9/1/2009

تتواصل للأسبوع الثالث على التوالي الحرب الوحشية التي يشنّها الكيان الصهيوني على غزّة وتتواصل بالتالي المجازر التي تستهدف المدنيين العزّل الذين لم يبق لهم ملاذ لا في منازلهم ولا في المساجد ولا في المستشفيات ولا حتى لدى منظمات الإغاثة الدّولية. ولم يستثن مجرمو الحرب الصهاينة في عدوانهم أحدا، لا الأطفال ولا النساء ولا الشيوخ ولا الصحافيين ولا الأطباء ولا العاملين في المنظمات الدّولية ولا حتى الجرحى والمسعفين. ولم يتورّعوا عن استخدام الأسلحة الفتّاكة بما في ذلك الأسلحة المحظورة دوليا. وهو ما أدّى إلى حدّ الآن إلى سقوط أكثر من 800 شهيد نصفهم تقريبا من الأطفال والنساء وحوالي 3300 جريح.

ورغم النداءات المتكررة التي أطلقها الرأي العام الدولي من خلال المسيرات والمظاهرات والتجمعات الحاشدة لوقف هذه المجازر، فإن القرار الذي أصدره مجلس الأمن فجر يوم الجمعة 9 جانفي 2009 أي بعد أسبوعين من انطلاق العدوان، لم يتضمّن إدانة لإسرائيل ولا آلية لإلزامها بالوقف الفوري للعدوان ورفع الحصار الظالم عن غزّة وفتح المعابر دون قيد أو شرط لتوفير مقومات الحياة الدنيا لأهالي غزّة التي أصبحت عبارة عن سجن كبير، وهو ما شجّع مجرمي الحرب في الكيان الصهيوني على الاستمرار في تنفيذ جريمتهم مستقوين بالدعم المطلق للولايات المتّحدة الأمريكية والتواطئ المفضوح لمعظم الحكومات الغربية الأخرى والعجز السافر للنظام الرّسمي العربي.

إن “هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات” إذ تجدّد إدانتها للمذبحة التي ترتكب على حساب الشعب الفلسطيني بغزّة والتواطؤ الرسمي الدولي والعربي ومطالبتها بوقف هذه المذبحة فورا، فإنها:

  1. تُحَيّي صمود غزّة البطولي بمقاومتها وأهاليها وتعبّر عن إيمانها بانتصارهما في وجه الظلم والطغيان.
  2. تدعو الشعب التونسي بمختلف فئاته إلى الاستمرار في الاحتجاج على العدوان الصهيوني وتوسيع دائرته وتنويع أشكاله للمساهمة في تكثيف الضّغط السياسي على المعتدين وعلى من يساندهم أو يتواطأ معهم لوضع حدّ للعدوان، كما تدعوه لمزيد التضامن مع أهالي غزّة خصوصا عبر القنوات المستقلّة.
  3. تستنكر إمعان السّلطة التونسية في منع وقمع التحركات الشعبية المساندة لأهل غزّة، إلاّ ما فرض منها بالتعبئة الجماهيرية. وهي تستنكر بشكل خاص إقدام البوليس على محاصرة المدارس والمعاهد والكليات والاعتداء على التلاميذ بالضرب والكلام البذيء وعلى منع العديد منهم من لباس الكوفية الفلسطينية تعبيرا عن التضامن وانتزاعها منهم.
  4. تعتبر أن استبداد نظام الحكم بالشّعب التونسي وحرمانه من التعبير عن أرائه سواء تعلّقت بقضايا داخلية أو بقضايا عربية ودولية، يمثل انتهاكا لحقوقه الأساسية وكرامته الإنسانية وضربا لشخصيته في محاولة لتدجينه وتعويده على الخنوع والاستكانة.
  5. تؤكّد عزم مختلف مكوّناتها التي ما انفكّت تسهم بشكل نشيط، في مختلف الفضاءات الموجودة فيها، في أعمال الاحتجاج والتضامن، على الارتقاء بهذه المساهمة حتى تكون أكثر فاعلية ونجاعة.
  6. تُحَيّي الحركة التضامنية العالمية مع غزّة وما تخلّلها من مواقف شعبية ورسمية (فينزويلا…) تعبّر عن ترفّع الشعوب وقواها الحيّة عن الانتماءات العرقية والقومية والدينية والثقافية واعتناقها المبادئ الإنسانية التي ترفض الظّلم والوحشية وتتصدى لهما.

هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحرّيات