هل من العدالة ان تحاكموا الضحايا بإعتبارهم متهمين … وتفرجوا عن المجرمين ؟

18/1/2009

تحت وطأة البطالة والفقر وقله الحيله يسعى الكثير من الشباب المصرى إلى الهجرة سواء للدول العربية رغم قسوة العبودية بها أو للدول الأحنبية التى أوصدت أبوابها أمام النازحين الفقراء من الجنوب. وبالرغم مما يلاقيه الشباب المسافر من أهوال ومشاقات فى السفر قد تصل إلى حد الموت هلاكاً فى البحر، إلا أن الشباب الذين يعانون الكبت والقهر والفقر يفضلون عملياً الموت أثناء السفر أو القبض عليهم على التواجد فى بلدهم محرومين من كل شىء.

ومع إشتداد الأزمة الاقتصادية بارتفاع الأسعار وتزايد أعداد العاطلين، تتزايد حاجة الشباب للهروب والهجرة غير المنتظمة والبحث عن مورد أخر للرزق خارج حدود الوطن الضيقة.

وهانحن نسمع عن سماسرة تسفير للدول الأروبية تجمع مبالغ طائلة من الشاب الراغب فى السفر حتى ولو كان بطرق غير مشروعة، بحيث أصبح هناك تجارة غير مشروعة لتسفير الشباب إلى الدول الاوروبية .

وبانتشار ظاهرة سفر الشباب للدول الأوربية بحرا بشكل غير منتظم خلال العام الماضى نشطت السلطات المصرية للقبض على صغار الصيادين فى القرى والعزب المطلة على البحر المتوسط وقامت بالقبض على المئات منهم وتركت اصحاب المراكب والسماسرة والفاسدين بالاجهزة المختلفة بكل حرية ليعيدوا من جديد انتاج جرائم تهجير الشباب بشكل غير منتظم .

وخلال الشهرين الاخيرين قامت الشرطة بملاحقة ومطاردة الغالبية العظمى من الصيادين ببرج مغيزل التابعة لمركز مطوبس وبلطيم بمحافظة كفر الشيخ وتعذيبهم واساءة معاملتهم وتم القبض على صيادين من مختلف الأعمار من القاطننين بالبرج واتهامتهم السلطات امختلفة بتسفير الشباب ، وبالرغم من صدور احكام قضائية بتبرأتهم إلا أنه وعقب صدور حكم البراءة تصدر وزارة الداخلية قرار باعتقالهم واحتجازهم بموجب قانون الطوارئ بسجن برج العرب، وقام مركز الارض بتقديم التظلمات لمكتب شئون المعتقلين واصدرت المحاكم قرارات بالإفراج عن الصيادين الا ان وزارة الداخلية تقوم بتكرار اعتقالهم مرة اخرى دون سبب .

والجدير بالذكر أن الصيادين المعتقلين يتم القبض عليهم وترويع أسرهم فى منتصف الليل واحتجازهم بدون وجه حق، هذا بالاضافة إلى إساءة معاملة الشرطة لهم بإهانتهم وضربهم وتعذيبهم لإجبارهم على الاعتراف بتهم لم يقترفوها، وبعد رحلة الشقاء الطويلة فى اقسام الشرطة يتم تحويلهم للنيابة ليصدر حكم المحكمة ببراءتهم ورغم ذلك لا يتم الافراج عنهم وقد زادت عدد الحالات التى تم اعتقالها من قرى برج مغيزل والجزيرة الخضراء ما يزيد عن 150 صياد صغير (قائمة الاسماء بالمركز للاطلاع عليها) وقد تقدم المركز بـ25 بلاغ للنائب العام للتحقيق مع الضباط والمسئولين الذين لفقوا التهم للصيادين وقاموا باعتقالهم المتكرر دون ذنب .

والمركز يتساءل من المسئول عن اعتقال صيادين فقراء يكافحون ويسعون لرزقهم كل طلعة صباح ، ولماذا لا يتم القبض على السماسرة الكبار المسئولين عن عملية السفر والذين يتقاضون الالأف من الجنيهات مقابل تسفير وتهريب الشباب؟!.

ويتساءل المركز لماذا تتم معالجة مشكلة الهجرة غير المنظمة بطريقة امنية فقط ؟ وهل يكفى ذلك لمعالجتها ،ولماذا لا يتم توفير وسائل قانونية للمهاجرين وتدريبهم وتحسين اوضاعهم ؟!. ولمصلحة من ترك الحدود مفتوحة بدون مراقبة فعالة للحد من خروج أو دخول البشر والبضائع والممنوعات ؟!.

ولماذا لا تتيح سياسات حرية الاسواق للبشر حق الانتقال بحرية كما تتيحه لانتقال الاموال والسلع ؟
وينبه مركز الأرض إلى ضرورة معالجة مشكلات واسباب هجرة الشباب المصرى غير المنتظمة إلى أوروبا بابعادها الاقتصادية والاجتماعية والانسانية والقانونية ولعل الخسائر المادية التى يتكبدها المهاجر واسرته لا تقارن بالانتهاكات التى يتعرض لها خاصة اذا علمنا ان المهاجر يتعرض للاعتقال والحبس والترحيل بل والموت احياناً كثيرة ويؤدى إلى ضياع مستقبله وحياته، كما أنها تمثل إساءة لسمعة الحكومات وصانعى السياسات الذين يعالجون مشاكل مجتمعاتهم بطرق امنية واستبدادية حيث يتحول البحث عن فرصة عمل إلى مقبرة تلتهم الشباب سواء كان من خلال غرقهم فى البحر المتوسط أو القبض عليهم على حدود الدول الأوربية التى يقصدونها، وعندما يصل عدد هؤلاء الشباب المصرى ما بين الموتى غرقا أو المقبوض عليهم والمهاجرين بشكل غير منتظم حوالى 100 ألف شاب مصرى تتراوح أعمارهم ما بين 20 إلى 40 عاما خلال الخمس سنوات الأخيرة. فإننا نكون أمام مشكلة كبرى يجب البحث لها عن حلول.

والمركز يطالب وزير الداخلية والنائب العام ووزير العدل ورئيس الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة ومحافظ كفر الشيخ بسرعة بالتدخل والافراج عن المعتقلين من الصيادين ووقف انتهاكات حقوقهم فى الأمان الشخصى واحتجازهم بدون وجه حق.

كما يطالب مؤسسات المجتمع المدنى واعضاء مجلسى الشعب والشورى بالعمل على الافراج عن صيادين برج مغيزل وبلطيم وكل من صدرت احكام ببراءتهم وتحسين اوضاع تلك القرى لكفالة الحق فى العمل اللائق والحرية والامان والعيش الكريم .

لمزيد من المعلومات رجاء الاتصال بالمركز