24/5/2005

علم المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية أن عددا كبيرا من عناصر وضباط الأمن السياسي شنوا قبل حوالي ساعة من الآن ( الخامسة والنصف صباحا بتوقيت دمشق ) حملة اعتقال واسعة النطاق في دمشق طالت جميع أعضاء مجلس إدارة ” منتدى الأتاسي ” وهم :

    • ـ السيدة سهير جمال الأتاسي

    • ـ السيدة ناهد بدوية

    • ـ الدكتور حازم نهار

    • ـ الناشر حسين العودات ( صاحب ومدير دار الأهالي )

    • ـ الناشر يوسف الجهماني ( صاحب ومدير دار حوران )

    • ـ جهاد مسوتي

    • ـ عبد الناصر كحلوس

    • ـ محمد محفوض

وكان جهاز الأمن نفسه قد اعتقل قبل عدة أيام العضو التاسع في إدارة المنتدى ، الكاتب علي العبد الله ، ليصبح بذلك جميع أعضاء مجلس إدارة المنتدى رهن الاعتقال . وقال مصدر مقرب فرع التحقيق في الشعبة السياسية ” إن أمر الاعتقال قد صدر في ساعة متأخرة من مساء أمس عن أعلى سلطة سياسية في البلاد ” .

وهو تعبير يقصد به عادة رئيس الجمهورية . وأضاف المصدر ” إن العملية هي جزء من حملة واسعة النطاق ستشمل العشرات من وجوه المعارضة خلال الأيام ، وربما الساعات القليلة القادمة ” . وذكر المصدر ” إن حملة بهذا الحجم تطال عددا من الشخصيات بعضها معروف على النطاق الخارجي ، لم يكن بالإمكان تنفيذها لولا صدور موافقة عليها من قبل أعلى سلطة سياسية في البلاد ” . وأضاف المصدر ” إن حملة الاعتقال هذه كان من المقرر أن تتم قبل عدة أيام ، إلا أن قيادة النظام لم توافق في البداية . إلا أن التقرير الذي رفعه وزير الداخلية غازي كنعان لرئيس الجمهورية أقنعه بالمواقفة .

حيث ذكر له أن جهات خارجية تخطط لجعل المنتدى غرفة عمليات لتحرك شعبي واسع خلال الأسابيع القليلة القادمة يتزامن مع انعقاد المؤتمر القطري للحزب ” .

يشار إلى أن ” منتدى الأتاسي ” هو المنتدى الوحيد الذي أبقى عليه النظام السوري حين قامت أجهزته الأمنية بهجوم معاكس في شباط / فبراير 2001 ضد العشرات من المنتديات الثقافية الأهلية التي خرجت إلى النور في إطار ما بات يعرف باسم ” ربيع دمشق ” . ويأتي هذا العمل الإرهابي الجديد في سياق حملة الاعتقالات واسعة النطاق التي شهدتها سورية خلال الأسابيع القليلة الماضية التي طالت العشرات في عدة محافظات سورية ، والتي أعادت إلى الأذهان مناخ القمع المحموم الذي سيطر على سورية خلال عقد الثمانينيات الماضي من حيث الشكل والأسلوب .

إن المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية ، وإذ يندد بهذا العمل الإرهابي ويطالب بإطلاق سراح المعتقلين فورا ، يذكر من بقي يراهن على انفراج وإصلاح يقوم بهما هذا النظام أن يعاجل بمغادرة أوهامه التي لم تجلب على البلاد والعباد إلا الكوارث خلال السنوات الخمس الماضية ، في الوقت الذي كنا ننصح الجميع بأن التغيير لا يمكن أن يتم إلا باقتلاع النظام من جذوره مرة واحد وإلى الأبد كما اقتلع شقيقه العراقي !