30/3/2005
أكد مواطنون سوريون من أهالي مدينة مصياف التابعة لمحافظة حماة أن شجارا حصل يوم الجمعة الماضي ، 25 آذار / مارس ، بين عدد من سائقي السيارات العمومية سرعان ما تحول إلى ” مواجهة طائفية ” بين أبناء البلدة المنحدرين في معظمهم من الطائفتين الاسلاميتين ، الاسماعيلية والعلوية .
وقال هؤلاء المواطنون في رسالة بعثوا بها إلى ” المجلس ” وطالبوه فيها بتسليط الضوء على حقيقة ما جرى وفضحه ، إن الشجار الذي بدأ بين عدد من السائقين في محطة الانطلاق بسبب خلاف على تسجيل دور رحلاتهم ، سرعان ما تطور إلى ” مواجهة طائفية دموية بفعل التحريض الذي قام به عدد من أعضاء شعبة حزب البعث في المدينة جعل من الصعب السيطرة عليه بواسطة قوى الأمن المحلية ، واستدعى حضور وزير الداخلية غازي كنعان من دمشق وقوات خاصة ترابط في مطار حماة العسكري منذ أحداث الثمانينيات الماضية ” . وطبقا لما ذكره المواطنون في رسالتهم ، فإن أعضاء من شعبة حزب البعث في المدينة ، ينحدرون من الطائفتين كلتيهما ، ” سعوا إلى توظيف دنيء لخلاف عادي يجري يوميا في جميع محطات الانطلاق في جميع أنحاء سورية ، من أجل التحشيد والتجييش الطائفي في إطار التحضير للانتخابات التمهيدية لمؤتمر حزب البعث المقرر انعقاده بعد شهرين من الآن ” .
وتشير تقارير أخرى إلى أن عملية التجييش والتحشيد الطائفي في إطار الاستعدادات لمؤتمر ” البعث” قد بأت بالظهور على نحو سافر في جميع المناطق التي تتميز بتنوعها الطائفي والمذهبي .
ولاحظ مواطنون أن عناصر المخابرات تقوم بنشر شائعات مفادها ” أن السنة الذين يسيطرون على مقاليد الاقتصاد يريدون السيطرة على الحزب من أجل محاصرة الرئيس الأسد وإجباره على طرد العلويين من مواقع القرار ” ، فيما يقوم ” البعثيون السنة ” بتحريض مضاد في أوساط طائفتهم يقول بأن ” المؤتمر القادم للحزب هو أول فرصة حقيقية للتخلص من الحكم العلوي بطريقة سلمية بعد أن فشلت الطريقة المسلحة ( أوائل الثمانينيات الماضية ) في القيام بذلك ” .
ويحاول كل من الطرفين كسب ما يستطيع من أنصار في أوسطات الأقليات الأخرى في هذه المعركة الوسخة التي تستخدم فيها أحط الغرائز والولاءات والعلاقات لاقتسام ما تبقى من جيفة السلطة .
وكان حزب البعث ، الذي طالما ادعى أنه حزب ” علماني ” ، قد عمل منذ مجيئه إلى السلطة في العام 1963 ، وبشل خاص في عهد حافظ الأسد ، إلى تسعير وتأجيج الولاءات الطائفية والمذهبية في سورية كوسيلة من وسائل السيطرة والهيمنة على البلاد إلى جانب القمع المخابراتي .
إن المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية ، وإذ يندد بهذه الممارسات المخزية والمشينة لقادة حزب السلطة في المركز والفروع ، يدعو جميع المواطنين السوريين إلى التحلي بأقصى درجات الحذر واليقظة إذا ما يمكن أن تبيته السلطة الديكتاتورية الطائفية من نزاعات دينية على أيدي أعوانها وأزلامها ، الموجودين في جميع الطوائف والمذاهب ، من أجل ضمان سيطرتها وإحكام قبضتها على رقاب البلاد والعباد .
فالوطن يمر بمرحلة مصيرية يجب أن تتوحد فيها جميع الطاقات والإمكانيات من أجل إطاحة الديكتاتوية وإقامة الدولة الوطنية الديمقراطية العلمانية التي يتساوى فيها الجميع بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والسياسية والأيديولوجية والقومية .