8/3/2009

يمر على وطننا السوري اليوم الذكرى السادسة والأربعين لإعلان حالة الطوارئ . ولقد تحول الحكم في سورية بموجب إعلان هذه الحالة إلى نظام بوليسي مستبد … وبالتالي تقلصت الحرية الفردية والحريات العامة في البلاد إلى أدنى مستوياتها، واحتكرت الحقوق السياسية لصالح فئة واحدة، ومنعت الأحزاب عدا تلك التي تدور في فلك السلطة الحاكمة، وكثر الاعتقال التعسفي، وافتقد آلاف المعتقلين في السجون، وذهب عشرات الآلاف في المجازر والأحداث الأليمة التي شهدتها البلاد تبعاً للأحكام العرفية المفروضة ومورس التعذيب على أوسع نطاق، وامتهنت كرامة المواطن.

وأصبحت الانتخابات مناسبات ومهرجانات يصرف عليها الملايين لتأدية فروض الولاء الإجبارية والبصم بالدم للمرشح الواحد الذي يرشحه حزب واحد احتكر السلطة بموجب دستور فصله على المقاس.

لقد شهدت سورية خلال نصف قرن من حالة الطوارئ منطفات خطيرة وحادة على الإنسان والوطن والاقتصاد والقيم والحرية … وتأخرت عن ركب الأمم الساعية إلى التقدم على الرغم امتلاكها مقومات ذلك إنساناً ومجتمعاً وثروة وتراثاً وقيماً

إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان في هذه المناسبة الأليمة لا ترى نوراً في آخر النفق المظلم الذي تعيشه البلاد إلا بالخروج إلى الحياة الديمقراطية الحقيقية وبالتعددية السياسية والعودة إلى النظام البرلماني الدستوري والتداول السلمي على السلطة واحترام حرية الاختيار واحترام حقوق الإنسان وتحجيم سلطة الأجهزة الأمنية وتحديد دورها ووقف كل أنواع الاعتقال التعسفي والقمع المسلط على رقاب جميع المواطنين وتدعو كافة المواطنين للعمل الجاد للوصول إلى هذا الهدف الذي يستحق العمل والتضحيات.

اللجنة السورية لحقوق الإنسان

[an error occurred while processing this directive]