13/3/2008

ينظر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بخطورة بالغة إلى اقتحام مقر وكالة رامتان للأنباء في مدينة رام الله من قبل عناصر جهاز الأمن الوقائي واعتقال أحد الصحفيين العاملين فيها يوم أمس. ويعتبر المركز بأن هذا الاعتداء يندرج في إطار الاعتداء على الحريات الصحفية والحق في حرية الرأي والتعبير، ويشدد على أن الحق في حرية الرأي والتعبير والحق في تداول المعلومات حقوق أساسية يكفلها القانون الأساسي، والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

ووفقاً لتحقيقات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ففي حوالي الساعة 12:00 ظهر يوم أمس الأربعاء الموافق 12 مارس 2008، اقتحم مسلحون من جهاز الأمن الوقائي، برفقتهم ثلاثة ضباط بزي مدني، وكانوا يستقلون أربع سيارات عسكرية، مقر وكالة رامتان للأنباء الواقع في عمارة الوحيدي في حي المصيون بمدينة رام الله. توجه عناصر الوقائي نحو الصحفي نواف إبراهيم العامر، 46 عاماً، ويعمل سكرتيراً للتحرير، وطالبوه بمرافقتهم. طلب الصحفي العامر من عناصر الوقائي إبراز قرار اعتقاله، فأبرزوا قراراً صادراً عن النيابة العامة يقضي بدخول مقر الوكالة واعتقاله ومصادرة ممتلكاته. قام عناصر الوقائي بمصادرة كافة ممتلكات الصحفي العامر الشخصية والمهنية من مكتبه بالإضافة إلى جهاز الحاسوب الخاص بالوكالة. كما اقتحم المسلحون سكن موظفي الوكالة الواقع في العمارة ذاتها، وقاموا بمصادرة كافة الأوراق الموجودة في الغرفة التي يقيم فيها الصحفي العامر، ومن ثم اقتادوه معهم.

وأفاد الصحفي نواف العامر لطاقم المركز، بما يلي:

“… اقتادوني في سيارة عسكرية إلى مديرية الأمن الوقائي في مدينة رام الله، وأخذوا مني كافة المعلومات والبيانات الشخصية، وقاموا بتصويري عدة صور شخصية، ومن ثم نقلوني إلى مقر الأمن الوقائي في بلدة بيتونيا، حيث أخضعوني للتحقيق في ست جلسات كانت تتركز حول البريد الالكتروني الخاص بي وتزويدهم بالرمز السري الخاص بي من أجل الاطلاع على محتوياته، بادعاء وجود مواد تهم الأمن الفلسطيني. رفضت فتح البريد الالكتروني الخاص بي إلا بوجود مدير مكتب رامتان أو نقيب الصحفيين إلا أنهم رفضوا ذلك. وفي حوالي الساعة 11:00 ليلاً وافقت على فتح البريد الالكتروني من جهاز حاسوب خاص، وليس من أجهزتهم، فسمحوا لأحد أقاربي بالحضور إلى المقر وقمت بفتح البريد الالكتروني من جهاز حاسوب محمول خاص به، وقام المحققون بتنزيل كافة المواد والرسائل من بريدي الخاص. وفي حوالي الساعة 4:00 من فجر اليوم الخميس 13 مارس 2008، أفرجوا عني بعد تدخل وكالة رامتان والعديد من الوسطاء على أن أحضر إلى مقر الوقائي مرة أخرى في الساعة 2:00 من مساء اليوم، لاستكمال التحقيق.”

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إذ ينظر بخطورة بالغة إلى اقتحام مقر وكالة رامتان واعتقال الصحفي نواف العامر، وإجباره على الإفصاح ببيانات خاصة، فإنه:

  1. يؤكد أن هذا الاعتداء انتهاك لأحكام القانون الأساسي المعدل لسنة 2003، حيث أكدت المادة (32) منه على أن كل اعتداء على أي من الحريات الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة للإنسان وغيرها من الحقوق والحريات العامة التي يكفلها القانون الأساسي أو القانون، جريمة لا تسقط الدعوى الجنائية ولا المدنية الناشئة عنها بالتقادم.
  2. يشير بقلق إلى تكرار الاعتداءات على الحق في حرية التعبير والحريات الصحفية، ويؤكد على ضرورة توفير الحماية للصحفيين ووسائل الإعلام واتخاذ تدابير لتمكينهم من أداء عملهم بحرية، وذلك تأكيداً على الحق في حرية التعبير والحريات الصحفية.
  3. يؤكد على أن الحق في حرية الرأي والتعبير مكفول بموجب القانون الأساسي والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
  4. يطالب السلطة الوطنية باعتقال المتورطين في هذا الاعتداء وتقديمهم للعدالة.

*************

لمزيد من المعلومات الاتصال على المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة: تليفون: 2825893 – 2824776 8 972 +
ساعات العمل ما بين 08:00 – 15:00 (ما بين 06:00 – 13:00 بتوقيت جرينتش) من يوم الأحد ـ الخميس