15/4/2007
تلقى المركز خلال الاسبوع الماضى مآسى وقصص وحكايات لمئات الفلاحين من قرى مختلفة تحكى عن الغربة والهروب … من المنزل المتهدم الى الاراضى البوار …ومن إرهاب البوليس وتعسف السلطات …. ومن التمييز ضد حقوقهم… من الحياة القاسية اللأدمية لهم ولأسرهم .
حكاوى تتحصر على تدهور الحال داخل المنزل والوطن … حيث يعيش البعض فى عز ورفاهية ويملون من التنزه والحياة الرغدة وكثرة الاموال … والملايين من غالبية الناس تلهث للبحث عن فرصة عمل توفر لهم القوت اليومى لابناءهم وتتحمل الذل والمهانة حتى لا يتم طردهم من الأرض أو العمل غير اللائق داخل الوطن الواحد !! وقد طالبنا الفلاحين برفع شكاويهم ومظالمهم لرئيس الجمهورية وكان أهمها ما يلى :
” سيدى الرئيس فى بداية عهدك كنا نستأجر عدة قراريط نتعايش منهم نحن وأسرنا إلا أننا فوجئنا برجالك وأصحاب الأراضي يطردونا منها ويعيدوا استئجارها لنا بآلاف الجنيهات ويحرمونا من الامان … وكنا نستلم الأسمدة ومستلزمات الزراعة من الجمعيات الزراعية مدعومة إلا أن رجالك قاموا بحرماننا من هذه المستلزمات ومن الخدمات التى كانت تقدمها لنا الجمعيات وطردونا للأسواق والتجار والغشاشون نستعطفهم ونستنطق ضميرهم فى أن يعدلوا ويوازنوا بين الأسواق والأسعار واستمرار حياتنا ولكن اتضح أن لا قلوب لديهم ولا لغة يفهمونها إلا الربح والمكاسب وقد رفضوا حتى أن نقوم بتأسيس جمعيات أو لجان تدافع عنا وتحسن معيشتنا فاسودت حياتنا وأهملنا أولادنا وصحتنا وأصبحنا شعب من المرضى والجهلاء والفقراء والمعدمين .
كما تركوا الدورة الزراعية والبذور والمحاصيل لنبيعها ونشتريها من الأسواق لكن بفضل رجالك أحتكر البعض الأسواق وغابت الرقابة والإرشاد الزراعى وانتشر الفساد فأنتجنا غذاء غير نظيف وملوث وأصيب أبناءنا ونساءنا بالفشل الكلوى والأمراض المختلفة ولم نجد من يعالجهم فى قرانا وأصبحنا نقتات معظم شهور السنة لأكل العيال والتجار ورجالك يمرحون فوق جثثنا يهنئون أنفسهم على السوق الحرة التى أصبحنا نحن وأولادنا ونساءنا السلعة الوحيدة الرخيصة فيها … فلماذا يحدث كل هذا ضدنا ؟ وفى بداية عهدك كانت لنا وزارة تسمى الزراعة والرى كانتا تقوم بتطهير الترعة وشق القنوات وكان مهندسيها وموظفيها يتحملون معنا مسئولية رى أراضينا بمياه نظيفة وتنظيم وصول المياه الى زراعتنا.
وكانوا يتحركون على ضفاف الترع والقنوات يبحثون معنا عن معنى جديد لبكارة المحصول والاشجار والبذور يبحثون معنا ويكافئونا على أجمل ثمرة تنتجها أشجارنا لنطعمها لأفضل ولد لدينا يمكن ان يعطى عمره كله كى تصبح حياتنا أفضل … الأن كراكات الوزارة وموظفيها بالمخازن لا تقوى على الحركة ولم نعد نشاهد الموظفين أو المرشدين ينصحونا بتطهير او شق ترعة جديدة أو طريقة للتسويق أو زراعة بعض المحاصيل وأضطررنا ان ندق الابار حتى لا تبور اراضينا الزراعية وحقولنا الصغيرة تلك البقعة فى الارض التى تعنى لنا كل شىء والتى ورثناها عن أباءنا وأجدادنا الاوائل ويجب علينا الحفاظ عليها لتوصيلها للأجيال القادمة لانتاج غذائهم فتحملنا مصاريف الجاز وتصليح الماكينات ورى أراضينا من مكن الغير مقابل مبالغ كثيرة ندفعها لأصحاب المواتير واصبحنا نشترى حتى مياه الرى بعد أن فقدنا دعم مستلزمات الانتاج فكيف ستدفع الايجارات أخر العام والذى وصل الى 4000 آلاف جنيها للفدان !!
