15/12/2005

لا تحسبوه يراعاً قدّ من قصب هذا فم وفؤاد خافق ويد
الجهل , الطائفية , المافيا , خدم الرماد , الفكر الإقصائي , رعاة الموت يضربون الصحافة من جديد , في محاولة يائسة لكسر القلم الحر , وخنق الصوت المعارض الداعي للديمقراطية والإنسانية ,فبعد مسلسل الاغتيالات التي طالت الجسد السياسي والإعلامي , هاهي الأيادي المجرمة تستهدف إحدى أعرق المنابر الصحفية في الوطن العربي ( النهار ) , وهذه المرة بالصحافي الكبير ( جبران تويني ) .

لقد كان وقع الخبر كبيراً على كل أنصار الديمقراطية والفكر المتنور , بينما لا يزال القتلة أحراراً في بحثهم عن ضحية أخرى بعد أن تجرؤوا على الصحافة وهي نبض الشارع ولسانه الناطق , حيث ضاقوا من إمكانية أن تعيش شعوب هذه المنطقة بكرامة وإنسانية وسلام , فهم بعقولهم يريدونها أن تبقى عند حدود مجتمعات قروسطية متخلفة في الفكر والسياسة وكل جوانب الحياة .

نتوقف كثيراً عند ما جرى ويجري , نحن نشطاء حقوق الإنسان في حماه , نعبر عن أسفنا وحزننا الشديد لاستهداف الجسد الصحافي , ونعلن رفضنا لكل أعمال العنف والتصفية الجسدية في مواجهة القلم والكلمة من قبل من لا يفهم معنى الرأي والرأي الآخر , ولغة الديمقراطية وثقافة الحوار , كما نعتبر أن كل الأحرار مستهدفون من قبل وطاويط الليل هؤلاء الذين يعيشون على دماء الأحرار وأبطال الرأي الجريء .

ونقف وقفة تضامنية مع شعب لبنان , ونقدم أحر التعازي للأستاذ ( غسان تويني ) وكل أسرة النهار وسائر الصحف اللبنانية التي فقدت علماً من أعلامها الكبار , وندعو للعمل على وقف مسلسل القتل الذي يحول حبر الصحافة إلى بركة من الدماء .

كما وندعو أنصار الصحافة الحرة والديمقراطية وحقوق الإنسان بأن يجعلوا من يوم ( الاثنين / 19 / 12 / 2005 ) يوماً للوقوف مع النهار وكل صحفيي لبنان الحبيب في محنتهم هذه ضد الإرهاب بلا حدود, فليعلن الإضراب عن الطعام في هذا اليوم كل في مكانه , ليكون يوماً لذكرى جبران تويني في أسبوع على رحيله عنا .

كما ونطالب بملاحقة المجرمين والقتلة ممن يحاولون حجب نور الشمس بأيديهم الملوثة و عبواتهم الناسفة ونقول لهؤلاء :

ديك النهار سيصيح دوماً معلناً فجر الحرية القادم لا محالة على كل شعوب هذه المنطقة .

من نشطاء حقوق الأنسان في حماه