15/12/2005

كلمة الاستاذ أكثم نعيسة في حفل تكريمه بمناسبة تسلمه جائزة مارتن انلايز في منزل السفير البريطاني بدمشق
نص الكلمة :
اشكر سعادة السفير بيتر ورد على اقامته هذ الحفل في منزله و على حسن استقباله لنا اشكر ايضا ممثلي حكومات الاتحاد الاوروبي و حكومات بلادهم لمساهمتهم في هذا التكريم.

ان هذا التكريم لهو احتفاء بكل المدافعين عن حقوق الانسان في سوريا بما فيهم اعضاء و كوادر لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية و حقوق الانسان في سوريا

ان سوريا بلد لا ينتمي فقط في مجاله الحيوي الى منطقة الشرق الاوسط و المنطقة العربية بل هو ينتمي بصورة عميقة الى فضاء ارحب و اوسع الى الفضاء الاوروبي هذا الانتماء له ما يبرره من المنظور التاريخي على الاقل فهو مؤسس على علاقات تاريخية طويلة المدى بين الشعب السوري و الشعوب الاوروبية انه ارث تاريخي عميق و مشترك مبني على المصالح و الاحتياجات والمشاعر المتبادلة بينه و بين شعوب اوروبا حيث تغدوا اوروبا الحاضنة و البوابة لمرورنا الى العالم الاوسع

الا انني ارى ان سوريا لايمكن لها ان تكون هذا الشريك الذي يمكن له ان يلعب دورا هاما سواء في صنع السلام و الاستقرار و الازدهار للمنطقة اولا و شريكا نديا يلعب دورا طيبا في بناء حضارة العالم مالم تنعم بالديمقراطية ان الديمقراطية باتت احتياجا حيويا لسوريا و شعبها و بات التغيير الديمقراطي مسؤولية جميع القوى الديمقراطية في سوريا و بصورة خاصة القوى اليانعة للديمقراطيين الجدد هذه القوى عليها الان ان تنمو و تتطور لتبني مؤسساتها و قدراتها الذاتية لتصبح بديلا لقوى الاستبداد التي تهيمن اليوم على المشهد السياسي و الثقافي لسوريا و على هذه القوى الجديدة ان تطرح رؤاها الجديدة لمستقبل سوريا المبني على قواعد و قيم الديمقراطية و العلمانية و حقوق الانسان و ان تؤسس لسوريا التي تتعايش فيها جميع الاطياف العرقية و الدينية لمواطنيها بانسجام و تناغم حضاري في بلد تسوده الديمقراطية

ان العمل على الدفاع عن حقوق الانسان و على نشر ثقافة هذه الحقوق لايتم باعتبار ان الانسان بحد ذاته قيمة عليا و حسب وانما ايضا لان تعزيز ثقافة حقوق الانسان و احترام هذه الحقوق بوصفها منظمومة هي جزء لا يتجزأ من المنظومة الديمقراطية وعليه فان نضالنا من اجل حقوق الانسان ما هو في روحه الا نضال من اجل ارساء قيم الديمقراطية و العكس صحيح وعليه فان معالجة ملفات الحريات العامة و حقوق الانسان الاسياسية هو بوابة حقيقية لوضع البلاد على سكة تحول ديمقراطي و نرى ان الافراج عن جميع المعتقلين السياسيين بمن فيهم عارف دليلة رياض سيف وليد البني حبيب عيسى مأمون الحمصي حبيب صالح محمود صارم كمال لبواني وغيرهم هو الخطوة الصحيحة من قبل الحكومة نحو الامساك بزمام مبادرة الاصلاح و المصالحة

الشكر لجميع الحضور