1/11/2007
ليست قضية المتوكل المختطف في خولان لأكثر من ثلاثة شهور وما زال مختطفا .. وليست قضية
“الرعوي” قتيل البحث الجنائي .. هذه المرة من العدين حيث سطوة المتنفذين وغياب الدولة، فقد تعرضت قرية السحة مطلع هذا الأسبوع لحصار مسلح من قبل الشيخ “م، ح” وأتباعه ونتج عنه أضرار كبيرة بين المواطنين.
صباح الاثنين الماضي كانت “الصحوة نت” ضمن عدد من الصحف زارت المنطقة المحاصرة التقت الأهالي رصدت مأساتهم وعايشت جزء من وضع ذلك الحصار.
لحظة وصولنا لم نجد حيوية الريف المعتاده عن القرى فنحو 200 نفس من الأهالي لاذو بيوتهم، الصمت يخيم على المكان والقرية أشبه بطفلة مذعورة تتشبث بصدر “جبل السحة” والجبل أشبه بمن يدفعها عنه فعدداً من اتباع الشيخ يتمترسون بقمته وعلى قمم الجبال والتباب المقابلة والمحيطة بالقرية وقطعوا الطريق المؤدية من وإلى القرية.
بعيون مرعوبة استقبلنا أهالي القرية كما لو كنا منقذوهم ومخلصوهم من عنت الحصار وسطوة النفوذ، بضجيج المفزوعين يحاول الأهالي – مرة واحدة – شرح ما تعرضوا له، كل واحد يحاول جذبنا إليه باتجاه منزله ومن أصيب من أسرته.
وأنت تتجول في بيوت القرية تلحظ تقيد المواشي في اسطبلاتها, وحين تسأل لماذا هي في اسطبلاتها يقودك الأهالي لترى بأم عينيك عدد منها نفقت، ركام صخور يقول أبناء القرية بأن أتباع الشيخ المتمترسين في الجبل ألقوها على الحيوانات، ويحدثك عدد من الأهالي عن أبقار وأغنام كانت له قبل أن يسلبه إياها الشيخ، واحد منهم هو “أحمد حاتم” 50 عاماً ، تمكن باسترداد بقرتيه بأمر قضائي بعد عام على اغتصاب الشيخ لها كسلوك مألوف وغير جديد بالنسبة لمتنفذين العدين.
تقودنا الطفلة أوسان عبدالله قاسم في اتجاه أحد مخارج القرية وتشير باصبعها باتجاه الجبل تقول أنهم هناك، منهم يا أوسان؟ تقول أصحاب الشيخ هي في المستوى الخامس من تعليمها الأساسي ومثلها عمر عبدالعزيز المستوى الرابع وأديبة وكل أطفال القرية منحهم الحصار من الذهاب إلى المدرسة مدرسة الأنوار، وجدناهم ومعهم كتب المدرسة في فناء أحد بيوت القرية في انتظار وعد الأمن بفك الحصار عن القرية ليتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة.
أكثر من ثمانية منازل تعرضت للرصاص وأحجار فارضي الحصار، وجريح واحد هو طه أحمد هزاع،
سقط عشية الحصار – مساء الأحد الماضي – برصاص أحد أتباع الشيخ كما يقول والده، وبسبب الحصار المفروض لم يتمكن الأهالي من إسعاف طه إلا بعد عصر الاثنين الماضي بعد تدخل الأمن ونقله إلى أحد مستوصفات مدينة العدين بحسب مصادر أمنية لـ”الصحوة نت”.
من لم يصبه رصاص الحصار لم يفلت من الصخور والأحجار التي يلقيها أتباع الشيخ من أعلى الجبل على قاعدة “من تعلى رجم” محمود قاسم لطف 60 عاماً لا يزال يأمل في الحصول على وسيلة وفرصه لنقل زوجته وابنته إلى المستشفى بعد أن تعرض للإصابة بالأحجار ولم يستطع سقف سيتهم البسيط من حمياتهما.
ويرفض أتباع الشيخ السماح لهم بمغادرة القرية أو الدخول إليها فالطريق مقطوعة إلا للغرباء وأهالي القرية المخلصين للشيخ.
ومن أراد أن يجازف من أبناء القرية فعليه أن يلاقي ذات المصير الذي لاقاه أحمد مرشد قايد 40 عاماً، يقول مرشد لدى عودتي من مدينة العدين وقبل علمي بقطع الطريق وعلى مقربة من القرية استوقفني أتباع الشيخ أخذوا مني كل ما لدي من بضاعة حتى الحضروات والدجاجة وما تبقى لدي من فلوس، ثم “حصبوني” بالحجارة، اضطررت العودة إلى مدينة العدين أبلغت إدارة الأمن لكنهم رفضوا أن يأخذوا أقوالي وطلبوا مني أن أغادر أو أن يحبسوني، فعدت متخفياً ليلاً إلى القرية، حين نساءل مرشد لماذا يفرض الشيخ عليكم الحصار يقول لك بعبارة ممهورة بزفرة : يشتي يستعبدنا نسلمه حقنا أو يهيننا.
كأكثر مناطق العدين لسطوة المتنفذين مع عامة الناس تاريخ مرير وقصص واقعية من المأسي تصل حد
تعبير حمود قاسم لطف 60 عاماً : نحن سمعنا بالثورة لكن لم نعرفها، ما عرفنا إلا الأمام أحمد والشيخ وبس.
