23/4/2005

بالإشارة إلى نداء اللجنة السورية لحقوق الإنسان بالمطالبة بالإفراج عن المواطن أحمد علي حسين المسالمة (محافظة درعا) بتاريخ 32/2/2005
فقد علمت اللجنة السورية لحقوق الإنسان من مصدر مطلع بأن المواطن المذكور توفي نتيجة التعذيب ومنعه من تعاطي العلاج حيث وافته المنية في 28/3/2005 على الرغم من محاولات السلطات الأمنية السورية في محافظة درعا التعتيم على الخبر.

وكان أحمد علي المسالمة قد غادر مدينة الطائف في المملكة العربية السعودية ليلة عيد الأضحى بتاريخ في 20/1/2005 بعد أن حصل على موافقة رسمية من السفارة السورية في الرياض للعودة إلى سورية بعد غياب عنها دام ربع قرن. وفور وصوله إلى مطار دمشق الدولي ألقي القبض عليه واحتجز فيه، ثم نقل إلى إحدى فروع الأمن في العاصمة السورية دمشق، وبالرغم من إبرازه موافقة العودة إلا أن رجال الأمن تعللوا بأن المسؤول عن الفرع في إجازة العيد.

وبعد اعتقاله عدة أيام في الفرع المذكور نقل إلى فرع الأمن بدرعا ليتابع مسلسل التعذيب والمعاملة المهينة والحاطة بالكرامة الإنسانية في زنزانة إنفرادية. وقد منع طيلة فترة اعتقاله هذه من تعاطي دواء القلب والضغط وداء السكري التي يعاني منها مما أدى إلى تدهور صحته إلى أدنى مستوى.

أفرجت السلطات الأمنية القمعية عن أحمد المسالمة بتاريخ 12/3/2005 عندما احتدت أزمته القلبية ومضاعفاتها مع مرض السكري، وأسعفه أهله وأصدقاؤه إلى إحدى مستشفيات دمشق حيث أجريت له عملية قسطرة علاجية.

وبعد عودته إلى محافظة درعا عادت أجهزة الأمن مباشرة لاستجوابه ومضايقته وهو على فراش المرض فكان لذلك أسوأ الأثر على صحته مما أدى إلى انفجار في أحد شرايين القلب ووافته المنية في 28/3/2005

إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان تحمل السلطات السورية تبعة الموت الكارثي للمواطن أحمد علي حسين المسالمة وتطالبها بفتح تحقيق في قضية اعتقال وتعذيب ومنع الدواء عن أحمد المسالمة وموته، ومعاقبة المسؤولين عن ذلك آمرين ومنفذين، وتود اللجنة أن توضح بأن الدعايات التي تحاول السلطات السورية بثها عن انفتاحها، ومعاملتها الإنسانية لمواطنيها، وسماحها بعودة المنفيين، ما تزال ضرباً من التضليل الذي تفضحه الحقائق مثل اعتقال تعذيب وموت المواطن أحمد علي حسين المسالمة.

إن الاعتقال العشوائي ما زال يمارس في سورية على نطاق واسع، وفي الوقت الذي تعقد فيه السفارات السورية تسويات لمواطنين نزحوا عن سورية منذ عشرات السنين بسبب غياب الحريات والأمان فإن أجهزة الأمن والمخابرات تعتقلهم فور عودتهم وتعرضهم لأبشع أنواع التعذيب والإهانة والمعاملة الحاطة بالكرامةوبعضهم يقضي نتيجة التعذيب كما حدث لأحمد المسالمة. وفي الوقت الذي يجري مثل هذا لعشرات السوريين سراً فإن السلطات السورية تلجأ إلى إبراز حالات معزولة من استقبال منفيين وتسخر لها كل آلتها لإعلامية للتغطية على الانتهاكات الفظيعة التي ترتكب بحق غالبية المنفيين والنازحين عن سورية.

وتناشد اللجنة السورية لحقوق الإنسان أصدقاء حقوق الإنسان والمدافعين عنها للوقوف مع المنفيين والنازحين لأسباب سياسية الذين يتعرضون لمحاولات التضليل والابتزاز من قبل السلطات السورية، ومحاولة وضع حد لذلك.

اللجنة السورية لحقوق الإنسان