17/4/2008
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائمها في الأراضي الفلسطينة المحتلة، وبلغت ذروتها في تعمد قصف طاقم صحافي، ما أسفر عن مقتل المصور الصحافي فضل صبحي شناعة، (23 عاماً). وبلغت حصيلة القتلى في العمليات الحربية، التي استهدفت المناطق الشرقية من قرية وادي غزة (جحر الديك) ومخيم البريج (13) قتيلاً من بينهم (8) أطفال، وحسب تحقيقات المركز فإن جميع القتلى من المدنيين.
وتشير تحقيقات المركز إلى أن أطقم الصحافيين توجهت لتغطية التوغل الإسرائيلي الذي استهدف المنطقة الشرقية من قرية جحر الديك، حيث توقف الصحافييون على الشارع الرئيس المؤدي إلى القرية، المتفرع من شارع صلاح الدين إلى الشمال من وادي غزة، على بعد حوالي (200) متر إلى الشرق من طريق صلاح الدين، وحسب تحقيقات المركز وإفادات عدد من الصحافيين، فإن المصور الصحافي شناعة، يرافقه مساعده وفا يونس أبو مزيد، (25 عاماً) من وكالة “رويترز” للأنباء، توقفا عند مدخل القرية ونصبا حامل الكاميرا في محاولة منهما لاتقاط صور للدبابات الإسرائيلية المتوغلى في القرية، وفجأة استهدفتهما قذيفة بشكل مباشر، وعلى الفور تحرك عدد من الصحافيين، الذين كانوا يبعدون عنهم مسافة تقل عن (100) متر وهم المصور الصحافي محمد البابا من وكالة الصحافة الفرنسية، والمصور أشرف أبو عمرة، ووسام نصار مصور وكالة “معاً”، وحسب البابا فقد تعرض شناعة إلى قصف مباشر ولم يكن يفصله عنهما سوى حوالي عشرين متراً. هذا وقتل في القصف نفسه ثلاثة مدنيين من بينهم طفلان تصادف مرورهم سيراً على الأقدام بالقرب من سيارة رويترز، وهم الطفل: غسان خالد أبو عطيوي، (17 عاماً)، من سكان قرية المغراقة، والطفل أحمد عارف فرج الله، (17 عاماً)، من سكان مخيم النصيرات وخليل إسماعيل دغمش، (21 عاماً).
يذكر أن الصحافي شناعة تعرض إلى قصف من قبل قوات الاحتلال أكثر من مرة في السابق كان آخرها، عندما تعرضت سيارة الجيب المصفحة التي كان يستقلها، التابعة لوكالة رويترز، إلى قصف صاروخي، عند حوالي الساعة 00:30 من فجر يوم الأحد الموافق 27/8/2006، أصيب خلاله بجراح.
وبمقتل شناعة يرتفع إلى (10) عدد الصحافيين الذين قتلوا على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما بلغ عدد الجرحى(150) صحافياً وذلك منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) 2000.
مركز الميزان إذ يتقدم بأحر التعازي إلى ذوي الفقيد شناعة، وأسرة وكالة “رويترز”، وعموم الصحافيين، فإنه يعبر عن استنكاره الشديد لهذه الجريمة التي تستهدف حجب حقيقة ما ترتكبه قوات الاحتلال من جرائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وينظر مركز الميزان بخطورة شديدة إلى تكرار استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحافيين أثناء تأديتهم واجبهم المهني..
ويعتقد مركز الميزان أن قوات الاحتلال تعمدت قتل الصحافي شناعة، وذلك انطلاقاً من حقيقة أن الطاقم الصحافي تعرض للقصف المركز مرتين متتاليتين بفارق أقل من خمسة دقائق، علماً بأن السيارة التي كان يستقلها شناعة تظهر عليها شارة الصحافة بوضوح وفي أكثر من موضع. كما أن الصحافي شناعة كان يلبس درعاً يحمل شارة الصحافة بوضوح، وأن وسائل الرصد والمراقبة التي تستخدمها قوات الاحتلال عالية التقنية وتستطيع أن تتحقق بسهولة من أي هدف قبل قصفه ولاسيما أن آلة التصوير التلفزيوني واضحة، وأن الطاقم كان يعمل في منطقة مكشوفة وفي وضح النهار.
مركز الميزان يرى في قتل الصحافي شناعة انتهاكاً جسيماً لمبادئ حقوق الإنسان، ولاسيما المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. كما يشكل انتهاكاً لقواعد القانون الدولي الإنساني، التي كفلت الحماية للصحافيين في وقت الحرب بوصفهم مدنيين، وفقاً لنص المادة (79) من البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف الصادرة في العام 1949 بشأن حماية المدنيين وقت الحرب حيث نصت على: “يعد الصحافيون الذين يباشرون مهام مهنية خطرة في مناطق المنازعات المسلحة أشخاصاً مدنيين ويجب حمايتهم بهذه الصفة”.
مركز الميزان لحقوق الإنسان يطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين والصحافيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويدعو المركز الاتحاد الدولي للصحافيين والاتحادات والمؤسسات الصحافية الدولية والإقليمية والعربية إلى تفعيل تضامنهم وأنشطتهم الضاغطة على حكوماتهم للوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين ومن أمروا بارتكاب هذه الجرائم.
انتهى