26/9/2007

قائدا وطنيا مثّل البعد الانساني الاعمق في النضال الوطني التحرري لشعبنا الفلسطيني في كافة اماكن تواجده, واعتبر عدالة قضية شعبنا وحقه في وضع حد لتراكم الغبن التاريخي اساسا للتحرر الوطني والعودة وتقرير المصير والاستقلال والسيادة.

حيدر عبد الشافي الذي استرشد بقيم هذه العدالة والحقوق اعتبرها ملكا للشعب الفلسطيني ولكل فرد فيه في الوطن والشتات لا يجوز لاي كان التفريط بها او النيل منها. فتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية وتصدى لاية مساومة عليها, وفي مواجهة ميزان القوى الظالم والقاهر كان عبد الشافي من رموز من واجههوه بقوة العدالة والحق الفلسطيني وقوة الشعب الفلسطيني, واعتبر ميزان القوى القسري الظالم امرا مؤقتا مهما طال ليشكل باعثا للامل الفلسطيني وللحلم الفلسطيني الذي لا بد ان يتحقق.

في مرحلة الليلة الظلماء افتقدنا د. عبد الشافي, وهي الليلة الظلماء فلسطينيا داخليا حيث تطغى حالة التشرذم والاقتتال, والظلماء في المسعى الدولي الى فرض تنازلات فلسطينية عن مركبات عدالة قضيتنا وفي الضوء الاخضر الدولي لتجويع شعبنا من قبل اسرائيل في قطاع غزة ومحاصرته وفي تجزيء شعبنا كله وضرب افاق نضاله التحرري. في هذه اللحظة فان تكريم فقيدنا الكبير يكون بالسعي الحقيقي لاعادة لحمة شعبنا وتمسك قياداته بالثوابت الوطنية الفلسطينية وعدم الركون الى صناعة الاوهام المنبعثة من ميزان القوى الحالي محليا وعالميا.

ان لسان حالنا, هو لسان حال د. حيدر عبد الشافي لنضع حدا للاقتتال والتشرذم الداخلي ولنسخّر كل الطاقات الخيّرة في مواجهة العدو الحقيقي لنتخلص من احتلاله وحصاره واستعماريته وعنصريته, كل ذلك من اجل مستقبل فلسطيني حر ومشرق.

فارقنا حيدر عبد الشافي ليصبح فقيد عائلته وفقيد الحركة الوطنية الفلسطينية بكل تياراتها وفقيد المجتمع الاهلي والمدني الفلسطيني اينما كان, لكن دربه باقية وذكراه باقية تلازمنا نحن الفلسطينيين وكل اصدقاء شعبنا في العالم.

تعازينا الى العائلة الكريمة والى كل شعبنا والى كل اصدقاء د. حيدر عبد الشافي.

أمير مخول …….. المدير العام
حسين ابو حسين….. رئيس اللجنة التنفيذية