8/3/2008
كل عام وأنت بخير.. هي الكلمة البدء .. للمرأة البدء.. صانعة الحياة.. حافظة الحياة.. في سعيها الدؤوب منذ نشأة البذرة الأولى .. وحتى تمام الخليقة…. المرأة التي بدأت مع بداية الكون وساهمت في تشكل الحياة واستمرارها.. المرأة التي ظُلمت على مدار التاريخ.. وبدأت تتفتح ورودها في سعيها ونضالها لحياة أفضل لها ولجيلها.
المرأة التي قدمت وماتزال تقدم في مناحي الحياة كافة.. ابتداء من الأسرة خلية المجتمع الأولى، وحتى مفاصل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ورغم ذلك فقد ظلمتها الحياة.. وكذلك قوانين المجتمع الذكورية.. بحيث حرمتها من حقوقها كذات مستقلة ومساوية للرجل، في نتاج ما تقدمه للمجتمع والأسرة..
وأن يكون للمرأة عيدها الخاص بها.. لهو أكبر دليل على عدم المساواة.. فالمحصلة المعنوية التي يقدمها هذا العيد للمرأة كتمييز لها عن الرجل، وتعويض عن العسف والقهر الذي عانته لقرون طوال، منذ فقدت مكانتها الأولى في المجتمع الأمومي. لا يمكن أن يلغي الضرورة الكبيرة للعمل على تحقيق محصلة مادية وعملية مؤثرة على جوانب حياة المرأة كافة، بحيث يرفع من قيمتها ويساويها فعلاً بالرجل..
وإن هذا العيد برمزيته يكتسب قيمته من المشاركة العالمية لنساء الكون في الاحتفال به، حيث هو مناسبة لتقييم أوضاع النساء في المجتمعات المحلية، ومشاركة نساء العالم في همومهن الخاصة والعامة.
ومع أن بلدنا اجتاز مراحل عديدة في اكتساب حقوق المرأة، بفضل نضال نساءه ورجاله، حيث حصلت المرأة السورية على حق الانتخاب قبل المرأة في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى جملة من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية على صعيد قوانين الدولة، مع المحافظة على تميّز وضعها كامرأة، ومع أن سورية صادقت على اتفاقية (مناهضة جميع أشكال التمييز ضد المرأة – سيداو)، غير أن هذا لا يلغي ضرورة التذكير بجملة من الحقوق التي ماتزال نساء سورية يطالبن بها:
- مطالبة الحكومة السورية برفع تحفظاتها على (سيداو)
- العمل على تعديل قانون الأحوال الشخصية بما يكفل المساواة بين الجنسين أمام القانون.
- إلغاء أشكال عدم المساواة بين الجنسين في القوانين السورية، وخاصة ما يتعلق منها بقانون العقوبات.
- سن قوانين تحد من أشكال العنف الموجه ضد النساء، وخاصة ما يتعلق منها بجرائم الشرف.
- إتاحة الفرص أمام النساء لتبوء المناصب القيادية بما يتناسب وموقعها في المجتمع، ودورها ومؤهلاتها.
مرة أخرى… كل عام وأنتِ بخير.. يا اخضرار العالم في ربيعه المتجدد.. ليس صدفة أن يكون عيدك في شهر الربيع فأنتما عنوان تجدد الحياة.. وزهوها..
مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية