12/1/2005
وجه ” المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية ” رسالة احتجاج شديدة اللهجة إلى الخارجية الأميركية وسفارتها في بغداد حول احتجاز حوالي 300 من سائقي شاحنات النقل السوريين على الحدود مع العراق بالقرب من نقطة عبور ” اليعربية ” .
وجاء في الرسالة التي أرسلتها رئيسة المجلس ، السيدة نعمى الخطيب ، من بغداد صباح اليوم ” إن احتجاز حوالي 300 من سائقي شاحنات النقل على الحدود ، ومنعهم من العودة إلى بلادهم ، واستخدامهم كدروع بشرية من قبل قوات التحالف وفق ما ذكرته بعض الأنباء ، بعتبر عملا مدانا بجميع المعايير ، ويشكل انتهاكا فاضحا لحقوقهم وكرامتهم ” . وطالبت الرسالة السلطات الأميركية بفك الحصار عنهم وعن زملائهم اللبنانيين والبلغار فورا والسماح لهم بالعودة إلى أسرهم التي تنتظرهم بقلق وخوف على مصيرهم وأوضاعهم ، لا سيما وأن المعلومات المتوفرة تؤكد تعرضهم لعمليات قرصنة من قبل قطاع طرق ولصوص ” .
وجاء في الرسالة أيضا : ” إننا نقدر تماما أن بعض جنرالات أجهزة مخابرات النظام السوري يستخدمون بعض السائقين في عمليات ” بزنس المقاومة ” ، ونقدر أن ذلك يشكل خطرا على أمن العراق الشقيق وعلى قواتكم وقوات الأمن العراقية التي تتصدى للإرهابيين من عملاء النظام المقبور ومجرمي منظمة القاعدة . إلا أن الرد على الجريمة ومكافحتها لا يكون بارتكاب جريمة أكبر منها ( …) . إننا نعتقد أن مكافحة ذلك لا يتم إلا بقطع رؤوس الأفاعي الحقيقية الموجودة في بعض أجهزة المخابرات السورية ، وبشكل خاص تلك الزمرة التي تتبع اللواء بهجت سليمان واللواء محمد منصورة المكلف برئاسة الشعبة السياسية وقائده غازي كنعان ، والتي تشغل بعض هؤلاء السائقين في سياق ما بات يعرف باسم ” بزنس المقاومة ” لجني مرابح مالية طائلة ” . وختمت الرسالة قائلة ” إن ممارسات من هذا النوع ليس من شأنها سوى تعميق الكراهية التي يكنها قسم كبير من السوريين للولايات المتحدة ، ولا يؤدي إلا إلى خدمة النظام السوري ودعايته ، والمطلوب منكم عكس ذلك تماما . لا سيما ما يساهم في تغيير النظرة إلى مهمتكم في العراق لدى أبناء الشعب السوري والعربي عموما” .
هذا وعلم ” المجلس ” في وقت لاحق أن السيدة نعمى الخطيب ، وبصفتها مواطنة بريطانية في الوقت ذاته ، تحاول التقاء قائد القوات البريطانية في العراق من أجل القضية ذاتها . ويعتقد أن اللقاء قد يتم مساء اليوم أو صباح غد بتوقيت بغداد ، وفق آخر ما حملته الاتصالات الجارية مع الجهة المذكورة . يشار إلى أن حوالي 300 سائق شاحنة نقل محتجزون من قبل القوات الأميركية في منطقة ” اليعربية ” الحدودية منذ عدة أيام ، معظمهم من السوريين ، ولا تسمح لهم القوات الأميركية بالعودة إلى سورية . وتشير جميع المعلومات إلى أن بعض السائقين السوريين ، ومن جنسيات أخرى ، قد نجحت المخابرات السورية في اختراقهم وتوظيفهم في عمليات ” بزنس المقاومة ” لجني أموال طائلة . وهو ما انعكس سلبا على الدور الإنساني الذي يقوم به السائقون لجهة نقل المواد الغذائية والضروريات إلى العراق ، وأساء لسمعتهم ، وجعلهم موضع شكوك مستمرة من قبل أجهزة الأمن العراقية وقوات التحالف .