19/05/2008

جاء إعلان الرئيس المصري حسني مبارك في كلمته خلال أعمال منتدى دافوس الاقتصادي في شرم الشيخ، أن أحدًا من العرب، لا يستطيع أن يقدم الغطاء لأي اتفاق سلام يهدر حقوق الفلسطينيين ولا يتجاوب مع آمال الشعب الفلسطيني وتطلعات أبنائه شعبه، بمثابة رد عربي رسمي على أي طرح لحل القضية الفلسطينية لا يستند إلى قرارات الشرعية الدولية.

وربما تعد تصريحات مبارك رئيس الدولة العربية ذات الثقل السياسي، ردا غير مباشر على تصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش وخطابه المنحاز إلى إسرائيل في الكنيست، وهو موقف إن صاحبه تحرك ضاغط على الإدارة الأمريكية وعلى المستوى الدولي، يشكل إسنادا ذو أهمية للموقف السياسي الفلسطيني على المستوى الدولي والتفاوضي مع إسرائيل.

أما السعودية ذات الأهمية أيضا، فقد انتقد وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل دعم بوش الصريح لإسرائيل، وقال إن المطلوب هو المساواة في التعامل وليس الانتقائية، وأنه من المهم أيضا تأكيد الحقوق المشروعة التاريخية والسياسية للفلسطينيين بالنسبة إلى القانون الدولي والقرارات الشرعية هذه الحقوق التي يستمر الاحتلال الإسرائيلي في مصادرتها.

لم تبخل أي من الدوليتين بمواقف سياسية داعمة للقضية والموقف الفلسطيني، إلا أن المرحلة الآن تتطلب أكثر من تصريحات، بل تحرك سياسي تجاه المجتمع الدولي وأطراف اللجنة الرباعية الدولية وممثلها في الشرق الأوسط توني بلير، بهدف الضغط على إسرائيل لجهة تطبيق القرارات الدولية والتوصل إلى حل سياسي يستند إلى ما قررته الأمم المتحدة، وتحقيق حل الدولتين، وجعل العام الحالي عام الدولة الفلسطينية والسلام، وذلك لا يمكن أن يتأتى دون تحرك أمريكي ضاغط على حكومة اولمرت التي اعتبرت خطاب بوش في الكنيست دعما لمواقفها وسياساتها الاستيطانية ومواقفها السياسية وتعنتها في المفاوضات.

رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت يريد أي اتفاق ليذهب به إلى انتخابات مبكرة يعيده إلى سدة الحكم في إسرائيل، فيما الشعب الفلسطيني، تكمن تطلعاته نحو تحقيق حلمه بالاستقلال وتقرير المصيري وإقامة دولته.

وما يرجح كفة أي من الإرادتين هو التدخل الخارجي الدولي، الذي يمكن أن يتطور ويتحرك وفقا للتحرك السياسي، فان تحركت الدول العربية سياسيا ودبلوماسيا نحو خلق حالة دولية ترى أن الحل واستقرار الشرق الأوسط لا يكون إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وأن التوصل إلى اتفاق لا يحقق هذا الهدف، لا يمكن للفلسطينيين والعرب أن يقبلوا به،عندها يمكن أن نشهد تراجعا إسرائيليا ميدانيا وسياسيا.

أما إن قرر العرب انتظار الإدارة الأمريكية الجديدة، علها تكون اقل انحيازا إلى إسرائيل، فان ذلك يعني انتظارا جديدا والبدء من نقطة الصفر مع الرئيس الجديد، الذي يحتاج إلى وقت حتى يلتفت إلى القضايا السياسية خارج حدود الولايات المتحدة