21/8/2009

تونس – محمد الحمروني
استنكرت منظمات حقوقية تونسية في بيانات صادرة يوم أمس الخميس 20 أغسطس الجاري ما يتعرض له الدكتور الصادق شورو الرئيس السابق لحركة «النهضة» التونسية من معاملة قاسية من قبل سجانيه.

واستغربت تلك المنظمات إصرار بعض الأطراف في السلطة على التنكيل الشديد بشورو دون مراعاة للسنوات الطويلة التي قضاها في السجن أو لشيخوخته أو لمرضه، علاوة على أن تراعي فيه الدكتور الباحث العالم والمربي الفاضل الذي قضى زهرة سنوات عمره في التدريس بكلية الطب بتونس.

ونددت منظمة «حرية وإنصاف» للدفاع عن حقوق الإنسان بشدة بمعاملة إدارة سجن الناظور (حيث يقبع شورو منذ ما يقرب من عام) المخالفة للقانون والأخلاق، واستغربت التدهور الكبير والحاد في احترام القانون وحماية حقوق الإنسان.

وطالبت المنظمةُ السلطةَ في بيان حصلت «العرب» على نسخة منه «بتمكين الدكتور شورو من كل حقوقه التي يضمنها له القانون وتحسين ظروف إقامته فيما يتعلق بالتغذية والمعالجة في انتظار الإفراج عنه وتمكينه من حقوقه السياسية والمدنية».

وعبرت عن مساندتها لعائلة السجين التي عانت الأمرّين طيلة 18 عاما والتي لم تكتمل فرحتها بخروجه من السجن في شهر نوفمبر 2008 لتعود ثانية للمعاناة.

وناشدت المنظمة في بيانها «أحرار العالم منظمات وأحزابا الضغط على السلطات التونسية للإفراج عن سجين العشريتين، وطالبت هيئة الصليب الأحمر بزيارته في السجن المذكور والاطلاع عن كثب على وضعه الصحي».

وجاءت حملة الاستنكار هذه بعد أن أكدت السيدة آمنة النجار زوجة الدكتور شورو أن زوجها يقتات على الخبز والزيت منذ 40 يوما، وأنه ما زال يتعرض للمعاملة السيئة والمضايقة الممنهجة تحت إشراف إدارة السجن المذكور.

وأوضحت آمنة شورو أنها لاحظت إثر زيارتها الأخيرة لزوجها يوم الثلاثاء 18 أغسطس الجاري أن «إدارة السجن ما زالت تتجاهل مطلبه البسيط المتمثل في توفير برّاد يحفظ له الطعام الذي توفره العائلة من التلف في هذا الصيف الحار، كما لاحظت تدهورا كبيرا في صحته نتيجة قلة التغذية والنقص الحاد في الرعاية الصحية».

وفي سياق منفصل أعلنت 3 عائلات من محافظة نابل (60 كلم شرق تونس العاصمة) أنه تم عرض أبنائهم بديل الجازي والصحبي الحوات وإلياس سلام يوم أمس على النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس.

وكانت مصادر حقوقية نددت بإيقاف الشبان الثلاثة الذي يأتي على خلفية الإرهاب، موضحة أن الاتهامات الموجهة لهم كيدية والدليل هو وجود أحد المعاقين ذهنيا ضمن الموقوفين.

وفي هذا السياق كشف السيد سعيد الجازي والد المعتقل بديل الجازي، أن ابنه الذي اعتقل من طرف «فرقة مقاومة الإرهاب» بنابل، وأحيل يوم أمس إلى النيابة العامة بتونس يشكو من إعاقة ذهنية.

وأضاف الوالد أن ابنه بديل -وهو مساعد مهندس في الكهرباء الصناعية- تعرض إلى اضطرابات نفسية منذ سنة 2005، وأصبح يشكو من فصام في الشخصية، أجبره على عدم مواصلته دراسته، وأخذ منذ ذلك الوقت يتردد على الأطباء النفسيين، وقد أكد طبيبه الخاص الدكتور شمس الدين حمودة أنه يعاني من اضطرابات نفسية حادة تمثلت في حالات اكتئاب وهذيان وعدم التكيف الاجتماعي.

وطالب الوالد بإطلاق ابنه فورا وحمّل السلطة مسؤولية المضاعفات النفسية التي قد تنتج عن اعتقاله.

يذكر أن السلطات التونسية تشن منذ سنة 2003 حملة شاملة على الشباب المتدين، وتأتي هذه الحملة كما تقول السلطة في إطار دعم «المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب»، وشملت الحملة منذ انطلاقتها نحو 3 آلاف شاب وفق تقديرات البعض.