16/3/2008

بدأ مرحلة ظلمة بنظرة كراهية ,وحقد لمن حولة, فترجمت نظرته إلى لسانه البشعة, بكلمة نابية, ولعنة آثمة وشتيمة سافلة, تمجها الأخلاق العالية, والفطرة السليمة, فوقعت على نفس مرتعبة, وأخافت النفوس القوية, والضمائر العظيمة, من أن يصبحوا للسانه فريسة.

فتقرب منة أفراد, فعد لهم العتاد, وكتب أوامره على العباد, ومن يرفض أو يعارض, يهاجر من البلاد ,تاركا له أرضة التي يمتلكها والذي ورثها عن أبية وجدة,ومأواه الذي ولد فيه ,وترعرع و شب علية ,وهدأت واطمأنت له نفسه .

وإذا رفض الهجرة, وأصر على عدم الخنوع, أمر بضربة و أهانته وإحراق سكنه وأرضة وتزوير أوراقة وإدخاله قفص الاتهام, والزج به في سجن مظلم مخيف مرعب.

وإذا ما هب و أستنجد بالدولة !! فله أعوان, يبيعون الغالي بالداني, والباقي بالفاني, ويشهدون أن هذا مجرم قد كان من أمرة وكان!! شهادة زور و يمين غموس.

واذا ما عاود الكرة, وكان له أعوان : فأن مصيره قد يكون محتوم ,إما في قعر بئر معطلة أو في سجن مشيد…!!
وغرر على أعوانه ومن كان معه بإرساء دعائمه, بالوعود الزائفة, والكلمات الخاسرة, بأنني سأكون لكم أبا وانتم أبناء ! حتى تمكن واستوثقت حلقات استبداده وظلمة, نظر إليهم كما نظر إلى من سلطهم عليهم, ثم نبذهم.

فلم يراعي صديق ولا رفيق ممن كانوا معه ,ونسي الأديب الأدب وقول الشاعر :-

سلام على الدنيا إذا لم يكن فيها صديق صدوق صادق الوعد منصفا
ولم يستبق من الذين كانوا معه :إلا كل سيء ظالم ,شاهد زور, كذاب خنيع, قبيح المنظر, خبيث الجوهر.
فطغوا في البلاد ,فأكثروا فيها الفساد, وصبوا على الناس سوط عذاب, وقالوا:
الشيخ لكم بالمرصاد.
وإذا ما أنّ من ظلمهم الليل !!
قالوا: أسكت !!
نحن حماتكم وهداتكم.
فطفح الكيل, وبلغ السيف الزبى.
حتى لا يمكن ذكر دولة أو حكومة..!!
لأن الإجابة معلومة :أنا الدولة, أنا الحكومة,أنا….., أنا. ….الخ.

فاكفهرت من ظلمة السماء ,وتزلزلت الأرض والبناء ,و قلت الأمطار ,واختفت الزروع والثمار,ونضبت الآبار لما رأت أخذ الأبقار وهتك الأستار من أجل عشر الأعشار.

فصاح صائحهم ,وناح نائحهم, وسار سائرهم إلى رئيس ذو ضمير جياش لما رأوا عدله في الصفة و رعاش ,فارقهم الخوف والارتعاش,و بقوا في مخيم بلا فراش…!!

يفترشون الأرض و يلتحفون السماء ,إلى زوال العناء,و توفير الأمن والرخاء ,والحقوق والسواء, وإزالة الوكلاء والأمناء. فهذا كل ما نريد بلا تهديد,ولا وعد ولا وعيد, ولا بطش ولا تشريد,ولا سجن ولا تقييد.

فابتدأنا بالعقيد ثم العميد, وانتهينا بالوزير ثم المشير,صاحب الرأي السديد,منصف من جاء من بعيد ,بلا أطالة ولا تمديد.