22/10/2007
ضمن سعي منظمات المجتمع الاهلي الفلسطينية لتجاوز حالة التجزيئية الفلسطينية القسرية وتعزيز الدور الوطني للجمعيات الفلسطينية في كافة اماكن تواجدها، عقد على مدار ثلاثة ايام (16-18/10/2007) في بلدة اغروس القبرصية مؤتمر تحت عنوان “نحو بناء استراتيجية موحدة للمجتمع المدني الفلسطيني وتجاوز حالة التجزيئية”، بمبادرة من اتحاد الجمعيات العربية (اتجاه)، وشارك فيه 44 مشاركا ومشاركة يمثلون طيفا واسعا من شبكات وائتلافات العمل الاهلي الفلسطيني والجمعيات في كل من فلسطين والاردن ولبنان وسوريا والكويت اضافة الى عدد من المؤسسات الدولية الشريكة المناصرة للحق الفلسطيني. في حين منعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي خروج وفد المنظمات الاهلية من غزة.
ناقش المؤتمرون عددا من الموضوعات اهمها: الواقع الفلسطيني والمستجدات الفلسطينية والاقليمية والدولية بما فيها مؤتمر انابوليس، والاستراتيجية الفلسطينية الجماعية مقابل الحالة التجزيئية القسرية، والمساعي لاعادة بناء المرجعيات وتأكيد الثوابت الفلسطينية، واستراتيجية المرافعة الفلسطينية الجماعية واستراتيجيات الاعلام الفلسطيني، ومسائل التنسبق المحلي والدولي حول القضية الفلسطينية.
وخلص المشاركون في المؤتمر الى بلورة اسس تسهم في تعزيز النضال الفلسطيني التحرري الشامل ضمن كافة سياقاته: الاحتلال واللجوء ومحاربة الوجود الفلسطيني في مناطق ال48. كما تمت بلورة مسودة هيكل تنظيمي جماعي وخطة عمل، وتشكيل لجنة متابعة من اجل تطبيق هذه الخطة وقيادة المسار المتفق عليه.
واكد المؤتمرون على القضايا التالية:
اولا: مؤتمر انابوليس والوضع الفلسطيني
- يحذر المؤتمرون من العواقب والنتائج الكارثية لمؤتمر انابوليس الذي يسعى الى توظيف حالة التجزئة والضعف الفلسطيني والعربي من اجل تمرير المخططات الاقليمية العدوانية للولايات المتحدة واسرائيل. وبالذات ضرب ايران وقوى المقاومة والممانعة في المنطقة. وفي هذا السياق نحمل القيادة الفلسطينية في م ت ف والسلطة الفلسطينية مسؤولية انخراطها في اية مخططات قد تؤدي الى تصفية حقوق الشعب الفلسطيني وخاصة حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة.
- نلفت الانتباه الى ان مؤتمر انابوليس الذي بادر اليه الرئيس الامريكي بوش يسعى الى صرف النظر عن الاحتلال والعدوان الاسرائيلي والى زج شعوب المنطقة ودولها في صراع داخلي بين ما يسمى محور الاعتدال ومحور التطرف، كما يسعى الى حرمان الشعوب من شرعية نضالها لنيل حقوقها ومن حقها الشرعي بمقاومة الاحتلال.
- وعليه يدعو المؤتمرون القيادة الفلسطينية الى الامتناع عن المشاركة في المؤتمر ومقاطعته، وبذات النداء نتوجه الى الدول العربية بالامتناع عن المشاركة في المؤتمر كما نؤكد اطلاق حملات شعبية لمناهضة مؤتمر انابوليس.
- نطالب الامم المتحدة بالانسحاب من الرباعية الدولية وتحرير الشرعية الدولية من هيمنة الولايات المتحدة. بما يؤدي الى تدعيم هذه الشرعية على اساس مباديء القانون والمواثيق الدولية.
- نحمّل المجتمع الدولي مسؤولية الحصار المهين المفروض على الشعب الفلسطيني والذي يرقى الى مستوى جرائم الحرب والعقاب الجماعي ردا على ممارسة الدمقراطية الفلسطينية والتمسك بنتائجها. ونطالب المجتمع الدولي برفع الحصار عن قطاع غزة.
- نؤكد التزامنا بالسعي الى استعادة حركة التحرر الوطني الفلسطيني لمقومات دورها التاريخي تجاه كل الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده انطلاقا من وحدة الارض والشعب وحرمة الارض وشعبها الاصلي الفلسطيني .
- ندين الاقتتال الداخلي في الضفة الغربية وقطاع غزة وندعو الى حوار وطني فلسطيني شامل من اجل الخروج من الازمة وتجاوز حالة الانقسام والتشرذم
- نؤكد على وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة قضيته الوطنية ونطالب بان يعتمد اي اتفاق على القضايا التي تمس المصير الوطني كل الارادة الفلسطينية وتمثيل كل الشعب الفلسطيني في الوطن – الضفة والقطاع وفلسطينيي ال48 واللاجئين والشتات الفلسطيني.
ثانيا: الاستراتيجية الفلسطينية الجماعية لتجاوز الحالة التجزيئية القسرية و بناء المرجعيات والثوابت الفلسطينية
أ. العلاقة مع الحركة السياسية:
اننا واذ نؤكد على التمايزات بين الحركات والاحزاب السياسية من جهة، وبين المجتمع المدني والمنظمات الاهلية، نؤكد على الدور السياسي الهام الذي تلعبه المنظمات الاهلية بوصفها طرفا شريكا في المسؤولية الوطنية تجاه حقوق شعبنا.
وفي غياب دور فاعل م ت ف كاطار مرجعي للشعب الفلسطيني تتضاعف مسؤوليتنا تجاه الدفع لخلق مثل هذه المرجعية وكذلك تجاه تنظيم انفسنا ومرجعياتنا كمجتمع اهلي من اجل حماية الشعب الفلسطيني وصون منجزاته الوطنية.
ان الوضع الفلسطيني يتطلب تضافر الجهود وتقاسم المسؤوليات. وفي هذا الصدد ندعو الى حوار وتعاون داعم بين المجتمع الاهلي والحركة السياسية المنظمة بكل تياراتها الوطنية العلمانية والدينية على حد سواء على اساس التبادلية والندية والمعيار الواحد.
ب. المجتمع الاهلي وبناء المرجعيات:
انطلاقا من روح المسؤولية التي تجلت في مداولات هذا المؤتمر نتحمل في المجتمع الاهلي الفلسطيني مسؤولية كبرى في اطلاق مبادرات خلاقة وعملية تهدف الى توحيد مكونات القضية الفلسطينية والحفاظ على جوهرها كقضية تحرر وطني.
وفي هذا السياق نسعى الى:
- اعادة بناء م ت ف وتفعيل واصلاح مؤسساتها على اسس الثوابت الوطنية الفلسطينية الدمقراطية والتمثيل الشعبي.
- بناء اطار جامع دائم للمجتمع الاهلي الفلسطيني في كافة اماكن تواجده في الوطن والشتات
- تطوير استراتيجيات الاعتماد على الذات وعلى البعد الجماهيري الفلسطيني والعمل الشعبي من اجل الصمود ومن اجل حماية المؤسسات.
ج. الشراكات
تتضمن الشراكات مركبات عدة: التمكين والمرافعة من اجل تطوير الخطاب والتاثير في السياسات واستعادة استقطاب التعاطف والتضامن مع القضية الفلسطينية وتحميل المجتمع الدولي مسؤولية الزام اسرائيل باحترام القانون الدولي وتطبيقه.
وفي هذا السياق نسعى الى:
- التفاعل مع المجتمع المدني العربي بصفته بعدا استراتيجيا للعمل الفلسطيني والعمل على مأسسة هذه الشراكة.
- ايلاء الاهتمام وتطوير الشراكة والتعاون مع المجتمع المدني في دول الجنوب.
- تطوير الشراكات مع الجهات المانحة المناصرة للحق الفلسطيني على اساس الاستقلالية والندية والتبادلية.
- تطوير الشراكات مع حركات التضامن والسعي الى توسيع دورها ليشمل كل الشعب الفلسطيني.
ثالثا. استراتيجيات المرافعة والاعلام
تستحق عدالة القضية الفلسطينية ووزنها الاخلاقي وتوسع حركة التضامن معها توحيد صوت المجتمع الاهلي الفلسطيني، الامر الذي يعتبر شرطا اساسيا لتطوير استراتيجيات مرافعة ناجحة مؤثرة ومحركة للاطراف المعنية. وفي هذا الصدد نؤكد على:
- تكامل وحدة الارض والشعب والقضية استنادا الى مباديء القانون الدولي والشرعية الدولية.
- التعامل مع جذور الصراع المتمثلة في اقتلاع وتشتيت الشعب الفلسطيني عام 1948 واعتبار ان التناقض الاساسي هو بين الحركة الصهيونية ومشروعها الاستيطاني/الكولونيالي العنصري وبين الشعب الفلسطيني صاحب الارض الاصلي ووجوده في وطنه.
- التمسك بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير.
- العمل على تامين حقوق الانسان الاساسية للشعب الفلسطيني وتوفير الحماية المؤقتة للاجئين الفلسطينيين في كافة اماكن تواجدهم الى حين عودتهم الى ديارهم التي طردتهم اسرائيل منها.
- الاستفادة والتعلم من تجارب حركات التحرر العالمية وفي مجال المرافعة والمناصرة والتحشيد.
- توحيد المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في الخطاب الفلسطيني على اساس الثوابت الوطنية وعدالة القضية وتكريسها في حملات المرافعة ولغة الاعلام.
وفي هذا الصدد نؤكد على اعتماد الاستراتيجيات والاليات التالية:
- تطوير خطابنا بمواجهة اسرائيل بحيث يشمل كل اطراف المؤسسة الاسرائيلية بجميع مركباتها ومؤسساتها الامنية والمدنية بما فيها القانونية والاكاديمية التي تسهم في شرعنة وتنفيذ الممارسات الاسرائيلية القمعية.
- ايلاء اهمية قصوى لحملات المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد اسرائيل ومؤسساتها وملاحقة المؤسسات الصهيونية في العالم.
- الملاحقة والمحاسبة الجنائية والقانونية والضغط لسحب الامتيازات الضريبية والصفة القانونية الخيرية وغيرها من جمعيات صهيونية في كافة انحاء العالم ومنها المنظمة الصهيونية العالمية والوكالة اليهودية والصندوق القومي اليهودي والتعامل معها قانونيا كمؤسسات كولونيالية عنصرية.
- تعزيز التفاعل مع حركات التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية من جهة ومساندة القضايا العادلة لشعوب العالم من جهة اخرى.
على ان يتم تطبيق هذه الاليات من خلال المرجعيات التالية:
- تشكيل لجنة متابعة وتنسيق تعمل من اجل متابعة اعمال المؤتمر وتوصياته وتنفيذ قرارته والسعي لاقامة اطار جامع للعمل الاهلي الفلسطيني في كافة اماكن تواجد الشعب الفلسطيني.
- تشكيل لجان تنسيق موسعة في مختلف ساحات العمل الفلسطيني بحيث تضم اكبر عدد من الهيئات الاهلية المعنية.
- تطوير الشراكات والتحالفات التبادلية مع كافة الاطراف المحلية والاقليمية والدولية.
رابعا: خطة العمل
هناك ثمة ضرورة لوضع خطة استراتيجية طويلة الامد وخطة عمل تنفيذية مؤثرة لتنسيق وتفعيل جهود المجتمع الاهلي في مجال الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني على اساس العمل التكاملي وتعدد المسارات. وستعمل لجنة المتابعة المنبثقة عن هذا المؤتمر على اعتماد هذه القرارات والتوصيات والمقترحات التي برزت خلال مداولات المؤتمر من اجل تحقيق ذلك.
كما نرتأي ان تعتمد الخطط على المركبين الاساسيين التاليين.
- تحديد الاهداف بشكل واضح وبناء هيكلية قادرة على تنفيذها وفق جدول زمني محدد
- تحديد القضايا ذات الاولوية
وفي الختام يأتي عقد مؤتمرنا هذا بعد سبع سنوات من لقاء لارنكا 2000 ليشكل خطوة متقدمة على طريق بناء استراتيجية موحدة للمجتمع الاهلي الفلسطيني تمكّن من تجاوز الحالة التجزيئية بما فيه خدمة مصالح شعبنا الوطنية