9/7/2006

بالتحية والإكبار نتلقى موقف العلماء الأربعين الذين وجهوا رسالة احتجاج إلى رئيس الجمهورية.. لا يهمنا كثيراً مضمون الرسالة، ولا وجه الحق ومقابله فيها. الذي يهمنا أن العلماء الأربعين اجتمعوا وتحاوروا ثم اتفقوا ووقعوا.

احتجاج العلماء أو توجههم إلى رئيس الجمهورية ليس أقل شأناً من وثيقة التسعة والتسعين أو الألف، ليست أقل شأناً من وثيقة (دمشق ـ بيروت) والجديد في موقف العلماء أنهم أصحاب اختصاص، وأنهم يعبرون عن أكثر من نخبة وبأكثر من معنى لمن يريد أن يقرأ عنوان الرسالة أو سطورها.

اجتمع العلماء على أمر عام تحاوروا استشعروا خطراً قدروه.. وغداً يجتمع المحامون أو القضاة كما فعلوا في مصر وبعده يكون لقاء الأطباء أو المهندسين الذين يعاينون طرائق نهب المال العام سيتبعهم بلا شك أساتذة الجامعات والمدرسون والمعلمون.. وعندها ستمتلئ بالحمية قلوب العمال والفلاحين والحرفيين.. ومن يدري فقد يمتد لهيب الاحتجاج إلى الحزبيين التقدميين والبعثيين.

اجتماع العلماء ليس الخطوة الأولى على طريق الألف ميل. بل هو ربما الخطوة قبل الأخيرة على طريق الإطاحة بالمستبدين..

وإذ يسألوننا عن الطريق، نؤكد أنه هذا هو الطريق. الطريق الذي لا يمر على أي عاصمة غير دمشق ولا ينطلق من أي مدينة غير المدن السورية.

طريق، كما نرى، سهل وميسور. المهم أن نجتمع وأن نتحاور وأن نتفق لنعلق الطغاة بخبر لكان مقدرٍ بجار ومجرور.

صوت (المدنيون الأحرار)