من خلال كلام الحاجة “تقية” تبين لنا أنها حاولت منع الشيخ وأتباعه من العبث بمزروعات ولدها المغترب – يومها – لكنها في نظر الشيخ كانت عديمة المقاومة إذا تكفل بها أحد أتباعه أمسكها ثم دفعها إلى “الساقية” بعدما حملها أحفادها مكسورة الكتف ومن يومها لزمت الفراش كما وجدناها.
للسلطة المحلية والأمن مع أبناء القرية فصول من الخذلان والرضوخ لنفوذ الشيخ كما هو معتاد في م/ العدين وما جاورها.
يقول أحمد مرشد بعد أن رفضت طلب مني الشيخ أن أعمل له شراكه في أرضي تعرضت لإطلاق الرصاص فذهبت إلى أمن العدين أبلغهم لكنهم حبسوني 27 يوم حتى جاء الشيخ بنفسه وأخرجني من السجن وقال لي : أنا أدخلكم السجن بنفسي وأخرجكم من السجن، فيما عبدالله الحاج لا يزال لأكثر من شهرين في النيابة يطالب الشيخ بالحضور لإنصافه من اعتداءه على منزله ومزروعاته ورغم صدور أوامر من النيابة بإحضاره لكن الأمن لم ينفذ أوامر النيابة إن لم يكن الأمن متساهل وراضخ لنفوذ وسطوة الشيخ.
أثناء تواجدنا في القرية وقبيل المغادرة وصل أحد أطقم الأمن فجأة تحرر الناس من بعض خوفهم استقبله الكبار والصغار وكان المنظر بمن يلوذ بركن رشيد رغم تجربتهم المريرة مع إدارة الأمن، ترجل أفراد الطقم يقودهم ضابط بلباس مدني “عبدالملك العمري” مسئول البحث الجنائي في العدين، “العمري” ومن لحظته الأولى تمكن بفراسته من تحديد أدوات الجريمة إنها كاميرا الصحفيين، حاولنا تعريفه بنا لكنها أبى ومن فوره أصدر توجيهاته لأفراده بانتزاع الكاميرا بالقوة، وكان مراسل الوسط الزميل عادل عمر أن يتعرض للاعتداء لولا تدخل مشكور من مدير عام أمن محافظة إب، العميد دكتور عوض يعيش، بعد اتصالنا به لحظة ما لامشطلة ، المشكلة التي هي في نظر العمري قيامنا بتصوير أحد جدران منزل تعرض للتخريب من قبل أتباع الشيخ، وعلل العمري في مكالمته لمدير الأمن بأننا صورنا الجدار قبل أن يتخذ إجراءاته اللازمة، لم نعرف ما هي تلك الإجراءات إلا بعد أن تأكد لنا لاحقاً أن العمري رفض تدوين شهادة عدد من الشهود في قضية حصار القرية وهو يحاول نقل أحد جرحى الحصار من المستشفى إلى السجن، كما قام بسجن والد الجريح وعدد من قدموا إلى إدارة الأمن لإبلاغ الأمن بالحصار الذي فرض عليهم.
الى ذلك نظم فريق “هود” بمحافظة اب رحلة لعدد من مراسلي الصحف الي مكان الحدث وذلك قبل وصول قوات الأمن وفي بيان صدر مساء الاربعاء اكد ان فريق المنظمة قد رصد العديد من الانتهاكات واعتبر مايحدث لابناء قرية السحة وماجاورها يعد مجازر حقوقية جماعية تتنافى مع مبدأ المواطنة المتساوية ومن شأن السكوت عليها احداث شرخ داخل النظام خصوصا مع سكوت وتستر مدير عام مديرية العدين على افعال الجناة ومنهم الشيخ المذكور الذي يشغل حاليا في المجلس المحلي بالمديرية رئاسة لجنة الخدمات وتواطئه مع الشيخ بقيامه بحبس كل شاكي اليه بعد ان كان الشيخ يحبس في سجنه الخاص جوار دار النقيل
واعتبر البيان الجرائم التي ترتكب بحق المواطنين تعتبر من الجرائم الجسيمة كتشكيل عصابة مسلحه للاخلال بالأمن الداخلي وانتهاك حقوق وحريات المواطنين وغير ذالك من الافعال التي ستكشفها التحقيقات كما انتقد البيان قيام البحث الجنائى بالمديرية بحبس المجني عليهم امثال عبدالله قاسم الحاتمي وعبدالفتاح عبدالعزبز واحمد هزاع غالب كما قصر مدير البحث الجنائي اثناء خروجه في عدم القاء القبض علي جميع الجناه وامتنع عن سماع الادلة رغم التوجيه الصادر من مدير امن المحافظة كما قام باطلاق الشيخ الحذيفي من حجزه مع كونه جهة ضبط ولا يملك حق الافراج الممنوح قانونا للنائب العام ومن يخوله قانونا .
واختتم بيان فريق “هود” بمحافظة اب بالمطالبة وبشده باعادة الشيخ المذكور الي الحجز والقاء القبض علي بقية الجناة ومحاسبة مسئولي المديرية واتخاذ ما يلزم بشأنهم