29 أبريل 2004
وصلت الى المركز السعودي لحقوق الإنسان معلومات أن أجهزة الأمن السعودية رفضت طلبات أسر دعاة الإصلاح المعتقلين في السعودية الدكتور عبد الله الحامد والدكتور متروك الفالح والشاعر علي الدميني بالزيارة. ويؤكد المركز أن أجهزة الأمن منعت أسرة الدكتور متروك الفالح من ايصال أدويته وجهاز قياس السكر، كما رفضت تحديد زيارة له، كما أبلغت هذه الاجهزة إبن الدكتور الحامد بعدم السؤال عن والده قبل أسبوعين، حيث سيتم تقييم الطلب قبل اصدار قرار حاسم بشأنه.

ويعتقد المركز ان هذه الاجراءات تمثل تصعيداً خطيراً وأن تدابيرا كهذه تعتبر اخلالاً بأوضاع حقوق الانسان بالرغم من مزاعم الحكومة بأنها تحقق تقدّماً في هذا المجال.

هذا وقد بدأت أجهزة الأمن السعودية التحقيق مع المعتقلين منذ يوم الاثنين الماضي منذ إعلان وكالة المحامين السعودية استعدادها للدفاع عن المعتقلين.

ويرحب المركز السعودي لحقوق الانسان بتشكيل لجنة أهلية لرعاية أسر معتقلي الرأي في السعودية مؤخراً وذلك بعد إعتقال الدكتور متروك الفالح وعبدالله الحامد والشاعر علي الدميني، وقد باشرت اللجنة في متابعة شئون الأسر ومتابعة امورهم وفي التواصل معهم، وقد جاءت هذه اللجنة على خلفية تعامل الحكومة في السعودية مع رؤية الاصلاحيين مقابل الأرهاب الذي يهدد أمن المجتمع.

ويرفق المركز في بيانه رسالة بعثتها زوجات المعتقلين الثلاثة الى ولي العهد الأمير عبد الله وفيما يلي نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد والنائب الأول لرنيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إزاء ما يتعرض له الوطن من تحديات وأخطار (داخلية وخارجية) محدقة، والتي تتمثل على وجه الخصوص في تصاعد وتيرة العنف و الإرهاب الدموي ؛ فإننا ندين ونستنكر هذه الجرائم البشعة وآخرها تفجير المنشآت الأمنية في الرياض ؛ باعتبارها تنتهك المبادىء الإسلامية وتمس على نحو مباشر أمن الوطن والمواطنين والمقيمين على حد سواء ؛ كماأننا نتطلع إلى تكامل وتظافر كافة الجهود ( الرسمية والشعبية ) الوطنية وعلى جميع الأصعدة لوضع حد للتلاعب والعبث الذي يطال حاضر الوطن ومستقبله ، ونرى قبل كل شيء أنه ينبغي العمل على توحيد وتعزيز التلاحم الوطني وتمتين الجبهة الداخلية من خلال التمسك بالثوابت والمصالح الوطنية العليا.

وفي هذا الإطار نود أن نصارحكم بمدى الضرر والأذى المادي والنفسي الذي لحق بنا جراء استمرار اعتقال رجالنا في زنازين انفرادية في سجن عليشة بالرياض؛ وهم من يعرف سموكم مدى إخلاصهم الشديد لهذا الوطن وحرصهم على أمنه واستقراره وازدهاره، وأنهم من خلال مخاطبتهم ( مع غيرهم ) لسموكم الكريم انتهجوا الأسلوب السلمي والعلني والمدني المتحضر، وكانوا حريصين كل الحرص على توطيد وترسيخ العلاقة الصحية بين الحاكم والمحكوم، وقدموا اجتهادا تهم ووجهات نظرهم حول مفهوم الإصلاح الشامل الذي أعلنتم بصورة واضحة وقوية ومن خلال استقبالكم لهم ولغيرهم من دعاة الإصلاح عن تبنيكم ودعمكم لهذا التوجه ، باعتباره الخيار الوحيد إزاء كافة التحديات والأخطار المحدقة والتي تتربص بوطننا الشر.

إننا وإذ نشعر بكثير من الأسف والإحباط حين نلمس أن التعامل يجري وأن الخطاب يتم بنفس المستوى، بين من يعمل لصالح الوطن ونمائه بشكل سلمي، ومن يسفك الدماء ويدمر مقدراته؛ فإننا نتطلع إلى سموكم وضع حد سريع لمعاناة المعتقلين وأسرهم وبما يحفظ كرامتهم وحقوقهم ويرد الاعتبار لهم خصوصاً في ضوء الاتهامات المجحفة في حقهم، وأن تتاح لهم الفرصة في استئناف مسيرتهم في إطار الشرعية التي كانوا ومازالوا حريصين على العمل في ظلها.

سدد الله خطاكم وحمى الوطن من كل كيد أثيم
أسر المعتقلين
أسرة د. عبد الله الحامد عنها زوجته / هدى حسن عثمان
أسرة الكاتب الأستاذ علي الدميني عنها زوجته / فوزيه العيوني
أسرة د. متروك الفالح عنها زوجته / جميله سليمان العقلا