5/6/2005
في الخامس من حزيران عام 1967، شنت قوات الاحتلال الاسرائيلي حربا عدوانية وقائية ضد القوات العسكرية التابعة لمصر والعراق والأردن وسوريا، أسفرت عن هزيمة تلك الجيوش خلال ستة ايام واحتلال الضفة الغربية، قطاع غزة والقدس ومرتفعات الجولان وشبه جزيرة سيناء.
وفي تشرين ثاني من نفس العام اصدر مجلس الأمن الدولي القرار 242 الذي نص على انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة، وإلى إقامة “سلام عادل ودائم” في الشرق الأوسط ضمن “حدود آمنة ومعترف بها”. أعقبه العشرات من القرارات الصادرة عن كل من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعتبر أن قطاع غزة والضفة الغربية وبضمنها القدس أراضي محتلة يجب على القوة المحتلة حماية قاطنيها وعدم تهجير سكانها او نقل المحتلين للسكن في تلك الأراضي، إضافة الى ادانتها لمجمل الممارسات الاحتلالية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
غير ان الاحتلال الاسرائيلي لم يحترم قرارات الشرعية الدولية، بل انه داسها بأقدامه وطفق يسلب الأرض والخيرات وبناء المستوطنات وسلب حرية الفلسطينيين وابتكار شتى الوسائل في فرض الضغوط عليهم لاجبارهم على الرحيل.
وفي عهد الاحتلال البغيض، نشأ جيل من الشباب الفلسطيني وترعرع وتجرع الممارسات الاحتلالية سيئة الصيت. ونشأ هذا الجيل على فقدان أي أمل بمستقبل واعد في ضوء الممارسات الاحتلالية التي تزيد من احتقانه مع طالعة كل فجر حتى انفجرت الانتفاضة الأولى عام 1987 والتي توقفت مع التوقيع على اتفاقية اوسلو عام 1993، على أمل أن يعم السلام والوئام المنطقة وان يحوز الفلسطيني على حريته ليحيا كباقي شعوب العالم.
إلا أن المماطلة الاسرائيلية من قبل مختلف الحكومات المتعاقبة في تنفيذ استحقاقاتها تجاه الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة، وانهيار اتفاقات كامب ديفيد الثانية، أوصلت الفلسطينيين الى القناعة بأن الطرف الاسرائيلي غير مهيأ بعد لاعادة الحقوق لأصحابها الفلسطينيين، بل والأنكى منذ ذلك، مضى الاحتلال في سياسة التوسع الاستيطاني وسياسة القمع بحق الشعب الفلسطيني ومصادرة حرياته.
وتواصل هذا الاحتقان الى حد اندلاع انتفاضة الأقصى في 28 ايلول 2002، التي استفزتها الزيارة المشؤومة التي قام بها عراب الاستيطان ورئيس حكومة الاحتلال الحالي آريئيل شارون. ومنذ حينها ولغاية الآن قامت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة ما مجموعه 205831 دونما واقتلاع ما يربو عن 545178 شجرة زيتون كما تم تدمير 3539 منزلا وذلك بحسب إحصاءات معهد الأبحاث التطبيقية.
هذا ناهيكم، عن سرقة الأراضي والمصادر الطبيعة وبخاصة المائية منها بذريعة بناء جدار العزل والضم الذي سيعزل القدس ويقسم الضفة الى كانتونات متناثرة وسيضم الكتل الاستيطانية الكبيرة فيها. وعليه، فان كل الممارسات الاحتلالية في الاراضي الفلسطينية لا تؤسس لسلام عادل بين شعبين يعيشان في دولتين متجاورتين وفق ما أقرته الشرعية الدولية، بل أنها – وفي حال عدم تغيرها – ستؤسس لانتفاضة جديدة اكثر عنفا ودموية من الانتفاضة الحالية. ولنزع فتيل انفجار الاحتقان، فالأحرى بالمجتمع الدولي التحرك السريع لانصاف الشعب الفلسطينية ومساعدة بالتخلص من ربقة الاحتلال، وكفى الشعب الفلسطيني 38 عاما من الامتهان والقهر والاذلال!!