2/2005

ربما كانت نظرة سريعة إلى الصحف المحلية والعربية، والقنوات الأرضية والفضائية، كافية لتجيب إجابة واضحة عن هذا السؤال.. لكن، من وجهة نظر مَن؟!

هنا، كما في مواضيع أخرى كثيرة، نادراً ما نسمع رأي أصحاب المصلحة الحقيقيين، المعنيين بالأمر. وغالباً ما نسمع ونقرأ رأي “السادة الكبار”! مثقفين وباحثين ومسؤولين.. يطلقون تحليلاتهم وأحكامهم بناء على مقاييس تنتمي حقيقة إلى عالم يختلف كثيراً عما هو قائم الآن. ولا تحمل صيغة “كنت شاباً منذ وقت قليل” التي كثيراًً ما نسمعها أو نقرأها، صراحة أو مضمنة، من البراءة قدر ما تحمل من الجهل!

ففي سورية مثلاً، تغيرت الأحوال خلال العقد ونيف السابقين على صعد البطالة والزواج والثقافة والإعلام، كما في غيرها، تغيراً لم يعد ينفع معه الانطلاق من الثوابت والمسلمات التي كانت سائدة قبل ذلك. ولم يعد، بالتالي، مناسباً أن نقيس اهتمامات ومشاغل وأفكار الشباب انطلاقاً مما عشناه.

لكن الأهم، سواء كان التحليل السابق صائباً أم لا، هو أن أصحاب المصلحة هم الأولى بطرح قصتهم، مشاكلهم وهمومهم، طموحاتهم ومعوقاتهم.. وهذا ما هو غائب بشكل شبه كلي عن إعلامنا عموماً.. رغم وجود العدد الكبير من الشباب، من حيث العمر، في وسائل الإعلام تلك. إلا أنهم، لأسباب كثيرة تبدأ من انغلاق المؤسسات الإعلامية على أفكار محددة مسبقة، ولا تنتهي عند الخوف من المحظورات الكثيرة، نادراً ما يعبرون عن أنفسهم كشباب. بل يعبرون عما يبدو أنه مناسب قوله.

هذا الحال أوصلنا إلى أننا لا نعرف عن قضايا الشباب أكثر مما فرضته مواقفنا المسبقة حول “ضياعهم واستلابهم وفراغهم الروحي وانجرارهم وراء المظاهر..”!! دون أن نعرف شيئاً مهماً عن حقيقة ما هم عليه.

هنا يرغب موقع “نساء سورية” بإطلاق دعوة غير مشروط إلى جميع زواره، والشباب بخاصة، لطرح قضاياهم مباشرة وبلا رتوش على صفحات الموقع.. أياً كانت وجهات النظر.. وأياً كانت الآراء..

نساء سورية