12/11/2008

أقدمت قوات الاحتلال على قتل أربعة فلسطينيين صباح اليوم الأربعاء الموافق 12/11/2008، خلال توغل في بلدة القرارة شرقي مدينة خانيونس، وسط استمرار إغلاق المعبر ومنع دخول المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية والوقود والمحروقات لليوم السابع على التوالي.

وحسب تحقيقات مركز الميزان لحقوق الإنسان فقد تسللت وحدات عسكرية راجلة من قوات الاحتلال عند حوالي الساعة 10:00 من صباح يوم الأربعاء الموافق 12/11/2008، باتجاه الغرب لمسافة تقدر بنحو (300) متر في الأراضي الزراعية الواقعة في منطقة الواد شرقي بلدة القرارة شمال شرقي بلدة خانيونس، واشتبكت مع مجموعة من رجال المقاومة كانوا يتواجدون في المنطقة. وعلى الفور دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية مؤللة إلى المنطقة وسط إطلاق قذائف مدفعية وتحليق مكثف لطائرات الاحتلال.

وأطلقت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 11:30 عدة صواريخ تجاه مجموعة من المقاومين في المنطقة، ولم تسمح قوات الاحتلال لسيارات الإسعاف بالدخول إلى المنطقة لنقل وإخلاء الجرحى والقتلى طوال فترة التوغل التي استمرت حتى الساعة 12:20 ظهراً، حيث عثر المسعفون بعد انسحاب قوات الاحتلال على أربعة شهداء تم نقلهم إلى مستشفى ناصر، وتم التعرف على هويتهم وهم: محمود نعيم صيام (27 عاماً)، رامي عمر فرينة (34 عاماً)، محسن موسى القدرة (24 عاماً) وإسماعيل محمد أبو العلا (32 عاماً).

ويأتي العدوان الإسرائيلي الجديد في وقت واصلت فيه الأوضاع الإنسانية والاقتصادية ومستويات المعيشة تدهورها في قطاع غزة، بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال على قطاع غزة منذ أكتوبر 2000، الذي تصاعد منذ شهر أيلول(سبتمبر) 2007، حيث أخذ شكلاً أكثر قسوة ليطال الاحتياجات الإنسانية والوقود والمحروقات مشكلاً بذلك أحد أسوأ أشكال العقاب الجماعي لحوالي مليون ونصف من المدنيين. واليوم تزداد أوضاع حقوق الإنسان تدهوراً بعد أن مضى أسبوع على إغلاق قوات الاحتلال التام لكافة المعابر مع قطاع غزة، ما أدى إلى نقص شديد في الأغذية والأدوية والمستلزمات الطبية والدقيق والحبوب والأعلاف واللقاحات للماشية والطيور.

وفيما عادت قوات الاحتلال لتضخ كميات محدودة من السولار الصناعي اللازم لتشغيل محطة توليد الطاقة في القطاع صباح الثلاثاء والأربعاء الموافقين 11- 12/11/2008، فإنها تواصل منع مرور الوقود والمحروقات لليوم السابع على التوالي.
كما أعادت السماح بمرور الصحافيين والأجانب والمرضى عبر معبر بيت حانون (إيرز) بعد يوم واحد على منعهم من المرور فيما تواصل إغلاق المعبر كافة في وجه الأفراد.

ويجدر التذكير أن سلوك قوات الاحتلال يمنع تأمين أي مخزون إستراتيجي سواء من الحبوب أو من المحروقات، الأمر الذي يجعل الآثار الإنسانية لأي إغلاق تام، مهما قصرت فترته الزمنية، كارثية على المدنيين في قطاع غزة.

مركز الميزان لحقوق الإنسان، يجدد استنكاره الشديد لمواصلة قوات الاحتلال ارتكاب انتهاكات جسيمة لمبادئ القانون الدولي الإنساني ومعايير حقوق الإنسان، ولاسيما الحصار والإغلاق الذي يمثل شكلاً من أسوأ أشكال العقوبات الجماعية.

عليه فإن المركز يجدد مطالبته المجتمع الدولي، ولاسيما الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة، بالتحرك العاجل لوقف الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال ولاسيما جريمة العقاب الجماعي المتواصلة على قطاع غزة والتي تنتهك حقوق الإنسان كافة.

مركز الميزان لحقوق الإنسان