2/1/2006

احتج اتحاد الصحفيين الدولي، لدى الحكومة التونسية هذا اليوم، على حظرها صفحة الانترنت الخاصة بالاتحاد. ففي الأسابيع المنصرمة، وفي أعقاب قمة المعلومات والتي عقدت في تونس شهر تشرين الثاني، عندما انتقد اتحاد الصحفيين الدولي القيود على استخدام الانترنت، والمضايقات التي تعرض لها نشطاء حقوق الإنسان، فألان: فأن صفحة الانترنت الخاصة بالاتحاد أصبحت غير متوفرة.

فقد صرح السيد/ ايدن وايت سكرتير عام الاتحاد: ” لقد أظهرت الحكومة التونسية مرة أخرى تعصبها الأعمى ضد حرية التعبير واستقلالية الرأي، ولكنهم مخطئون إذا ما اعتقدوا أنهم بهذا العمل سيجعلون الصحفيين يمتنعوا من التعبير عن تضامنهم مع زملائهم في تونس”.

ففي رسالة موجهة للرئيس بن علي، والتي يقول فيها: إن جميع العقبات والمعيقات سيتم إزالتها عن استخدام الانترنت، ما عدا تلك التي لا تتماشى والمعايير الدولية، والتي يفرض عليها قيود مثل، المواقع غير الاجتماعية والتي تتعامل مواقع إباحية وخلاعة للأطفال، وتلك التي تحرض على العنف. فقد قال السيد وايت: ” إن موقع الاتحاد، هو موقع للمعلومات لجميع الصحفيين في مختلف أنحاء العالم، بما فيهم العديد في تونس والدول العربية الأخرى، والذين يبحثون عن معلومات حول التنمية في مناطقهم، والذين يريدون التعبير عن تضامنهم مع زملائهم، مبينا أن موقع الاتحاد متوفر باللغة الفرنسية، والأسبانية، والإنجليزية، وجزء شامل بالغة العربية، وهذا كله يجب ألا يكون خلافيا”.

” لا يمكن أن نستنتج أن السبب الرئيسي وراء هذا الحظر ليس سياسيا، وذلك عقابا للاتحاد الدولي في دفاعه عن حقوق الصحفيين في تونس، ولمواقفها الناقدة للسلطات التونسية”، ففي كلمته أمام قمة المعلومات العالمية، قال وايت: أن المضايقات التي يتعرض لها النشطاء، والقيود التي تفرضها الحكومة على استخدام الانترنت يلقي بظلاله على كامل عملية القمة”.

فقد استأنف لدى الرئيس بن علي؛ على ضرورة الرفع الفوري للحظر عن الموقع، ومكررا مطالبته، بأنه يجب سحب كافة القيود المفروضة على استخدام الانترنت.
والا تفعل، فأن تونس ستعطي مثالا سيئا مرة أخرى للعالم العربي، والذي تتوق فيه الشعوب للحرية والديمقراطية، والدعوة للإصلاح”.

ففي اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد والتي عقدت في سيدني استراليا، بداية شهر كانون الأول العام الماضي، كرر الاتحاد دعمه ومساندته لجهود كلا من منظمة الصحفيين التونسيين ونقابة الصحفيين التونسيين، وهما أعضاء في اتحاد الصحفيين الدولي، والذي يكافح للدفاع عن حقوق الصحفيين في الظروف والأوقات الصعبة، هذا وقد طالب الاتحاد بإعادة إطلاق حملة حرية التعبير في تونس.

حضرة السيد/ فوزي بوزيني المحترم
رئيس منظمة الصحفيين التونسيين- تونس


2-1-2006
عزيزي فوزي؛
أتقدم لك بالاعتذار لعدم تمكني من الاتصال بك لاحقا، بعد اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد والذي عقد في استراليا.

وأود هنا أن أكد لك، أن اللجنة التنفيذية لاتحاد الصحفيين الدولي خصصت نقاشا مطولا ومثمرا حول مسألة دعم ومساندة الزملاء في تونس في مسألة حرية الصحافة.

وبناء عليه فقد قررت اللجنة التنفيذية التالي:
” بذل وزيادة الجهود المبذولة في دعم ومساندة الزملاء في كلا من نقابة الصحفيين التونسيين ومنظمة الصحفيين في جهودهم للدفاع عن حرية الصحفيين.
” بات من المؤكد لدي اللجنة التنفيذية انه يجب دعم ومساندة الجهود المبذولة للدفاع عن حرية الصحفيين، وانه يجب عدم إضعاف حملة حرية التعبير، خاصة بعد انعقاد قمة المعلومات في تونس.
لقد أبرزت اللجنة التنفيذية ودعمت العمل على تحسين الأوضاع الاجتماعية للصحفيين، وبالذات الجهود التي بذلت من قبلكم في دعم ومساندة الصحفيين في إمكانية المراسلة والبث بحرية خلال انعقاد القمة. هذا بالإضافة إلى إبراز دوركم في تبيان المشاكل والمعيقات التي تعترض حرية الصحافة.

وليكن في علمكم، أن اللجنة التنفيذية قررت دعم والأخذ بتوصيتي الخاصة برفع وإنهاء تعليق عضويتكم في الاتحاد، حيث قررت الجنة التنفيذية انه في اجتماعها المقبل سيتخذ قرارا بهذا الخصوص، وسوف يتم التأكيد على هذا القرار في المؤتمر القادم للاتحاد والذي سيتم عقده في موسكو عام 2007.

فقد بت أؤمن أن هناك تنامي وتصاعد بالاعتراف بالجهود المبذولة لتحسين الأوضاع والظروف الاجتماعية والمهنية لنقابة الصحفيين التونسيين. حيث أنني أوضحت ذلك في تقريري، وانه بات واضحا أن اللجنة التنفيذية تثمن عاليا جهودكم في هذا المجال.

على الرغم من هذا كله، فان المشكلة الوحيدة المتبقية هي حظر صفحة الاتحاد التي أخبرتني بها، حيث انه تم هذا اليوم مراسلة ومخاطبة رئيس الجمهورية .

وفي الختام، أود أن أتقدم لك ولزملائك بعظيم الشكر والامتنان على لطفكم ومساندتكم خلال زيارتي لكم. وأنني مؤمن أننا على الطريق الصحيح لخلق تضامن جديد معكم في تونس، وأننا سنواصل دعمكم لإحداث التغيير الايجابي والمستدام.

مع أطيب الأمنيات؛


ايدن وايت
سكرتير عام اتحاد الصحفيين الدولي


موقع اتحاد الصحفيين الدولي
http://www.ifjmed.net/