30/5/2006
منظمات أوكسفام و’Plan International’ وإنقاذ الطفولة واليونيسف والرؤية العالمية وغيرها تطلق نداء مشتركا لجعل الأطفال في محور جهود العلاج والبحث والاستثمار في مجال مكافحة الإيدز
نيويورك، 26 أيار/مايو 2006 ـ يذكر تقرير أصدرته اليوم سبعة من أبرز منظمات حقوق الطفل في العالم أن من بين الأطفال الذين هم في حاجة إلى علاجٍ ضدَّ فيروس نقص المناعة البشرية طفل واحد من عشرين يحصل حاليّا على الدواء. وقد أصدرت الحركة العالمية من أجل الطفل نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي لكي يقر بأن الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز لهم الحق في الحصول على علاج من أجل إنقاذ حياتهم والقضاء على الوباء.
وقال السيد دين هيرش، رئيس الحركة العالمية من أجل الطفل ورئيس المنظمة الدولية للرؤية العالمية، “إن عدم وجود علاج معناه فرض حكم بالإعدام على ملايين من الأطفال. فبدون علاج سيموت معظم الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية قبل أن يبلغوا سن الخامسة. وهؤلاء الأطفال لا يحصلون على علاج لأنهم غائبون عن جدول الأعمال العالمي بشأن الإيدز”.
ويكشف تقرير الحركة العالمية من أجل الطفل، الذي يحمل عنوان ‘إنقاذ الأرواح: حق الأطفال في الحصول على علاج لفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز’، أنه على الرغم من وجود حاجة ماسة إلى توفير علاج ملائم للأطفال، قليلة هي الأدوية التي تأتي في تركيبات ميسورة التكلفة ومناسبة للأطفال، بينما يستمر تركيز استحداث الأدوية الجديدة على الكبار أساساً. (يمكن الاطلاع على نسخة كاملة من التقرير على الموقع التالي: http://www.gmfc.org ).
وقالت السيدة أن م. فينمان، المديرة التنفيذية لليونيسف، “إن الأطفال هم الوجه الخفي لفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز. فقد شهد ملاين منهم العالم ينهار من حولهم بسبب هذا المرض، بحيث فقدوا والديهم ومدرِّسيهم وشعورهم بالأمان وبالأمل في المستقبل. وكثيراً ما يتعرض الأطفال المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية وبالإيدز للتمييز ويواجهون عقبات هائلة. علينا أن نفعل كل ما بوسعنا، من خلال تعزيز الشراكات بين الحكومات والمانحين والوكالات الدولية والقطاع الخاص، لنكفل توفر ما يلزم من الأدوية ومعدات التشخيص والموارد لعلاج الأطفال”.
ومع أن غالبية المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية هم من الكبار، يمثل الأطفال المصابون عدداً هاما ممّن يحتاجون إلى علاج عاجل. يعيش أكثر من 90 في المائة من الأطفال المصابين في إفريقيا جنوب الصحراء وبالكاد تتوفر لديهم فرص لتلقي العلاج. رغم ذلك، حسب التقرير، يمثّل هؤلاء الأطفال حافزا ماديا ضئيلا بالنسبة لصانعي الموادّ الصيدلية خاصة في المناخ الحالي لصناعة الأدوية المتّسم بالجري وراء الربح. لهذا، لا يزال العلاج المضاد للفيروسات الرجعية في تركيبة ملائمة للأطفال شبه منعدم في البلدان النامية رغم وجود حاجة أكيدة إليه.
وتشير التقديرات حتّى شهر حزيران/يونيه من عام 2005 أن أربعة ملايين طفل تقريبا هم بحاجة إلى دواء’الكوتريموكسازول’ وهو مضاد حيوي موجود على الأسواق ولا تتجاوز تكلفته 0,03 دولار يومياً لكل طفل. وهذا المضاد الحيوي يقي المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والرضّع الذين ولدتهم أمهات مصابات بالفيروس ربما دون علمهنّ من إلتهابات قد تكون مميتة. كما يمكن أن يؤدي إلى تأخير ظهور بوادر المرض والحاجة إلى العلاج المضاد للفيروسات الرجعية.
ويدعو تقرير الحركة العالمية من أجل الطفل إلى اتخاذ خطوات محددة من بينها ما يلي:
تطوير اختبارات تشخيصية بسيطة وميسورة التكلفة وجعلها متوفّرة للجميع.التشجيع على البحث والتطوير من أجل التوصل إلى علاج خاصّ بالأطفال.
النهوض بنظم الرعاية الصحية في البلدان النامية من أجل تحسين نظم الإمداد بالأدوية. تحديد أهداف للعلاج الخاص بالأطفال.
في حين يمكن إنقاذ العديد من الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية من خلال مدّهم بالعلاج المناسب، تبقي الوقاية من العدوى أمرا جوهريا. ووفقاً للتقرير، يصاب 90 في المائة من الأطفال بفيروس نقص المناعة البشرية نتيجة للفشل في منع انتقال العدوى من الأم إلى الطفل في المقام الأول.
وقال تشارلز ماك كورماك، رئيس فرع الولايات المتحدة الأمريكية لمنظمة إنقاذ الطفولة، “نحن نعرف كيف يمكن أن نحدّ من انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل بصفة ملحوظة. ولكننا نحتاج إلى المزيد من الموارد العالمية لنشر هذه البرامج على نطاق أوسع ولجعلها في متناول النساء اللواتي هنّ في حاجة إليها”.
ويستشهد التقرير بأدلة تبين أن تقديم مجموعة كاملة من خدمات الوقاية لمنع انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل يمكن أن يُخفِض خطر انتقال العدوى إلى أقل من 2 في المائة. حاليا أقل من 10 في المائة من بين النساء الحوامل المصابات بفيروس نقص المناعة تحصلن على علاج لمنع انتقال العدوى إلى أطفالهن.
لقد تحقق قدر كبير من التقدم في علاج فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز منذ اكتشاف الفيروس قبل 25 عاماً، ولكن الأطفال لم يحضوا بالاهتمام الكافي طوال ذلك الوقت. والأطفال المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز لهم الحق في الحصول على علاج ورعاية؛ ولكنّهم سيبقون محرومين من حقّهم هذا إذا لم يتمّ الترفيع في التمويلات بصفة ملحوظة.
وقال السيد هيرش، متحدثاً باسم الحركة العالمية من أجل الطفل: “ما لم يدرك العالم على وجه السرعة مدى تأثير الإيدز على الأطفال فإننا سنفشل في تحقيقالهدف السادس من الأهداف الإنمائية للألفية والمتمثّل في وقف انتشار الوباءبحلول سنة 2015.
وعلاج الإيدز الخاص بالأطفال هو أحد العناصر الأساسية في حملة ‘معاً من أجللأطفال، معاً ضد الإيدز’، وهي شراكة عالمية تهدف إلى الحد من أثر فيروس نقص المناعة البشرية على الأطفال والمساعدة على وقف انتشار الوباء.الحركة العالمية من أجل الطفل تجمع جملة من المنظمات عبر العالم تعمل معالبناء عالم جدير بالأطفال. وقد تمّ تفويض هذه الحركة من قبل المنظمات التالية: البيئة والتنمية في العالم الثالث وشبكة أمريكا اللاتينية والبحرالكاريبي من أجل الطفل وأوكسفام وPlan وإنقاذ الطفولة واليونيسف والرؤيةالعالمية.