وكما تعرفنا منذ آلاف السنين ونحن فى وادى والسلطات فى وادى فلا ننازعك أنت ومن حولك فى أية سلطان وكان رجالك يحترمون ذلك فكانوا لا يمارسون ضدنا التعسف أو الاعتقال أو الطوارىء اللهم إلا فى حالات نادرة . ولم نكن نتضامن مع الجماعات السياسية التى يقوم رجالك بتعذيبهم واعتقالهم وكانوا يعدمون منهم أفراد بأحكام قضائية أو برصاص بنادقهم على الرغم من أنهم أبناءنا مثل رجالك ولكننا سمعنا أنكم قمتم بتعديل الدستور حتى تطبق قانون الارهاب علينا وعلى المشاجرات التى تحدث كل يوم بالريف على الحدود ومياه الرى وثمن المحصول على الرغم من ان كل هذه المنازعات نقوم بحلها ودياً ولا نحتاج الى رجالك وطوارئك وارهابك ليتدخلوا فيها فأسقطت المواطنين من حساباتك بالرغم من اننا كسبنا نص يفيد المواطنة كما نسمع …. وفى بداية عهدك سيدى الرئيس كانت أحوالنا المعيشية أفضل وكانت المدارس والوحدات الصحية والمستشفيات ومحطات المياه والقطارات والجمعيات الاستهلاكية تقوم بأدوارها فى تقديم الرعاية لنا ولأسرنا ولكن الأن لا تقدم هذه الخدمات الا بأموال طائلة لا نستطيع تحملها مما يعرض حياتنا للمخاطر ويعرض أسرنا للجوع ويتزايد العنف والفقر والمرض بيننا .. ونحن لا نعرف لماذا يحدث كل هذا ضدنا ؟
ولكن كل مافات كوم ومشكلة بنك التنمية والائتمان الزراعى كوم أخر فقد سمعنا مؤخراً عن مبادرة من رئيس البنك المركزى لإعفاء المواطنين المتعثرين لبنوك الحكومة وذلك بإسقاط 75% من ديونهم والتى بلغت حوالى 26 مليار جنيه خلاف مبالغ أخرى سيتهم اسقاطها تزيد عن هذه المبالغ لعدد من كبار المقترضين ومع ذلك فرحنا لهؤلاء الذين سيعفى عنهم رجالك وتصورنا أننا ضمن هؤلاء المعفى عنهم ولكننا فوجئنا بأننا منبوذون ورفضوا تطبيق المبادرة علينا … ونحن نتساءل لماذا التمييز ضدنا هل نحن لسنا مواطنين ؟… لماذا لا يتم اسقاط كل ديوننا أو على الاقل 75% منها كباقى المواطنين المتعثرين لبنوك الحكومة الأخرين ؟
والمثير فى قضيتنا أن عدد المتعثرين فى سداد ديونهم من الفلاحين لدى بنك التنمية والائتمان الزراعى يبلغ حوالى 435 ألف عميل ويبلغ اجمالى ما عليهم حوالى 2 مليار جنيه مما يعنى ان هناك حوالى 5 ملايين فلاح وفلاحة وطفل مهددين بالحبس والتشرد فعلاً واضطر بعضهم الى بيع الأرض أو المنازل المقيمين بها وخرج أبناءهم ليعملوا كعمال تراحيل …. ونحن نتساءل مرة ثانية لماذا لا يتم اسقاط ديون الفلاحين قبل خصخصة البنك وتحويله الى شركة مساهمة ؟ مثل ما تم مع رجال الاعمال الصغار والكبار كما أن الدول الكبرى تسقط ديونها لدى الدول النامية كى توفر لنا نحن الفقراء حياة أفضل …هل يعتبر اسقاط الديون عن الدول النامية ورجال الاعمال والتجار والصناع عملاً مشروعاً واسقاط ديون الفلاحين عملاً اجرامياً فى عصرك؟
ذلك على الرغم من ان رأس مال بنك التنمية هى أموال المزارعين والتى بلغت 15 مليار جنيه والتى استولى عليها بعد قرار نشأته فى عام 1976 من أموال التعاونيات الزراعية … بما يعنى أن المزراعين يحبسون بأموالهم !!. فهل يمكن ان نصدق هذا ؟ ونحن لا ندرى أين ذهبت الأموال الأخرى التى دخلت هذا البنك مثل البنك الدولى ( 134 مليون دولار ) ووكالة التنمية الدولية (249 مليون دولار ) والوكالات الدولية الأخرى وبلغت ( 100 مليون دولار ) والتى دخلت كمنح للمزارعين !! .. فلماذا إذن لا يستطيع رجالك أن يقرروا إسقاط ديوننا التى تقدر بحوالى 2 مليار جنيه مادامت أموال الفلاحين هى رأسمال البنك ؟. وهل لا تساوى حياة 435 ألف فلاح ووقف حبسهم وتشريدهم هم وأسرهم مبلغ الـ2 مليار جنيه؟ وهل الـ 13 ألف مواطن الذى أسقط عنهم البنك المركزى مبلغ 26 مليار جنيه مميزون عن الفلاحين ؟ .. وهل أموال البنوك الحكومية التى نسبة كبيرة منها أموال مودعين لا تساوى أموال بنك التنمية التى هى فى الاساس أموال الاتحاد التعاونى الزراعى وأسهم المزارعين ؟.
ونحن نسأل رجالك الا تستحق حياة الـ 5 مليون فلاح بأسرهم المساواة مع باقى خلق الله المواطنين المتعاملين مع بنوك الحكومة ؟ وإذا كانت هناك أسباب لا نعرفها لهذا التمييز إلا يمكن بيع مقر البنك الرئيسى فى الدقى أو فرع أخر له فى أى مدينة أو قطعة أرض
” قبل خصخصة البنك وتسليمها للتجار ورجال الاعمال ” بمبلغ 2 مليار جنيه وادخالهم فى حساب البنك بديلاً عن ديون الفلاحين المتعثرين التى يطالبون بإسقاطها ؟.
أننا نعرف أن حل المشكلة ليس صعباً عليك وعلى رجالك ولكننا لا نعرف لماذا ترفضون حتى الأن ذلك؟
فى نفس الوقت وصلتنا مئات القصص والحكايات المأساوية من مناطق مختلفة نكتفى بعرض عنوانها :
بمحافظة سوهاج ” ألف وخمسمائة مزارع مطاردين من المباحث بسبب أحكام بنك التنمية والائتمان الزراعى لتعثرهم فى سداد ديونهم ” .
بمحافظة المنوفية ” مئات المزارعين ونساءهم يتعرضون للحبس بسبب الاحكام التى صدرت ضدهم بسبب ديون بنك التنمية والائتمان الزراعى التى لم يتسلموها “.
بمحافظة المنيا ” الفلاحين طاردو موظف بنك التنمية والائتمان الزراعى الذى نصب عليهم وأخذ أموال من البنك بأسمائهم وهرب والبنك يحرك ضدهم القضايا لتصبح قرى بأكملها مهددة بالحبس وحبست نساء وأرامل وعواجيز بسبب ديون غير مستحقة عليهم “.
بمحافظة قنا ” أكثر من ألف مزارع تركوا بيوتهم وأراضيهم وأسرهم وفرو للجبال للهروب من المباحث التى تقبض عليهم بسبب أحكام ضدهم بالحبس استصدرها ضدهم بنك التنمية بعد ان نصب عليهم وأخذ توقيعاتهم على أوراق وشيكات على بياض لا يعرفون عنها شيئاً “.
بمحافظة كفر الشيخ ” المئات من الفلاحين خاصة السيدات يتعرضون للاهانة من المخبرين والبوليس بسبب مهاجمة منازلهم كل عدة أيام للبحث عن الهاربين من أحكام بنك التنمية والائتمان الزراعى رغم أن البنك نصب واحتال عليهم واستغل ثقتهم وجهلهم “.
