النائب العام وفي توسلات عشرات الاسر في ازقة المحاكم لتقديم شكاويهم بسبب اعتقال ابنائهم الذين لم ترى عيونهم النور منذ اكثر من عشر سنوات بسبب اعتقالهم بموجب قانون الطوارئ.

“دهب المعزولة” نراها في تجربة القوي السياسية و الاحزاب االمصرية التي فشلت في الارتباط بالجماهير وتعبئتهم بسبب القيود المفروضة على انشطتهم واجبارهم على عدم الخروج من مقراتهم.

“دهب المتهمة” نراها في المنظمات الاهلية المسموح لها فقط بالعمل الخيري وإلا تم تلفيق الاتهامات والتي لا أخر لها في القوانين .

” دهب الحزينة” نراها في المشاركة الغائبة للناس بسبب الثقة المفقودة بين الشعب وحكومة رجال الاعمال .

“دهب المحبطة ” نراها في السيادة المنقوضة على ارض سيناء‍.وفى احلام الاسر المصرية الفقيرة ‍بالتمع ولو يوم واحد فقط بالذهاب إلي هذه المنتجعات السياحية التي يروها فقط على شاشات التليفزيون بسبب قلة الدخل وانخفاض مستوي المعيشة .

“دهب المضطهدة” نراها في كرامة الرجال المهانة من قوات الشرطة ورجال البوليس اثناء القبض عليهم بشكل عشوائي بعد كل حادثة او انفجار أو مشاجرة .

ونلمسها في ايادي الفلاحين الذين سممت زراعاتهم بمبيدات مغشوشة وبذور معدلة جينياً وحرمتهم الحكومة من من رؤية طلعة الشمس في اراضيهم بدعوي تحرير الارض منهم‍ .و نراها في اصوات فقراء الريف الذين يبحثون عن المياة النظيفة وخدمات الصرف الصحي والانارة منذ عشرات السنين .

وفي تسول الاطفال المتسربين من التعليم بسبب عجزهم عن دفع الرسوم المدرسية وهروبهم من فضائح المدرسين وادارات المدارس بإعلانهم في طابور الصباح انهم فقراء غير مستحقين للتعليم. وفي براءة الاطفال العاملين التي تغتالهم عجلات القطارات على مزلقانات القري أثناء ذهابهم إلي الحقول وحرمانهم من حقوقهم في التعليم والحياة .

وعند سكان العشش الذين يبحثون عن اربعة حوائط ينامون فيها بأمان و في توسلات المطاردين من قبل الشرطة وموظفي المحليات ليجبروهم على النوم في الشوارع .

“دهب المصرية” نراها في كسل الالاف العاطلين من الصنايعية والتي ادت البطالة بهم إلي الجلوس على المقاهي بدلاً من استقبال الصباح بعمل شريف .

“دهب الصيادين” المهانين من شرطة المسطحات المائية بمصادرة مراكبهم وشباكهم لأنهم لا يدفعون الاتاوة . “دهب العمال” الذين طردوا من مصانعهم بأسم المعاش المبكر ليجلسوا على نواصي الطرقات يترحمون على أيام العمل والانتاج في الزمن الذي مضي بعد بيع مصانعهم للقطاع الخاص .

“دهب اليائسة” نراها فى عيون الزوجات الحزينات في المستشفيات التي تأمل أن يحظي زوجها بغسيل للكلى دون الموت إهمالاً .

“دهب العروسة ” هم الالاف الحزاني من المصريين بسبب فقدانهم ابنائهم في عبارة الموت منذ شهور بسبب الفساد الاداري وموت ضمائر تجار الانسانية في السوق الحرة المتوحشة.” دهب المحرومة من الانسانية” نراها في شكاوي الخادمات المصريات العاملات في بارات وفنادق و قصور الخليج والرياض والقاهرة للتجارة في أعز ما يملك الانسان .

هذه هي تفجيرات دهب كل عام على المستوي المحلي والتي بسببها نشاهد أشلاء عشرات العمال المصريين بعد الانفجارات الدامية فهل ستقوم الحكومة المصرية باتخاذ قرارت بديلة في مراجعة حقيقية لسياساتها لمعالجة هذه السياسات التي نسترجعها مع كل حادثة حرصاً على الامن الاجتماعي في بلادنا والاستقرار وكفالة لحقوق المواطنين في الحياة .

وفي نفس الوقت المركز يري انه لا يمكن فصل الاحداث الاخيرة التي التي شهدتها مدينة دهب عن سياق ما يجري في المنطقة من سياسات تعيد إنتاج الارهاب والعنف من جديد فالارهاب ليس نبتة شيطانية يمكن إقتلاعه دون معالجة اسبابه .

انه نتيجة للصراعات التي تجري في المنطقة والحروب التي تزداد بداية من العراق وفلسطن والسودان وجنوب لبنان وذلك بسبب هيمنة وجنون المحافظين الجدد في امريكا للاستيلاء على نفط وثروات العالم والتي تعبر عنهم سياسات الحكومة الامريكية في ظل غياب واستبداد وضعف الحكومات العربية.

ويؤكد المركز أن تجاهل الاسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية للإرهاب على المستوين المحلى والدولي لن يقلل من خطره ولن يوقف نشاطها الاجرامي المتنامي في نفس الوقت الذي يتسأل فيه المركز هل هذه الحوادث طبيعية في ظل الارهاب السياسي والاعلامي والاقتصادي المفروض على منطقتنا ؟

الا يجب أن نعيد النظر في سياسات مواجهة الارهاب بصرف النظر عن سياسات الخوف التي أصبحت تعاني منها منطقتنا بسبب مشاركتها في الحملة المجنونة للحكومة الامريكية والتي اعلنتها باسم الحرب على الارهاب ؟

ان مركز الارض يدعو كافة المؤسسات الدولية بالعمل على تغيير السياسات والاولويات في منطقتنا لإعطاء المزيد من الاهتمام لمعالجة اسباب العنف السياسي والاقتصادي والاجتماعي ودعم حقوق الانسان الاقتصادية والاجتماعية كفالة لحقوق سائر البشر في الأمان والحياة .

لمزيد من المعلومات يرجا الاتصال بالمركز
تليفون وفاكس / 5750470
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net – lchr@lchr-eg.org
Website www. Lchr-eg.org