13/2/2007
تعرب منظمة “هــود” عن أسفها لخضوع مجلس النواب لضغوط للتراجع عن ما وعدت به هيئة رئاسة مجلس النواب من تشكيل لجنة تحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها أهالي الصفة ورعاش من قبل شيخ مملكة الجعاشن. كما تدين”هــود” محاولات تسييس هذه المأساة اللاإنسانية وتصوير الضحايا على أنهم معارضين وأن القضية ورائها أغراض سياسية في حين الضحايا منتمين للحزب الحاكم وذهبت أصواتهم له وفقاً لنتائج الانتخابات الرئاسية والمحلية والتي اعتبرت في حينه صناديق الانتخابات في تلك العزل صناديق ذهبية لكونها ذهبت بالكامل للحزب الحاكم ومرشحيه. كما تؤكد “هــود” أن موقف مجلس النواب بالاكتفاء بتحرير رسالة للنائب العام ووزير الداخلية تطلب التحقيق في القضية يعد إجراء غير كاف ولا يتناسب مع حجم المأساة وبشاعتها وعدد ضحاياها ويكشف عن لا مبالاة بحقوق المواطنين عندما تنتهك من قبل نافذين.
وإذ تقدر “هــود” سلفاً الجهود التي يمكن أن تبذل من لجنة المتابعة التي كلفت من هيئة رئاسة المجلس فإنها تستغرب رفض نائب رئيس مجلس النواب تشكيل لجنة تحقيق وفقاً لما سبق الإعلان عنه يوم أمس.
كما تستغرب “هــود” التعامل الانتقائي مع القضايا حيث في ذات الوقت الذي تم فيه تكليف لجنة تحقيق من مجلس النواب لتقص الحقائق بشأن مقتل المواطن الشعبي – وهو إجراء صائب نؤيده كحق للضحية وأولياء الدم والمجتمع- عرقل الشيخ اللواء يحيى الراعي نائب رئيس مجلس النواب تشكيل لجنة تقص حقائق في الانتهاكات التي قام بها شيخ الجعاشن ضد أهالي عزلة رعاش والصفة بذريعة تناول قناة الجزيرة للقضية وبثها تقرير إخباري حول الواقعة مما يعد عقاب للضحايا لتعبيرهم عن رائهم وإرهاب للمواطنين من الحديث لوسائل الإعلام وتضيق لحرية الصحافة والحق في التعبير.
كما تعتبر “هــود” عرقلة تشكيل لجنة التحقيق وحصرها في لجنة لمتابعة وزير الداخلية والنائب العام تعطيل لوظائف المجلس ومهامه في حماية حقوق وحريات المواطنين وجعل مجلس النواب برلمان للحزب الحاكم لا برلمان الشعب. ومع رفض “هــود” للسياسة ربط تحرك البرلمان على ضوء ولاءات وانتماءات الضحايا فإننا نطالب برلمان الحزب الحاكم بفرز الضحايا على أساس انتماءاتهم السياسية والانتصار على الأقل لمن ينتمون للحزب الحاكم وإذا وجد بينهم شخص او أكثر ينتمون للمعارضة أو مشكوك في ولائهم فيتركوا للشيخ الجعاشن يستبد بهم كيف يشاء ومتى يشاء.
أن وظيفة مجلس النواب أن يبادر للتصدي للانتهاكات وحماية حقوق وحريات المواطنين ودمائهم وأعراضهم قبل إهدارها لا أن يقف مكتوف الأيدي حتى يسقط الناس قتلى ليكلف نفسه عناء مناقشة القضية أو تشكيل لجنة للتحقيق فيها فهل المطلوب من الضحايا أن يسقطوا قتلى حتى يتكرم نائب رئيس البرلمان بتشكيل لجنة تقصي حقائق كما حصل في ذات اليوم في قضية مقتل الشعيبي تحت التعذيب.
وفي الوقت الذي تقدر “هــود” جهود الشرفاء وعلى رأسهم رواد الحرية من بعض أعضاء مجلس النواب في الحزب الحاكم والمعارضة الذين ارتفعت أصواتهم للمطالبة بأنصاف ضحايا شيخ مملكة الجعاشن ممن لم يجعلوا من أنفسهم رقيقاً للحزب الحاكم أو شهود زور في أحزاب المعارضة فإن “هود تدين موقف الاحزاب السياسية في المعارضة والحكم لتواطؤها وصمتها أما شماته لكون الضحايا انتهكت حقوقهم من قيادة حزبهم الذين انتخبوها وصوتوا او تجاهلاً لكون الجاني ذو نفوذ وجاه ومال.
كما تعبر “هــود” عن تقديرها للرواد الحرية في وسائل الإعلام المختلفة الذين كانوا في الصف الأول في هذه القضية وغيرها من القضايا في حين تواري قادة الأحزاب السياسية وراء عجزهم بذريعة أنهم لن يتخذوا موقفاً حتى لا تسيس القضية وتصادر حقوق الضحايا بسبب رفض أحزاب المعارضة لتلك الانتهاكات .
وحيث أن هذه ليست أول قضية يتم التعامل معها على ذلك النحو المخزي والمخجل من الحزب الحاكم والإعلام الرسمي وأحزاب المعارضة وحيث أن سلطات الدولة صارت تتعامل مع القضايا على أساس انتماءات الضحايا وتصنيفهم السياسي أو المخابراتي.
فإن “هــود” تدعوا لإلغاء الاحزاب السياسية حتى لا يتعرض الناس للعقاب وتتعرض حقوقهم وحرياتهم للعبث بسبب الاشتباه في انتمائهم السياسي.
ولأن الانتماء السياسي بذلك التعامل يصبح جريمة يدفع ثمنها المواطن في الوقت الذي كان يعتقد أنه يمارس حق دستوري ويقوم بواجب وطني. والله من وراء القصد،،،