5/9/2007

بدران شعبان أحمد شاب فى الثلاثين من العمر ومن قرية بعيدة عن العمران فى أقصى محافظة الفيوم من ناحية الصحراء تسمى قصر الباسل كان يعمل منسقاً بأحد الجمعيات الاهلية بالمحافظة لمشروع البيئة المتكاملة وفى عصر يوم حزين انقطعت أخبارة عن أهله بعد اتصال تليفونى يؤكد فيه أن سيعود ليلاً كان ذلك يوم 10/6/2007…. ماذا فعل بدران حتى يختفى ؟

يقول أخيه لقد بحثنا عنه بكل أقسام الشرطة والمستشفيات وقدمنا بلاغات وشكاوى كثيرة كى نعرف مكانه وكان أخرها بلاغ قدمه مركز الأرض للنائب العام تحت رقم 10983 فى 30/6/2007 ولكن لم يستدل عليه أحد ، كان بدران وقبل اختفاءه على موعد مع أهل خطيبته لكى يحدد موعد الفرح …. لكن الحزن غير المبرر الذى تفرضه مؤسسات لا تفهم إلا لغة العقاب والقهر قد فرض على أهله جميعاً دون سبب مفهوم .

كانت القرية مع موعد دائم للأسى والهجر غير المعلن بعد اختفاء بدران …. ولماذا اختفى … وأين هو ؟ سؤال كل يوم نسمعه عبر هاتف مركز الأرض …. أين بدران ؟ أصوات النساء والرجال فى قريته البعيدة يطلبون منا التحرك لمعرفة مكانه والدفاع عنه إذا كان متهماً … لكننا لا نعرف إجابات لأسئلتهم القاسية … هل نحن فى القرن الواحد والعشرين حقاً ؟ هل هناك احترام لحقوق الانسان حقاً ؟ كيف يمكن اختطاف مواطن واختفاءه دون أسباب ؟ هل نعيش فى غابة ؟ وماذا فعل ؟ … هل خالف القانون ؟ وكيف … اليس من حق أهله معرفة مكانه ومساندته أو تقديم الدعم القانونى له أو حتى رؤيته والاطمئنان عليه؟ أليست هناك نصوص فى القانون والدستور والمواثيق تحمى المواطنين من حالات الاختطاف والاختفاء ؟ ألا تكفل هذه القوانين للمواطن الحق فى الأمان وتلزم أجهزة الأمن بالبحث عنه والكشف عن مكانه حتى لو كانت قد اعتقلته ؟ كان بدران نسمة وبهجة القرية يساعد ويساند ويدخل الأمل على الاهل والاصدقاء …. كان وجهه مدخل الفرح للجميع .. لكن فى كل مكان فى البلاد هناك من يسرق البهجة منا …. هناك من يحارب الفرح فينا … هناك من يهدف الى جعلنا شعب من الحزانى والبؤساء …. لكن أهله واصدقائه يتساءلون لماذا ؟ وكيف يحدث ذلك ؟ أسئلة كثيرة …. لماذا اختفى ؟ .. هل لأنه يعمل فى مجال التنمية؟ …. هل لأنه كان يزور مركز الأرض ؟…. هل فقدت قرية الباسل ابنها الجميل والمملوء بالشباب والحب والبهجة للأبد ؟ هذه القرية البعيدة التى يتباهى أهلها الفقراء بأن هناك كاتب كبير لديهم يعمل فى الصحافة ذهبوا إليه واتصل بكل المسئولين لكنهم لم يجيبوا عن السؤال … لماذا اختقى بدران وأين هو الآن ؟

ولمصلحة من ان تلبس أسرته وخطيبته وأهل قريته السواد ؟ لمصلحة من تحيرنا مؤسسات الدولة المسئولة عن أمننا لنسأل جميعاً كيف يمكن أن نحيا بأمان بقرانا وبلادنا بعد اليوم؟ …. لماذا تسرقون أحلام الناس بالعيش الأمن والحياة الكريمة والحرية والمساواة ؟ … اسئلة كثيرة ومازال بدران شعبان أحمد مختفياً …… ومازلنا نتساءل ونقدم كل يوم البلاغات والشكاوى فهل يتكرم علينا وعلى أهله وقريته وزير الداخلية أو النائب العام ليكشف لنا عن مكان اختفائه …. مر حوالى شهرين وقد اتعبنا السؤال وتاهت منا اللغة …. فهل يرحم النائب العام ووزير الداخلية اهله ويكشف فقط عن مكانه اختفاءه ؟ ….. سؤال نأمل أن نتلقى إجابة عليه .