29/4/2008

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الاثنين الموافق 28 أبريل 2008، في بيت حانون، شمال قطاع غزة، وأدت إلى مقتل أم وأربعة من أطفالها، تتراوح أعمارهم بين العام والخمسة أعوام، وإصابة اثنين آخرين من أطفالها بجراح متوسطة.

واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 6:00 صباح اليوم، توغلت قوات الاحتلال معززة بأكثر من 20 آلية عسكرية لمسافة تقدر بحوالي 1200 متر في بلدة بيت حانون. تمركزت تلك القوات فوق تلة الحاووز، مقابل أبراج الندي وعزبة عبد ربه وفي شارع السلطان عبد الحميد، غرب البلدة، وسط إطلاق نار كثيف. وفي حوالي الساعة 8:15 صباحاً، أطلقت طائرة حربية إسرائيلية كانت تساند عملية التوغل صاروخاً باتجاه مجموعة من رجال المقاومة، بالقرب من مسجد عبد الله عزام، جنوب غرب العزبة وعلي بعد أكثر من 1000 متر من منطقة التوغل. سقط الصاروخ علي بعد حوالي 10 أمتار من منزل المواطن أحمد عيد حسن أبو معتق، وأسفر عن إصابة أحد رجال المقاومة بجراح بالغة الخطورة. وبعد أقل من دقيقة تم استهداف نفس المجموعة بصاروخين جديدين سقطا عند باب نفس المنزل مباشرة، مما أدي إلي مقتل أحد أفراد المقاومة ويدعي إبراهيم سالم سليمان حجوج، 20 عاما، فيما دمرت الشظايا باب المنزل المذكور لتتناثر داخله، حيث كانت المواطنة ميسر مطلق أبو معتق، 40 عاماً، وأطفالها الستة يتناولون طعام الإفطار على بعد مترين فقط من الباب، مما أدى إلى مقتل أربعة من أطفالها على الفور، وإصابة الطفلين الآخرين بجراح متوسطة، فيما أصيبت الأم بجروح خطرة، توفيت على إثرها في وقت لاحق. كما أصيب عشرة مواطنين آخرون من المارة بجراح، وصفت ما بين متوسطة وخطيرة.

والأطفال القتلى هم:

  1. مسعد أحمد عيد أبو معتق، عام واحد.
  2. هناء أحمد عيد أبو معتق، 3 أعوام.
  3. صالح أحمد عيد أبو معتق، 5 أعوام.
  4. ردينة أحمد عيد أبو معتق، 4 أعوام.

هذا وما تزال قوات الاحتلال تواصل عملية التوغل، وتقوم بقصف أبراج الندي بقذائف المدفعية وتشن حملة اعتقالات وتفتيش منازل المواطنين في شارع السلطان عبد الحميد، ومنطقة الغزالات القريبة من معبر ايرز، شمال بلدة بيت حانون. وبسقوط هؤلاء يرتفع عدد الضحايا في قطاع غزة منذ بداية العام وحتى لحظة صدور هذا البيان إلى 312 شخصاً، 197 منهم من المدنيين العزل، من بينهم 44 طفلاً وطفلة، و14 من النساء. وبهذا يكون العام 2008 هو الأسوأ من حيث عدد الضحايا مقارنة بالأعوام الثلاثة السابقة لنفس الفترة الزمنية. المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إذ ينظر بقلق شديد إلى هذا التصعيد الجديد من جانب قوات الاحتلال، فإنه:

  1. يجدد إدانته لتلك الجرائم التي تأتي وفقاً لسلسلة متواصلة من جرائم الحرب الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تعكس مدى استهتار تلك القوات بأرواح المواطنين الفلسطينيين، معتبراً أنها أعمال انتقامية وعقاب جماعي للفلسطينيين خلافاً للمادة الثالثة والثلاثين من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب.
  2. يحمل إسرائيل المسئولية الكاملة عن حماية المدنيين الفلسطينيين في جميع الظروف والأحوال. ووفقاً لقواعد القانون الدولي فإن وجود مقاومة مسلحة لا يبرر على أي نحو كان استخدام تلك القوة المفرطة بشكل غير متناسب، وأنه ينبغي التمييز دائماً بين المدنيين وغير المدنيين.
  3. وعليه يدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف تلك الجرائم، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.