4/9/2005

قل لي من عدوك، أقل لك من أنت!!

في بدء البعث كانت الكراهية، وتحت شعار (الحقد المقدس) كانت الكراهية، وانطلق الجياع المأزومون. أولئك الذين كان جوعهم وكانت أزمتهم وليدة حالة من الانغلاق الذهني والنفسي والحصار الحضاري شاركت في صنعه عوامل كثيرة يتلبس أكثرها بهم.

قبل أن يشبع الرفاق (الجائعون) وقبل أن يستحوذوا على (المال) ويستأثروا (بالسلطة) كانوا يسخرون من شعار (الوحدة الوطنية) وهم الذين طالما قدسوا الحقد، وزينوا الصراع الاجتماعي بوابة السرقة للمالين العام والخاص. وهكذا كانت البداية انطلاقاً من حضيض الكراهية وسقياً بماء الحقد.

في بدايتهم تلك سخر الرفاق من كل دعوات الإصلاح؛ سخروا من الشعار ذاته فنبذوا (الدعوات الإصلاحية) بكل سوء ونقيصة متأبطين شراً لثورية مدعاة لم تكن تعني غير ثورية قطاع الطرق أو الصعاليك الذين طالما مجدوهم. في البدء كانت الكراهية

وكانت الكراهية منذ البداية منصبة على هذا الوطن فلم يجزعوا أو يفزعوا عندما ضيعوه، وعلى هذا الشعب فلم يغفلوا يوماً عن قتله أو تذويبه أو تشريده.

حتى بعد أن شبع الجائع وانتعل الحافي، وتعلم الأمي الجافي، وأصبح أحياناً فيلسوفاً وتارة أخرى طبيباً مايزال الوعاء ينضح بماء الكراهية والحقد. أمران تلمسهما في كل المواقف والسياسات والقرارات.

لقد كانوا منذ البداية أعداءاً لهذا الشعب ومايزالون كذلك. وعلى هذه القاعدة تستطيع أن تفسر كل المجريات الغريبة العجيبة بلا تعب ولا نصب.

المدنيون الأحرار