2/2/2008

تصــريح صحــفي
أدان البيت الابيض اعتقال النائب السابق والمعارض السوري رياض سيف، وقال الناطق باسم البيت الابيض توني فراتو في بيان له ان اعتقال سيف دليل على ازدراء الرئيس السوري بشار الاسد لحقوق الانسان في سورية وان اعتقال سيف هو خطوة في سياق “تصعيد سياسة حرمان السوريين من الحقوق التي نصت عليها المواثيق الدولية ومن بينها حرية التعبير والتنظيم”.

وكانت وزارة الخارجية الامريكية قد أدانت يوم الثلاثاء الماضي اعتقال سيف وطالبت بإطلاق سراحه فورا الى جانب الأعضاء العشرة الاخرين من أعضاء اعلان دمشق الذين جرى اعتقالهم خلال الاسابيع القليلة الماضية على لسان الناطق باسم الخارجية الامريكية توم كيسي الذي أضاف أنه آن الأوان لأن “تغير سورية سلوكها وتتوقف عن دعم الارهاب في الشرق الاوسط ومنح مواطنيها الحقوق التي يستحقونها”.

إن الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان ترى في هذه التصريحات توظيفا سياسيا مشينا من قبل الحكومة الأمريكية لمبادئ حقوق الإنسان النبيلة وإستغلالا بشعا لمحنة معتقلي الرأي من أعضاء إعلان دمشق لتحقيق مكاسب سياسية .

إن تبني الحكومة الأمريكية لقضايا حقوق الإنسان وتدخلها السافر في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بصفتها الحامي الأول للديمقراطية وحقوق الإنسان لتحقيق مآرب سياسية ، أصبح يقابل بالازدراء والحنق لدى الأوساط السورية وخاصة الحقوقية منها ، وذلك لأن الحكومة الأمريكية تمتلك أسوأ سجل لإنتهاك حقوق الإنسان الجماعية والفردية على حد سواء ، وهي من اقل الدول في العالم تصديقا على المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان فهي الدولة الوحيدة في العالم ( إضافة للصومال ) التي لم توقع على إتفاقية حقوق الطفل ، ولم تصادق على على إتفاقية إلغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة، كما انها لم تصادق على العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .

إننا في الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ ندين بأقوى العبارات التوظيف السياسي والدعائي للحكومة الأمريكية لمبادئ حقوق الإنسان لخدمة مصالحها الخاصة فإننا نؤمن بأن هذه السياسة المتبعة من قبل الحكومة الأمريكية باتت تهدد بشكل خطير مصداقية المدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم بشكل عام وفي سوريا بشكل خاص، وإننا إذ نطالب الحكومة الأمريكية بالكف عن الاستخفاف بمبادئ حقوق الإنسان المعترف بها دوليا وبعدم توظيف هذه المبادئ بشكل سياسي او دعائي لخدمة مصالحها، فإننا نتوجه إلى الحكومة السورية مطالبين بضرورة إغلاق ملف الآعتقال السياسي في سوريا والعمل بشكل جاد وفعال على تحسين واقع حقوق الإنسان المتدهور في سوريا بإعتباره مطلبا وطنيا ملحا بالدرجة الأولى يشكل المدخل الأساسي لأي عملية إصلاح مرتقبة في سوريا .

إننا في الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ نعرب عن قلقنا الشديد من أن تشكل التصريحات الأمريكية الأخيرة حول معتقلي إعلان دمشق إنعكاسات سلبية تجاه سير قضيتهم المنظورة أمام القضاء ، فإننا نتوجه إلى الحكومة السورية مطالبين بمعالجة ملف معتقلي إعلان دمشق ضمن اطار المسؤلية الوطنية بعيدا عن ردود الأفعال والنكاية السياسية ، والقيام بإغلاق ملف هذه القضية والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين على خلفيتها .

عبدالكريم ريحاوي
رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان