23/1/2005
تعرب اللجنة العربية لحقوق الإنسان عن بالغ قلقها لاستمرار حملة الاعتقالات في سلطنة عمان التي بدأت قبل 33 يوما وما زالت مستمرة حتى عشية عيد الأضحى المبارك.
لقد شملت الحملة حتى اليوم عدة مناطق جغرافية أهمها مسقط، نزوى، القابل، بهلا، منح، الحمرا.. وعرف عن بعض الذين اعتقلوا ميولهم الدينية وانتقاداتهم للأوضاع الداخلية والمعاداة اللفظية للسياسة الأمريكية. حدثت معظم الاعتقالات ما بين الواحدة والثالثة صباحاً باقتحام البيوت وتكسير الأبواب وصولا إلى غرف النوم والتفتيش بهمجية وقد أصيب بعض الأطفال بصدمات نفسية من جراء مظاهر العنف هذه بحق والدهم أو شقيقهم الأكبر ووفقا لشهادة حقوقي مقرب من اللجنة العربية لحقوق الإنسان، لا تتعدى الحالات المعتقلة المستوى الاجتماعي السائد للتدين في البلاد، وليس هناك مخاطر حقيقية لأي تورط في قضايا عمل مسلح أو إرهاب. لم يعرف شيئا عما حدث مع المعتقلين حتى الآن فقد اقتيدوا لجهات مجهولة وسمح لهم بالاتصال بالعالم الخارجي أول مرة في 19 يناير 2005 دون أن توجه لهم أية تهمة ولا أفق لمحاكمة أو دور للسلطة القضائية.
لقد سبق للجنة العربية لحقوق الإنسان التدخل في أكثر من حالة اعتقال لرجال دين بعد الحادي عشر من سبتمبر كذلك لأشخاص اعتقلوا بشكل تعسفي. ومن الملفت للنظر أن هذه الحملة وما سبقها يأتي دون وجود أي مخاطر أو إشارات لتنظيمات مسلحة أو دعم لأعمال مسلحة من عامة المجتمع. وبالتالي فهي تشكل سياسة خطيرة حيث يمكن أن تخلق ردود فعل يائسة من السياسة الحكومية المتطرفة. وفي غياب أي دور للقضاء في هذه الاعتقالات فإن كل احتمالات التعذيب والمعاملة اللا إنسانية والمحاكمة غير العادلة والسرية واردة.
إن اللجنة العربية لحقوق الإنسان تطالب السلطات العمانية بوقف الاعتقالات التعسفية في البلاد وتوفير شروط الدفاع لكل متهم وتحويل كل شخص إلى القضاء العادي والعلني وعدم الانزلاق أكثر فأكثر نحو الأسلوب الأمني والقمعي لمعالجة المشكلات السياسية والاجتماعية في البلاد.
باريس في 23/1/2005
لائحة أولى بأسماء المعتقلين المُتحقق منهم
– محمد الغاربي أستاذ مساعد بجامعة السلطان
– د . علي العبري … أستاذ جامعي.
– د. جابر السعدي … محاضر بكلية الشريعة والقانون
– د. يوسف السرحني … أستاذ جامعي.
– سالم النعماني … إمام وخطيب مسجد الجامعة ومدرس منتدب بالجامعة.
– صالح الربخي …. مدير الجوامع والمساجد بديوان البلاط السلطاني.
– زاهر العلوي…. داعية إسلامي.
– محمد الحارثي … أستاذ
– سعيد الحارثي … قاض سابق
– محمد الشعيلي … مشرف ديني بالجامعة
– سالم السعدي
– سعيد الصقري
– خليفة المحروقي
شهادة زوجة معتقل
كان زوجي مريضا منذ أيام وفي تلك الليلة كان اثر المرض باديا على وجهه فقد تغير لون وجهه من شده المرض والحمى وفي المساء طلب مني عدم إطفاء المصباح لأنه يرغب في القراءة فقلت له : إني متعبه و الأبناء لديهم اختبار في الصباح وقضيت اليوم بين هذا وذاك . فقال لي سأقرأ لك حتى تنامي وفعلا كان يقرأ لي حتى غلبني النوم فنمت ولم استيقظ إلا على صوت مرعب يهز أرجاء البيت فهببنا من النوم مذعورين على صوت تحطيم الباب ودخولهم بلا استئذان وآخر عهدي به يقول: (إيش اذا)!! وانطلق مسرعا إلى الطابق الأرضي وكانت الساعة أنا زوجة احد الذين تم اقتحام منزلهم وأخذه
الواحدة والنصف فجرا فأخذت في لبس ما ينفع مرعوبة لما سمعته منذ فترة من الاقتحامات الهمجية التي لحقت ببعض الصالحين والتي تحمل مواقف مؤلمة لا يتحمل وصفها اللسان، عموماً ما هي إلا لحظات حتى رأيتهم أمامي بلباسهم الأسود المخيف وأسلحتهم المتأهبة لأي حركة نقوم بها كانت تتقدمهم امرأة طلبت مني أن انتقل مع أطفالي للغرفة الأخرى فطلبت منها أن ادخل لغرفه ابنتي لأنها نائمة فدخلت معي فأيقظت ابنتي وطلبت منها لبس الحجاب وأخذتها معي أما الزوج فلا ادري عنه شيء فانا في الطابق العلوي ولكن عندما طلبوا مني مفتاح السيارة والمكتبة كنت أقول لهم أسألوه المفاتيح معه وعندما تكرر الطلب عرفت أنهم أخذوه وهو مريض لم أودعه, ولم اطلب منه المسامحة على التقصير في حقه، ولم يودع الأبناء عندها التفت إلى ابنتي وقلت لها لقد اخذ قالت لي مستحيل أصرها الدنيا لعبه وليش، المهم أرشدتهم إلى المفاتيح الاحتياطية قاموا بتفتيش كل شبر في البيت حتى كحل العيون، وفتحات التكييف ، والفناء أما المكتبة فقد اخذوا الكتب في صناديق وأخذت اردد ((حسبنا الله ونعم الوكيل)) لم يجدوا شيئا مما طلبوه ولكنهم اخذوا رب البيت .
لا أقول استوحش البيت بعده ولكن استوحشت البلدة بأكملها وفقده المسجد وحلقات الذكر وحلقة القران بعد صلاة المغرب , وفقده الأبناء فمنهم من يحاول الاتصال بهاتفه أما الصغار فقالوا (لماذا لم يودعنا لنطلب منه هدية (………
أما أنا فيفتت قلبي ويزيدني ألماً أني لا اعرف عنه شيء ولا في أي ارض هو وكيف حاله وما هي جريمته ولا يسليني سوى معرفتي بحبه الشديد للقران وانه يحفظ الكثير منه وصبره على البلاء وإدمانه لذكر الله ، فننام ،ونصحوا على ذكر ، همه أرشاد الناس الصغير والكبير وتعليمهم القران وأمور دينهم أني أسال أين حقوق الإنسان وأين كرامته وأناشد الجميع أن يسعوا وبكل قوة لمعرفه أي شيء عن هؤلاء المعتقلين وأناشد المسئولين أن يرحموا الأمهات اللاتي لا يجف دمعهن ويرحموا أنفسهم من الدعوات التي تنصب عليهم من الصالحين والأمهات والآباء.
(ومما أحب أن أنوه عليه أن هذه الاعتقالات بالطرق الهمجية والتي تبث الرعب والتوتر ستؤدي في المستقبل إذا استمرت إلى نتائج وخيمة تؤثر على استقرار الأمن الداخلي للبلاد)