ومن قرى شباب الخريجين بمحافظة الاسكندرية ” الآلاف من الفلاحين والشباب الذين ضاقت بهم الدنيا بعد تركوا الوادى وذهبوا لاستصلاح الاراضى فوجئوا بفوائد البنك المرتفعة والتى أعجزتهم عن السداد وحولتهم الى هاربين وشردت أسرهم ويعرضون أراضيهم الأن مقابل تركهم يعيشوا بأمان بدون مطاردات الشرطة أو إهانتهم “.
بمحافظة البحيرة ” الرجال يتركون منازلهم ليلاً والتى يحيط بها اللصوص على الرغم من أن معظمهم أولادهم من البنات الصغار ويتعرضون للرعب ليلاً بسبب هروب أباءهم خوفاً من القبض عليهم وتعذيبهم بسبب ديون بنك التنمية التى لم يتسلموها “.
بمحافظة القليوبية ” مئات الفلاحين يتعرضون للحبس والاهانة هم وأسرهم من رجال البوليس بسبب مطاردتهم لتنفيذ أحكام بالحبس صدرت ضدهم لصالح بنك التنمية والائتمان الزراعى على الرغم من أنهم سددوها أكثر من مرة “.
بمحافظة الجيزة ” صراخات نساء وارامل فلاحين تناشد المسئولين التدخل لوقف القبض عليهم بمنتصف الليل بسبب ديون وهمية قام بنك التنمية والائتمان بمقاضاتهم بسببها وادى ذلك لحبس النساء والعواجيز بالقرى “.
بمحافظة دمياط ” الفلاحين يصرخون من تعسف السلطات المختلفة خاصة موظفى بنك التنمية والائتمان الزراعى بعد استخدامهم وسائل احتيالية ضد الفلاحين أدت الى صدور أحكام عليهم بالحبس ويتم القبض على النساء والاطفال كرهائن لاجبار الفلاحين على تسليم أنفسهم على الرغم من انهم سددوا القرض والفائدة “.
وتحكى هذه القصص وقائع فساد متشابهة عن استغلال جهل الفلاحين وفقدان الثقة بموظفين البنك والطرق الاحتيالية التى استخدمها الموظفين وبطء اجراءات التقاضى والتحقيقات المستمرة منذ سنوات فائتة فى النيابة والمحاكم ضد فروع البنك ولكن مطاردات الفلاحين واستمرار حبسهم وتهديد الأسر لم يتوقف على الرغم من التصريحات المستمرة لسيادتك ورئيس وزرائك ووزير زراعتك بإسقاط ديون المزارعين ولكن الاحتيال والنصب والتمييز والفقر والجهل والفساد وراء عدم تنفيذ هذه التصريحات.
وفى كل القصص مطالبات ومناشدات لكل المسئولين بسرعة التدخل لانقاذ الفلاحين والعفو عنهم ومساواتهم بـ 13 ألف مواطن الذين اسقطت عنهم الحكومة 26 مليار جنيه ، وفى كل القصص قصاصات للجرائد والشكاوى والبلاغات واستغاثات للمسئولين والاعلام والمجالس القومية ومراكز حقوق الانسان والنقابات والجمعيات ولكننا لم نعثر فى أى ملف عن رد لمسئول لوقف التمييز ضد الفلاحين أو مطالبته بإسقاط ديونهم مثل متعثرى بنوك الحكومة أو وقف إهانتهم أو إساءة معاملتهم أووقف القبض على نساءهم واحتجازهم كرهائن أووقف وسائل الاحتيال والنصب على الفلاحين بإسم حق الاقتراض ودعم التنمية والائتمان الزراعى .
وعلى ضوء ذلك فان المركز يرفع مظالم وشكاوى المزارعين فى مصر لك علها تجد رد يحقق مطالبهم فى المواطنة ويسقط ديونهم لدى بنك التنمية أو يحقق لهم المساواة بباقى المواطنين فى مصر . ويطالب المركز كافة مؤسسات المجتمع المدنى بالتضامن مع الفلاحين لإسقاط ديونهم لدى بنك التنمية والائتمان الزراعى كفالة لحقوقهم فى العدالة والأمان والحرية .
لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالمركز
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net – lchr@lchr-eg.org
Websitewww.Lchr-eg.org