8/5/2008

بثلاث تهم وجهت إليه الإساءة لرئيس الجمهورية، والتحريض على العصيان المسلح في مهرجان الراهدة و والتحريض على الانفصال من خلال التضامن مع ضحايا منصة ردفان , قدم الفنان فهد القرني إلى ساحة المحكمة صباح أمس الأربعاء برفقة رجال الأمن الذين تواجدوا بكثافة لدى انعقاد، بينما كان المئات من المحامين والصحفيين والمواطنين القادمين من تسع محافظات من أمانة العاصمة وتعز وعدن وذمار والحديدة وريمة والضالع وإب وحجة قد احتشدوا في ساحة المحكمة لتحيته بالتصفيق والهتاف .

وفي تظاهرة حقوقية وتضامنية غير مسبوقة ، عقدت الجلسة برئاسة القاضي عبد العزيز الورد – رئيس محكمة التعزية الابتدائية – حيث شرعت هيئة الدفاع المكونة من ( 50) محاميا بتقديم المرافعة والدفوع التي خلصت في مجملها إلى “بطلان الإجراءات التي بني عليها الاتهام و عدم صحة الادعاءات أو ثبوتها وانتفاء صفة المدعين، موضحين أن التهم بنيت على إجراءات باطلة وغير قانونية عند الاعتقال والاحتجاز فلقد اختطف القرني في 20 ابريل الماضي بدون أمر صادر من النيابة أو المحكمة وعليه فإن عدم شرعية القبض توجب إبطال التهم المقدمة ومن ثم بطلان كافة الإجراءات المترتبة عليه وكذلك بطلان الحبس الاحتياطي باعتباره أثرا من آثاره .

و طالبت هيئة الدفاع بالإفراج الفوري عن القرني وتعويضه عن الأضرار المادية والمعنوية التي ألحقت به جراء الاعتقال التعسفي ، حينها قرر رئيس المحكمة رفع الجلسة لمدة أسبوعين وتأجيل طلب الإفراج عن القرني إلى ما بعد الفصل في الدفوع المقدمة للمحكمة.

الفنان القرني وبعد انتهاء الجلسة وقف لتحية الجمهور الذي كان يصفق له بحرارة وقال : اليمن الجديد يستحق أن نضحي من أجله ، ونحن هنااليوم لنحاكم الفاسدين ونكشف عورة ما يدعون ، وسنواصل النضال السلمي إلى أن يأتي اليوم الذي سيمثل فيه الفاسدون من عبثوا بخيرات الوطن والشعب في هذا القفص ثم نحاكمهم المحاكمة العادلة ، مؤكدا أن هذا اليوم الموعود حتما سيأتي لا محالة ، بينما اهتزت القاعة بالتصفيق الحار و بهتافات الحاضرين ( بالروح بالدم نفديك ياقرني ) وتجاوب مع هتافهم العشرات ممن تزاحموا على النوافذ وفي فناء الساحة الخارجية ممن لم يسمح لهم بالدخول ورافقوا القرني من قاعة المحكمة إلى شاحنة السجن التي أقلته إلى الحجز .

المحامي الوافي عضو هيئة الدفاع عن القرني قال في تصريح لـ(نيوزيمن) إن النيابة انحرفت عن مسارها الحقيقي وتحولت إلى خصم غير شريف لانزلاقها عن مهامها المناطة بها وتحولها إلى متستر عن جرائم الأمن السياسي الذي اختطف القرني بشكل فاضح للقانون بتقديمها لمذكرة باحتجاز القرني على الرغم من أنها لم تطلع هيئة الدفاع عنها .

من جانبها تساءلت المحامية من عدن (أنمار علي منصور) فيما إذا كان القرني يحاكم بتهمة اهانة رئيس الجمهورية فإن الانتهاكات التي تعرض لها وهذه المحاكمة التي تجري بناء على إجراءات باطلة تمثل أكبر اهانة للدستور والقانون والقضاء .

أما المحامي محمد مسعد العقلة منسق فريق هود بالضالع وعضو هيئة الدفاع عن القرني فقد وصف المحاكمة بالمسرحية والتي ستكون شماعة لإصدار حكم قد تم تحديده سلفا في مطبخ السلطة بدليل مهزلة قرار اتهام النيابة الفاضح واستمرار تمديد الحبس لسجين رأي تحاول النيابة تكييفه كسجين سياسي وهو الكارثة الذي يفضح ما آلت إليه أجهزة القضاء من تردي ، وأضاف : لقد صار بنا الحال في ضل غياب دولة النظام والقانون أن أكثر المعتقلين ومن تنصب لهم المحاكمات هم سجناء رأي في دولة تدعي الديمقراطية وليس متهمون بقضايا الإرهاب كما في كل دول الدنيا ، وهذه هي الطامة !!!.

يذكر أن السجن المركزي بمحافظة تعز ومنذ أكثر من ثلاثة أسابيع صار قبلة لقوافل المتضامنين الوافدين يوميا لزيارة سجين الرأي الفنان الكوميدي فهد القرني من مختلف محافظات الجمهورية، وتعليقا على ذلك قال نائب رئيس فرقة الجند الفنية الأستاذ عصام : ربما أرادت السلطة باعتقال الفنان القرني تنشيط السياحة الداخلية للسجون فلقد بلغ عدد زوار السجن خلال الشهر الماضي أضعاف من قدموا لزيارة قلعة القاهرة الأثرية والسياحية بتعز .