20/7/2006

استاء كثير ا الاعلامي الاسرائيلي البارز يارون لندن مساء امس (20/7/2006) لكون صاروخ الكاتيوشا الذي سقط في الناصرة لم يسقط على كنيسة البشارة او عين العذراء, بل سقط في حي وقتل طفلين. وتبعت وزارة الخارجية على الفور موقف لندن المستاء والذي لم يحالفه الحظ واحتذت حذوه.

وعن اي حظ فات يتحدثون؟ واية فرصة كادت تضيع؟ انه تفويت الفرصة الدعائية الاسرائيلية التي كانت تتمنى ان يصاب مكان مقدس كي يقوموا على الفور – وهو ما أكدوه جهارا – بالتلويح للعالم المسيحي (الغربي) بان حزب الله (المسلم) استهدف كنيسة مسيحية, ليكون حلم اليقظة العدواني خاصتهم امنية ينتظر ذلك الصاروخ الذي لم يصل, والذي ارادوا منه صاروخا اعلاميا يستهدفون به الراي العام العالمي.

وكما تقوم مجنزرات الاحتلال في جنين ونابلس وغيرهما باستخدام الدروع البشرية من خلال خطف فلسطيني وربطه على مقدمة المجنزرة كي يتفادوا مهاجمتها من المقاومة الفلسطينية, فان ما فعلته وزارة الخارجية الاسرائيلية ساعات بعد سقوط الكاتيوشا في الناصرة, هو قيام مكتبها الاعلامي باعداد كل سفارات اسرائيل في العالم ومدّها “بالمعلومة” ان “حزب الله استهدف بصواريخه مدينة مسيحية مقدسة”. وهذه الفعلة الاسرائيلية الرسمية هي استخدام الناصرة العربية كدرع بشري – عربي فلسطيني يجري استخدامه لحماية الرواية الاسرائيلية التي تسعى الى تبييض جرائم اسرائيل ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني وضد الانسانية, ولتصورها كما لو كانت حرب الحضارة الاسرائيلية الغربية مقابل الاسلام الذي تسعي دعايتهم العنصرية لربطه بالارهاب والتخلف. وتسعى كذلك الى الترويج انه توجد حرب متوازنة وليس عدوانا غاشما, وان ما يجري في الناصرة وحيفا يعادل ما يجري في بيروت وجنوب لبنان وغزة من مجازر ودمار وتهجير.

وامعانا في حملتهم الاعلامية فان السلاح بالنسبة لهم ليس فقط ما يتم الاجماع عليه بانه سلاح, بل ان دم الطفلين من الناصرة يجري استخدامه كسلاح اعلامي اسرائيلي رسمي وغير رسمي.

واستمرارا لذلك فانهم يروجون لنا محليا نحن الفلسطينيين في الجليل والناصرة وحيفا باننا في قارب واحد معهم, قارب هم يقودونه ويريدون ان يربطونا على واجهته. وفجأة يهمهم سقوط طفلين عربيين, بينما قتلوا عشرات الاطفال والامهات والاباء في الايام الاخيرة في بيروت والجنوب اللبناني وغزة ونابلس. وفجأة تناسوا وارادوا لنا ان نتناسى ان شرطة اسرائيل وامنها اصحاب مجزرة كفرقاسم, ويوم الارض وانتفاضة الاقصي العام 2000 وما تلاها, قد قتلوا العشرات الكثيرة منا, ومن ثم برأأوا ساحة ذاتهم.

ان الناصرة العربية دفعت هذه الايام واحدا من اثمان نتيسرت عيليت التي اقاموها في قلب التجمع العربي بعد ان صادروا اراضيه وهوّدوها, وكذا الحال بالنسبة الى منطقة الشاغور وكرمئيل. ورغم هذا القرب القسري فاننا لسنا جزءا من قاربهم ولسنا ركاب ذات القارب, لسنا جزءا من المجتمع الاسرائيلي الذي يدعم العدوان وتصعيده ويدعم تدمير المدن والقرى اللبنانية ومسحها عن وجه الارض وقتل النازخين عنها قسرا. نحن لسنا جزءا من الاعلام الاسرائيلي ولا المؤسسة المدنية الاسرائيلية التي تعمل كمركبات متكاملة مع آلة الحرب الاسرائيلية.

ان عناق الامس الاسرائيلي للناصرة هو عناق كاذب وهو عناق خانق, حيث يعانقونا بيد ويقتون شعبنا والشعب اللبناني بذات اليد وباليد الاخرى. وللاسف فان البعض عام على هذا الشبر من الوهم وكاننا في خندق واحد مع قامعي شعبنا والشعب اللبناني.

نحن جزء من القارب الفلسطيني بالمفهوم المجازي وقارب الشعوب العربية واسرائيل تدرك ذلك لذلك وبما انها لا تتورع عن شيء فانها تحاول ان ستخدمنا كدروع بشرية في جهازها الحربي والدعائي ودور ان نثبت مرة اخرى لانفسنا ولشعبينا الفلسطيني واللبناني وللعالم ان اسرائيل لا تسطيع كل شيء.

أمير مخول