29/1/2008
أعلن اليوم بصنعاء عن المنظمة الوطنية لمناهضة التعذيب والاعتقال خارج القانون, وأختير الدكتور أبوبكر السقاف رئيساً للهيئة الإستشارية, وضمت في عضويتها ناشطين حقوقيين وصحفيين وأعضاء مجلس نواب في عدد من المحافظات اليمنية.
وكشف علي الديلمي المدير التنفيذي للمنظمة للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية عن وجود أكثر من
900 معتقل خارج إطار القانون, وقال في كلمته خلال حفل الإشهار نظمته صباح اليوم الاثنين” المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية، منظمة التغيير للدفاع عن الحقوق والحريات، المنتدى الاجتماعي الديمقراطي، وصحف النداء ويمن تايمز والبلاغ والمستقلة” إن الهدف الأساسي لهذه المنظمة هو القيام بحملة شعبية للتحرك الإنساني بشكل سريع وجاد للضغط على السلطة للإفراج عن هؤلاء المعتقلين الذين طالت مدة اعتقالهم لأكثر من عام دون إحالتهم للقضاء واستعرض الديلمي معاناة المعتقلين وما يتعرضون له من تعذيب ممنهج – حد قوله.
سامي غالب رئيس تحرير صحيفة النداء المشاركة في حملة مناهضة التعذيب والاعتقال انتقد بعض المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان على التعامل الانتقائي مع بعض قضايا الاعتقال والانشغال بأجندات لا تلبي متطلبات الواقع اليمني، داعياً “لأن تقوم على فكرة المواطنة المتساوية وعدم التمييز بين الضحايا” مشيراً إلى أن بعض المنظمات تتعامى عن عذابات ومعاناة فئات من الناس وتتعامل بشكل انتقائي كتعامل السلطة.
وقال خلال كلمته” نريد منظمات تتسامى عن المناطقية والعنصرية والحزبية والمذهبية”.
ولفت غالب إلى ما يعانيه الباعة المتجولين على أيدي أجهزة الأمن المختلفة حيث يعتقل يومياً العشرات منهم في أماكن احتجاز غير قانونية. ووعد غالب بتخصيص مساحة أوسع في صحيفتة لذات القضايا.
وشبة الكاتب الصحافي عبدالكريم الخيواني “جمع اليوم الذي ضم عدداً كبيراً من الناشطين في مجال حقوق الإنسان بمثابة حلف فضول”, وفيما أشاد الخيواني بحركة الاحتجاج السلمي في المحافظات الجنوبية الذي يشكل بداية وعي يمني جديد بالحقوق, قال “إن هذا الوعي لم يتأصل بعد في المحافظات الشمالية حيث نفتقد لروح التضامن الحقيقي تجاه المعتقلين”.
ودعا الخيواني “الإخوة في المحافظات الشمالية إلى رفض الاستكانة والذل عن فساد واستبداد يحكم منذ ثلاثين عام.
من جهته قال محمد مفتاح ناشط حقوقي ومعتقل سابق على ذمة أحداث صعدة “إن إنسانية الإنسان اليمني أصبحت مسحوقة إلى أدنى مستوى بدءً باضطهاد ومضايقة الباعة المتجولين وأصحاب البسطات مروراً بتجارة وتهريب الأطفال وليس انتهاء باعتقالات الناشطين السياسيين والحقوقيين والصحفيين وأصحاب الرأي وغيرهم, متعجباً أن نصل إلى هذه المرحلة وإلى هذا الواقع المؤلم.
واستعرض خلال حديثه معاناة عدد من السجناء ممن رافقهم أثناء سجنه وما تعانيه أسر المعتقلين من هم وغم ونكد. من جهته دعا المحامي والناشط الحقوقي في منظمة هود عبد الرحمن برمان إلى إطلاق حملة شعبية في مختلف المحافظات لمناهضة التعذيب والاعتقال خارج القانون ورصد حالات الانتهاكات والتعذيب وتوثيقها وفضحها ومن ثم رفع الدعاوى القضائية ضد المنتهكين والتواصل مع كافة المنظمات المعنية بحقوق الإنسان في الداخل والخارج في هذا الشأن.
كما دعا المحامي برمان في السياق ذاته إلى تشكيل لجنة للدفاع عن المعتقل أحمد بن معيلي باعتباره أول مواطن يمني تسحب منه الجنسية اليمنية, وتطرق إلى معاناة المعتقل بن معيلي الذي يقبع تحت أقبية الأمن السياسي والقومي منذ حوالي عشر سنوات وما تعانيه أسرته في القاهرة حيث لا معيل لهم.
وشدد النائب فؤاد دحابة على ضرورة توعية المواطن بحقوقه وتعميق الوعي لديه معبرا عن أسفه لقبول المواطن ورضاه بالظلم, “بل الأدهى إن هذا المواطن لا يشعر أنه مظلوم – حد قولة.
وحث دحابة على استمرارية الفعاليات والاعتصامات المطالبة بالحقوق حتى تحقق نتائجها المرجوة, معلنا عن إنظمامة لهذه المنظمة وبذل ما في وسعة لمناصرة القضايا الحقوقية داخل البرلمان وخارجة.
وتم خلال فعالية تدشين منظمة مناهضة التعذيب اليوم بمقر صحيفة يمن تايمز عرض فيلم وثائقي يحكى معاناة المعتقلين داخل السجون والمعتقلات في عدد من المحافظات اليمنية أغلبهم معتقلين على ذمة أحداث صعدة.
واستعرض المعتقل ياسر الإدريسي أحد سجناء المؤسسة الاقتصادية اليمنية دام قرابة 8 أشهر في سجن المؤسسة معاناته وما تعرض له من ضغوط وإرهاب نفسي, مشيداً في الوقت ذاته بمنظمة هود ممثلة بالمحامي برمان على دورها في الإفراج عن سجناء المؤسسة الاقتصادية وما تلاه من هدم لهذا السجن مطلع العام 2008م, معتبراً ذلك انتصاراً ومكسب لمنظمات المجتمع المدني وعلى رأسها منظمة هود.