9 نوفمبر 2004

تلقت الجمعية العراقية لحقوق الانسان في الدنمرك ببالغ الارتياح القرار الاخير للمفوضية العليا للانتخابات والذي اكد على مشاركة عراقيي المنفى في الانتخابات القادمة، حاسما بذلك الجدل والتكهنات التي استمرت شهور عدة. لقد كانت تلك خطوة على الطريق الصحيح واحتراما لحق مقدس للمواطن العراقي، علاوة على انه جاء تتويجا لنشاط الاغلبية من ابناء العراق في المنفى.

اننا اذ نتطلع الى مشاركة الجميع لممارسة حقهم المشروع، نعرب عن قلقنا على ما ورد في تصريحات السيد ايار فريد والتي تناقلتها الصحافة العراقية ، تلك التصريحات التي توقع فيها ايجاد مراكز انتخابية في مناطق معينة ذات تواجد كبير لابناء العراق كي تكون مراكز اقتراع مما سيحتم على العراقيين في البلدان التي لم يجري تغطيتها او ايجاد مراكز انتخابية فيها السفر الى تلك البلدان التي تتواجد فيها مراكز اقتراع! ان مثل هذا الاجراء يعد عمليا محاولة لوضع حواجز وتعقيدات امام العراقيين في الخارج للمشاركة في تلك الانتخابات. كما ان تاكيد السيد ايار على ان المسؤولين في الامم المتحدة لم يكونوا راغبين في اجراء الانتخابات خارج العراق، وعلى انهم تركوا الامر الى المفوضية، يعد تنصلا لمسؤولياتهم الانسانية والتي كان بدلا عنها ان تعلن وتعمل الامم المتحدة والمسؤولين فيها على ضرورة كفالة حق العراقيين في المنفى بالمشاركة في هذه الانتخابات، ونحن على يقين ان العراق والامم المتحدة لديهما الامكانيات الكافية لتامين مشاركة من هم خارج العراق لو كانت حقا نوايا المسؤولين في الامم المتحدة صادقة.

ان تجاهل حق العراقيين بالمشاركة او محاولة تاجيل هذا او تركه دون قرار كان واحدا من الممارسات السياسية للنظام الدكتاتوري وفيما بعد اتباعة ومريديه الذين لطالما شككوا بوطنية ابناء العراق في المنفى. اننا في الجمعية العراقية لحقوق الانسان اذ نؤكد على ان تجاهل صوت العراقيين في الخارج يعد جريمة وطعنا لهم ولمواطنتهم ولحقهم المشروع ، نطالب الحكومة العراقية والمفوضية العليا للانتخابات بالعمل على تامين كافة الامكانيات والوسائل التي تكفل وتسهل عملية مشاركة العراقيين، وان المهمة تقع على الحكومة العراقية والمفوضية الوصول الى الناخب العراقي وليس العكس. وعليه اننا نطالب بتوفير المراكز الانتخابية في جميع البلدان التي يتواجد فيها العراقيين عبر التعاون مع الدول المضيفة ومنظمات المجتمع المدني والسفارات العراقية و الصديقة . كما نطالب الامم المتحدة ومسؤوليها الالتزام وقبل غيرهم في الدفاع عن المباديء الانسانية وحقوق الشعوب. كما نهيب بجميع العراقيين في المنفى بالعمل الجاد على صيانة حقهم في المشاركة.