8/3/2009
(سامح عودة – فلسطين)
تتقدم الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد) بتهنئة المرأة في مختلف إنحاء العالم والمرأة الفلسطينية بشكل خاص بمناسبة يوم المرأة العالمي الثامن من آذار .
شكلت المرأة الفلسطينية عبر تاريخٍ طويل من العطاء، نموذجاً فريداً، راقياً، يستحقُ الثناء، والتقدير، بحكم الظروف الخاصة التي عاشتها والتي كونت لديها وعياً صقل شخصيتها، وأضاف إلى عقليتها بعداً ذهنياً، تمثل في فتح كل الأبواب المحكمة الإقفال التي كانت مغلقةً في وجهها، وبحنكةٍ عاليةٍ وبإصرار على مواكبة كل جديد ارتقت بنفسها، واستطاعت أن تواجه كل مورثٍ خاطئ، كان يشكل عائقاً أمام طموحها، ويحدُ من استمراريتها، إن الحالة ” الديناميكية ” التي خلقتها المرأة الفلسطينية في المجتمع شكلت أساس النهوض للأجيال القادمة، فمن خلال استعراض لأوراق قرنٍ مضى نلاحظُ بما لا يدعُ مجالاً للشك أنها استطاعت أن تكتبَ بما قدمته من عطاءات، وتضحيات، اسمها على كل ورقة من أوراقه، وفي سائر المجالات، علمية، أدبية، نضالية، سياسية، فهي الأم، والمناضلة، والثائرة، وهي الأكاديمية الجامعية، ووو …. وهي نصف المجتمع الذي لا يمكن الاستغناءُ عنه .. !!
المجتمع الفلسطيني حتى الآن لم يذق طعم الأمان المتوافر في المجتمعات الأخرى بسب الاحتلال الذي مازال َ جاثماً على الأرض، وبالتأكيد عندما نتحدث عن المجتمع الفلسطيني فإننا لا نتحدثُ عن لوحة بيضاء واضحة المعالم، إننا نتحدث عن لوحة، تتداخل فيها الألوان لدرجة أنه لا يمكن الفصل بين اللون والآخر، وتداخل الألوان يجعلك حائراً عند النقطة التي وصلتَ إليها، وحتى لا نغرقُ في التأويل كثيرا فإن المرأة الفلسطينية بحكم تعقيدات الظروف المحيطة بها، ومصاعب الحياة التي أرهقت كاهلها، جعلت من تلك المصاعب سلماً نحو الارتقاء بوضعها، ووضع أسرتها، فكثيراً ما حرمتها الظروف من الزوج، بسبب الاستشهاد، أو الاعتقال، ومع ذلك استطاعت أن تكون أباً وأماً في الوقت نفسه، وأن توفر لقمة العيش للبيت دون أن يمس شرفها وكرامتها، وتتابع مسيرتها التعليمة، فتحصل على أعلى المؤهلات، الأمر الذي انعكس إيجاباً على وضع الأبناء ..
في ذكرى يوم المرأة العالمي نجدد دعوتنا وإلحاحنا للمجتمع الدولي وللقيادة الفلسطينية على ضرورة منح المرأة الفلسطينية حقوقها كاملة سواء أكانت اجتماعية او سياسية أو قانونية ,وغيرها جنبا إلى جنب مع شريكها الرجل كي تتمكن من المشاركة الفعالة في قيام الدولة الفلسطينية في ظل الوضع المأساوي الذي تعيشه جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحقها من قتل وتدمير وتهجير، إضافة للصمت الدولي المطبق إزاء ما يجري للمرأة الفلسطينية على وجه الخصوص والشعب الفلسطيني عامة مع مطالبتنا دوما بوقفة جادة لإيقاف هذا الإجرام الموجه ضد الإنسانية وليس ضد المرأة الفلسطينية فقط.
الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد)
الإعلام المركزي