18/12/2008
تعلن الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد)عن تضامنها الكامل مع الصحفي العراقي منتظر الزيدي، الذي ألقى بحذائه في وجه الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال زيارته السرية الرابعة لبغداد، وإذ إننا نعلن وبغض النظر عن أسلوب التعبير الذي اختاره الصحفي، أن ما فعله يعبر عما تختلج به نفوس غالبية الشعب العراقي والشعوب العربية قاطبة، وادانتة واستنكاره للسياسة العدوانية للرئيس الأمريكي بوش تجاه الشعب العراقي، وتقتضي هذه السياسة محاكمته عن كل جرائمه التي أفضت إلى تدمير العراق، وقتل مئات الآلاف من شعبه، وتهجير ما يقارب الربع من أبناءه في الداخل والخارج، كما وجلب إليه الحرب الأهلية، والتقسيمات الطائفية البغيضة، ناهيك عن تسببه في قتل وجرح عشرات الآلاف من الجنود والمرتزقة الأمريكيين. وأخيراً الاتفاقية الأمنية المذلة والمنتقصة من السيادة الوطنية. وإننا نعرب عن قلقنا العميق لتعرض الصحفي وأربعة من زملائه في قناة البغدادية إلى التعذيب والمعاملة القاسية، وهو ما يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان، خاصة وانه يتزامن مع احتفال العالم أجمع بالذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. كما وتستنكر ما قام به رجال الأمن الأمريكيين والعراقيين الذين انهالوا بالضرب على الصحفي العراقي بوحشية، ولازالت السلطات العراقية تتكتم عن المكان الذي اقتادته إليه، سيما وأن الجميع يدرك حقيقة سجل تلك السلطات في تعذيب المحتجزين حتى الموت. إننا وإذ نطالب بإطلاق سراح الصحفي فوراً، لندعوا إلى توفير كل الضمانات القانونية الكفيلة بتأمين محاكمة عادلة والمحافظة على سلامة حياة المعتقل المعرضة للخطر، وتمكين محاموه وذويه من مقابلته ومتابعة أحواله والحفاظ على كرامته وتقديم الرعاية الصحية التي يحتاجها وذلك بعد أن رشح من خلال وسائل الإعلام “كسر” يد الصحفي، كما نطالب بالسماح للجان المتطوعين من المحامين العراقيين والعرب بتولي الدفاع عنه ومتابعة ظروف اعتقاله. وإننا نؤكد على أن ما جرى قد نقل للعالم رسالة واضحة عن رفض غالبية العراقيين للاحتلال الأمريكي، ونعتبر أن ما فعله الصحفي مفهوم في سياق التعبير عن كرامة العراق من جهة والشعور بالإحباط والقهر من جهة ثانية جراء الأوضاع المتدهورة في بلاده وتيتم أكثر من خمسة ملايين طفل عراقي بفعل الاحتلال الأمريكي للعراق، بلد الحضارات العريقة، الذي تحوّل بفعل إدارة بوش إلى مقبرة جماعية، وساحة قتل وانتهاك لأبسط حقوق الإنسان، وتجويع وغياب للكهرباء والماء النقية والأمن والأمان وفرص العمل وتفشي مرض الكوليرا، بالرغم من توفر ثروة نفطية هائلة. الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد) |