و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و صحبه و من والاه،
أما بعد،،
فقد قال تعالى (( إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم)) يا أبناء شعبنا العظيم يا أحفاد العظام من أمثال عمر المختار نناديكم من هنا فهل تسمعون
نخاطبكم من هنا من حيث تعلمون —- من بين الجدران و خلف القضبان نحن أبنائكم المدفونين أحياءً ، نتحدث إليكم أصالة عن أنفسنا و نيابة عن إخواننا الذين قتلوا ظلماً و عدواناً — في لحظة نزوة من نزوان الطيش التي أعمت أصحابها فلن يكونوا قادرين رؤية أحد سوى أنفسهم، الأمر الذي دفعهم لقتلهم حميعاً ركعاً سجداً، حيث باغثوهم بعد أن أعطوهم الأمان ليجوسوا خلال ديارهم رمياً بالرصاص و تفجيراً بالقنابل فلم يستثنوا أحد، و لم تكن لهم تهمة سوى قولهم ربنا الله و لقد تعمدوا قتل الجميع رغم علمهم بالقاطع، بل بالحجرة التي بدأت منها الأحداث، لكنهم صبوا لعناتهم على الجميع فلم يبقوا على أحد.
مات الجميع و وراهم الثرى بعد إذ أذابوا أجسادهم بالرصاص حيث وضعوا في حفرة جماعية بتاريخ28/6/1996 م ثم في عام 1999 م تم فتحها و نقل ما بقي من رفاتهم إلى جهة مجهولة. و لا تصدقوا روايات النظام من أنهم هربوا و حدثت بينهم مواجهات و قد كذبت هذه الرويات من الحراس الذين شاركوا في القتل أنفسهم و لعلي أسوق بشارة لكل أم مكلومة و زوجة محزونة و أخت مرزية لأقول لهن لقد تحدث الحراس بأنهم و لسبعة أشهر من بعد الحادثة كانوا يرون الشهداء يجولون الساحات و يسمعون تكبيرهم و تهليلهم فهم شهداء و كذلك نحسبهم.
و إننا نعلم حميع الأسر الذين لم يتمكنوا بعد للحصول على أخبار عن أبنائهم و الذين سجنوا بين أعوام 1989 م 1997 م قد قتلوا جميعاً في المذبحة و لم يعودوا على قيد الحياة فلا تصدقوا ما تسمعون من إشاعات بين الحين و الآخر بأنهم لازالوا على أحياء فعلى كل من لم تزل بذمته زوجة أو ينتضرونه قصد توزيع تركة أو غير ذلك، أن يتعاملوا مع حقيقة كون غائبهم لن يعود إليهم إلى يوم القيامة و لعلى الله أن يجمعكم به في مستقر رحمته بعد طول أعماركم في الصالحات و إننا نحيكم علماً بأن بما حدث أن نناشدكم القيام بما يلي:-
-
- 1. الاتصال بجميع المنظمات و المؤسسات الدولية و التي تعنى بحقوق الإنسان حتى يتم تبيين حقيقة ما حدث لأبنائكم و بالتالي تعويضكم في مفقوديكم و تقديم المسئولين عنها للمحاكمة.
-
- 2. القيام بمظاهرات و الدخول في حالة عصيان المدني أسوة بغيركم من الشعوب كاللبنانين و غيرهم و ذلك حتى يحدث أنفراج أزمة الكرامة المزمن و التي فقدت منذ حدوث ذلك الأنقلاب.
-
- 3. لا نطالبكم بأن تكلفوا أنفسكم ما لاتطيقون من الدخول في مواجهات و غير ذلك بل نريدكم الأستمرار بالمطالبة و الكتابة بصورة مكثفة إلى كل المنظمات الدولية.
-
- 4. المطالبة بالحرية السياسية و حرية اتملك و الحريات الشخصية و حرية الثقافة و الكتابة و الصحافة.
-
- 5. المطالبة بإستقلالية القضاء و إلغاء القوانين الاستثنائية و تفعيل دور المحاماة دون وصايا.
-
- 6. المطالبة بتحسين ضروف المعيشة من زيادة في المرتبات و صرفها في وقتها و توفير المسكن الصحي اللائق دون الحاجة إلى التعامل بالربا.
-
- 7. إصلاح البنية التحتية و الأرتفاع بالمستوى الخدمات التعليمية و الصحية و غيرها.
- 8. عليكم بالتمسك بدينكم الذي ضحى من أبنائكم من أجله فقد دفعتم ثمن هذه السلعة المباركة غالياً فلا ينبغي لكم التفريط فيها بسهولة.
يا أهلنا في كل مكان من وطننا الحبيب:-
إننا نحب نصرة دينكم فأنطلقوا لإسترداد كرامتكم فامضوا لنيل حقوقكم و انتقاماً لأبنائكم الشهداء و لا تخشوا الموت إذ لن تموت نفساً حتى تستكمل رزقها و تستوعب أجلها.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته