7/8/2005

بقلم: بسام القاضي

وهل يبدو هذا سؤالاً بريئاً؟ طبعاً لا.

فالمسألة أنك ما إن تقرأ مقالاً يتحدث عن الشباب، وأغلب هذه المقالات يكتبها من غادر هذا العمر قبل وقت ليس بالقصير، حتى تجد أن الخلاصة الوحيدة له هي أن الشباب ضائع ومستلب وسطحي وفارغ و.. إلى آخر هذه الصفات التي بتنا نحفظها عن ظهر قلب! وأن الحل الوحيد لمستقبلنا (وهو الاعتراف الوحيد بدورهم!) هو في “تطويرهم وترقيتهم”..!

يحق “للكبار” أن يفكروا على هواهم. لولا أنهم هم أصحاب القرار في أكثر الأحيان. وبيدهم مفاتيح المستقبل. ولذلك فإن تفكيرهم هذا مهم جداً. فإذا كانوا يرون الشباب على هذا النحو، وأنهم بحاجة إلى إصلاح وتأهيل، فهذا يعني، ببساطة،

أن لا مكان للشباب، الآن على الأقل، في مواقع القرار! وهذه النتيجة هي ما نراه دائماً في مختلف البلدان العربية، ومختلف مستويات المسؤولية. بل إن قادة منظمات الشباب الرسمية وشبه الرسمية، هم على الأغلب من لم يعد يربطهم بالشباب إلا مناصبهم.

لن نقع في المطب هنا ونتحدث عن الشباب، وإن باتجاه آخر. لكن ما سنطرحه أننا نعتقد بخطأ هذه النظرة “الإصلاحية”.

ونؤمن أن لدى الشباب الكثير الكثير من الاهتمامات الجدية، والأفكار الصائبة، والقدرة على العمل و.. إلا أن جانباً من مسؤولية النظرة السائدة تلك يقع على عاتق الشباب.

فقد تخلوا بسهولة عن أن يعبروا عن أنفسهم. قد يكون المبرر المساق أحياناً حول وضع المجتمع ومدى الديمقراطية وقبول الآخر مبرراً له جانب من الصحة. لكنه ليس كافياً.

إذ لم ينتظر الشباب في أي فترة من التاريخ أن يفسح لهم الآخرون الطريق. هم عادة من يفتحون الطرق، بل الطرق الأكثر حداثة ومفارقة لما هو معتاد. ودائماً يصطدمون بهذا المعتاد، ويواجهونه محاورة أو صداماً، أو كليهما معاً.

إذاً، يبدو أن مباردة الشباب للتعبير عن أنفسهم بمختلف أشكال التعبير هي الخيار الوحيد حتى يتوقف الكبار عن اللعب بمصائرهم، وتقييمهم كما يحلو لهم.

وهذا يتطلب أولاً أن لا يتوانى الشباب عن استغلال أي منبر إعلامي، سواء كان قنوات فضائية أو مواقع الكترونية أو صحف ومجلات، أو منابر جمعيات ومنظمات….. لصالح طرح قضاياهم وأفكارهم.

ليس بهدف القول “للآخر الكبير” أنهم ليسوا مجرد ضائعين، بل ليكون لكل هذه الطاقة الجبارة التي يكون عليها الإنسان حين يكون شاباً، ليكون لها معنى.

وموقع “نساء سورية” هو واحد من هذه المنابر التي تفتح صفحاتها لمشاركة الشباب. داعياً إياهم للتعبير عن أفكارهم وآرائهم بالشكل والكلمات التي يرونها مناسبة. .

نساء سورية